أهالي كوباني يحتفلون بعيد النوروز في قراهم للوقاية من "كورونا"

 

كوباني- فتاح عيسى/ فياض محمد- نورث برس

 

احتفل أهالي كوباني بعيد النوروز هذا العام في قراهم ومن خلال مجموعات صغيرة، بخلاف الأعوام السابقة، وذلك بسبب الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا للوقاية من فيروس "كورونا" المستجد.

 

واتخذت قوى الأمن الداخلي (الأساييش) في مدينة كوباني، إجراءات صارمة بشأن الاحتفال بعيد النوروز ومنع التجمعات في المدينة، حيث توزع عناصر قوى الأمن وشرطة المرور (الترافيك) وقوى النجدة على جميع مداخل غابة كوباني وفي الطرق المؤدية إلى تلة مشتنور، حيث اعتاد الأهالي خلال السنوات الفائتة إحياء العيد فيها، فيما اضطر معظم الأهالي إلى التوجه لقراهم للاحتفال بالعيد على شكل تجمعات صغيرة تضم أفراد العائلة.

 

منع التجمعات

 

وأفاد الإداري في قوى الأمن الداخلي، كاوا حمو لـ"نورث برس"، أن قوى الأمن الداخلي التزمت بتنفيذ قرارات وتعاميم الإدارة الذاتية بمنع التجمعات، وقامت بمنع الأهالي من الدخول إلى غابة كوباني وتلة مشتنور، بهدف الحفاظ على صحة الأهالي ومنع انتشار وانتقال فيروس "كورونا" في المنطقة.

 

وأضاف حمو أن معظم الأهالي يتلقون تعليمات قوى الأمن الداخلي بمنع التجمعات "بصدر رحب" كون هدفهم من المنع هو منع انتشار الفيروس فقط، لافتاً إلى أن أعداداً كبيرة من الأهالي وصلت إلى الغابة ولكن لم يدخلوها بسبب وجود قوى الأمن الداخلي التي طوقت كل الطرق المؤدية إليها.

 

وأشار إلى أن أغلبية العائلات التي تم منعها من دخول الغابة وتل مشتنور توجهوا إلى القرى للاحتفال بالعيد على شكل تجمعات صغير تضم العائلة فقط، وهو أمر لم يتم منعه من قبل قوى الأمن الداخلي كون الهدف كان منع التجمعات الكبيرة فقط.

 

رأي الأهالي بقرار منع التجمعات

 

من جهته أوضح المواطن شيخ نبي باقي خضو (31 عاماً) أنهم تعودوا كأهالي على إحياء عيد النوروز في غابة كوباني وتلة مشتنور ولكن بسبب انتشار وباء "كورونا" في العالم في هذا العام تم منع التجمعات من قبل الإدارة الذاتية، لافتاً إلى أن القرار يعتبر سليم ولمصلحة الأهالي وخاصة أن المواطنين لا يعرفون مخاطر انتشار مثل هذا الوباء والفيروس في المنطقة.

 

وأضاف خضو أن على الأهالي التخلي طوعياً عن بعض العادات المتبعة في الأعياد والمناسبات والتعازي وخاصة التقبيل والمصافحة لأنه يمكن للعدوى أن تنتقل من شخص لآخر وذلك بهدف منع انتشار الفيروس.

 

بدورها أوضحت المواطنة زهراء أحمد (47 عاماً) أنهم لم يحتفلوا مثل الأعوام السابقة بعيد النوروز حيث اقتصرت مظاهر الاحتفال على لباس العيد الفلكلوري والخروج بتجمعات صغيرة مع العائلة إلى الطبيعة في القرى وذلك بسبب صدور قرارات تمنع التجمعات، لافتة إلى أن صحة الأهالي ومنع انتشار الفيروس أهم من الاحتفالات الجماعية بالعيد.

 

وأضافت أحمد أنهم والتزامهم منهم بهذه القرارات قرروا الخروج كعائلة من منزلهم والاحتفال بالعيد مع أفراد العائلة فقط، منوهة أن مع القرارات المتعلقة بمنع التجمعات وكذلك مع الالتزام الطوعي بمنع المصافحة والتقبيل في هذه المناسبات كون هذه الالتزامات تساعد على حمايتهم من الإصابة بالفيروس وانتشار الوباء.      

 

وأصدر المجلس التنفيذي لـ"إقليم الفرات"، بتاريخ التاسع عشر من آذار/ مارس الجاري، قراراً يقضي بمنع تجمع أهالي "إقليم الفرات" في غابة كوباني أو تلة مشتنور للاحتفال بعيد النوروز، وذلك للوقاية من فيروس "كورونا".