نقل تركيا نقاطها شرقي إدلب.. إعادة تموضع أم تمهيد لمرحلة جديدة؟
مؤيد الشيخ ـ إدلب
عملت القوات التركية التي تنتشر في أكثر من 60 نقطة عسكرية في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام شمال غربي سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية على إعادة تموضع العديد من نقاطها في المناطق القريبة من الطريق الدولي حلب – اللاذقية المعروف بـ M4.
أثارت تلك التحركات الحديث مجدداً عن نية الأطراف الضامنة (روسيا – تركيا) إعادة افتتاح الطريق الدولي المذكور والذي يربط غرب البلاد بشرقها ويمر في إدلب بمسافة تزيد عن 70 كيلو متر.
مصادر عسكرية مختلفة في المعارضة السورية وأخرى مقربة من هيئة تحرير الشام استبعدت خلال تصريحات لنورث برس، أن يكون الهدف من قيام تركيا بإعادة تموضع العديد من نقاطها شرق وجنوب إدلب، هو افتتاح الطريق الدولي.
وشددت على أن ذلك “ليس من مصلحة تركيا في الوقت الحالي لا سيما وأنها في موضع قوة على عكس القوات الروسية التي تخوض حرباً طاحنة في أوكرانيا”.
الناطق الرسمي باسم جيش العزة، مصطفى بكور، قال لنورث برس، إن قيام القوات التركية بنقل العديد من نقاطها إلى خطوط التماس مع قوات الحكومة لا سيما شرقي إدلب “لا يأتي في إطار التمهيد لإعادة افتتاح الطريق الدولي M4 بالاتفاق مع روسيا والنظام السوري”.
والأمر كما أشار إليه بكور، هو على “العكس تماماً” فإن الهدف من ذلك “يعتقد أنه لأخذ وضعية قتالية فعالة أكثر تحسباً لإمكانية عمل عسكري قادم من قبل النظام وروسيا في ظل عدم التزام روسيا باتفاقاتها مع تركيا خلال مسار أستانا”.
وشدد على أنه من المستبعد أن يتم فتح الطريق الدولي M4 في المستقبل القريب، “لأن وضع روسيا لا يؤهلها لمزيد من الضغط على تركيا، كما أن الأخيرة في الوقت الحالي لا يوجد لديها أي مصلحة لافتتاحه وإفادة النظام منه”.
وعن نية حكومة دمشق وروسيا البدء بعملية عسكرية جديدة، أشار بكور أن “الطرفين يجهزان منذ العام 2020 للسيطرة على المناطق المحررة، وفي الوقت ذاته الفصائل العسكرية في المنطقة تعد العدة لقادم الأيام”.
ولفت إلى أن “عملاً عسكرياً ضد النظام السوري سيبدأ عندما تتوفر الظروف المناسبة، وهو ما أكده زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني خلال كلمة ألقاها الأسبوع الفائت، حيث توعد بالسيطرة على مدينة حلب”.
ويرى أبو الطاهر الحلبي وهو قائد عسكري في لواء سعد التابع لهيئة تحرير الشام، أن الحديث عن افتتاح الطريق الدولي حالياً، “لا يمكن، لأنه يزيد من شرعية النظام السوري أمام العالم”.
ويشير إلى “محاولات الفصائل العسكرية المعارضة فرض قوتها على الأرض لإظهار نفسها على أنه لا تزال لديها القوة للعودة واستعادة ما خسرته طيلة السنوات الماضية خلال مدة قصيرة”.
ويشير إلى أن احتمالية بدء الفصائل العسكرية في شمال غربي سوريا عملية عسكرية، هي “أكبر من أي وقت مضى، لأن ذلك سوف يمكنها من إعادة فرض كلمتها على المجتمع الدولي وخاصة العربي”.
وعن احتمالية مشاركة تركيا في المعركة التي يتوعد بها قادة تحرير الشام وعلى رأسهم “الجولاني”، يشدد “الحلبي” على أن المعركة التي تجهز لها الفصائل العسكرية لا سيما في إدلب “لا تعتمد كثيراً على الدعم التركي بكافة أشكاله”.
لكنه يضيف: “إلا أنه في الحقيقة إذا توفر الدعم فسوف يكون الأمر أكثر سهولة، لا سيما وإن كان دعماً غير مشروط”، على حد قوله.