أكثرها التفاح.. خسائر تقدر بالملايين في المحاصيل الزراعية جراء حبات البرد بالسويداء

رزان زين الدين ـ السويداء

على خلاف العادة لم تكن الأمطار التي تأثرت بها السويداء، في التاسع والعشرين من آيار /مايو الفائت، مصدراً لسعادة المزارعين، فالموسم شارف على الانتهاء ولم يعد يحتمل قسوة الطبيعة.

يقول مروان يوسف (50عاماً) وهو أحد مزارعي السويداء، جنوبي سوريا، إن محصوله من التفاح، في منطقة ظهر الجبل شرقي المدينة، تضرر بنسبة 90 في المئة، فحبات البرد كانت قوية على ثمار التفاح لتحدث آثاراً فيها.

وبين مدير مكتب التفاحيات في وزارة الزراعة، المهندس منير صيموعة، أن الظروف الجوية وتساقط البرد في محافظة السويداء، تسبب بحدوث أضرار على ثمار التفاح في مواقع متعددة من المحافظة، حيث تراوحت نسبة الضرر الأولية “بين 20- 90 % حسب الموقع”.

وأشار إلى أن اللجان الفنية ما زالت تقوم بحصر الأضرار والمساحات.

التكلفة والخسارة

هذا وتعرضت مناطق عدة في السويداء لتضرر في المزارعات نتيجة الهطولات المطرية وتساقط البرد، بدءاً من الريف الشمالي إلى بوسان، والطيبة، وظهر الجبل وصولاً إلى الريف الجنوبي في سهوة بلاطة والكفر ومياماس ثم منطقة صلخد في جبل عرمان ليصل الضرر إلى أقصى الريف الجنوبي الغربي والشرقي للمحافظة.

وبحسب قول “يوسف” لنورث برس: “وصلت تكلفة العناية بدونم أشجار التفاح هذا العام حوالي ثلاثة ملايين ليرة، من تقليم للأشجار (بكلفة مليون ونصف )، إضافة إلى الرش بالمبيدات الحشرية، أربعة مرات، تكلفة الواحدة منها 250 ألف يضاف إليها الفلاحة مع المحروقات حوالي 250 ألف”.

وبلهجة من الحزن واليأس، يقول المزارع: “لا يكفي ما نعيشه من انعدام مقومات الحياة في بلد أصبحت تكلفة زراعة الدونم الواحد تقدر بالملايين، ثم يأتي تعويض الدولة للخسائر ببضعة آلاف”.

وتقدر عوائد التفاح في محافظة السويداء للدونم الواحد المزروع بمقدار خمسين شجرة، حوالي 2 طن ونصف الطن، وإذا قدر وسطي سعر كيلو التفاح بين النخب الأول والثاني والثالث حوالي 2000 ليرة، عندها يكون الإنتاج الافتراضي المتوقع للدونم الواحد في حدود الخمسة ملايين ليرة، بحسب المزارع.

وبين الإنتاج الذي خسره المزارع نتيجة تضرر الموسم بحبات البرد، وبين تكاليف الزراعة، تكون خسائر مزارعي السويداء هذا العالم حوالي ثمانية ملايين ليرة في الدونم الواحد.

ويقول “يوسف”: “خسارة حوالي ألف دولار في الدونم، إذا لم تعوض الحكومة هذه الخسائر، لا زراعة بعد اليوم، وسيعيش الشعب ويأكل الصمود والتصدي”.

في حين أشار معاون مدير الزراعة في السويداء علاء شهيب، في حديث لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية، أن لجان تقدير الأضرار بدأت عملها مباشرة للكشف الحسي على المناطق التي تعرضت للظروف المناخية غير المناسبة.

خسائر أخرى

لم يقتصر الضرر الذي تسببت به الأحوال الجوية على أشجار التفاح، إنما لحق الضرر بمحاصيل أخرى، كالشعير والقمح  الذي أصبح على وشك الحصاد فأدت حبات البرد إلى تكسره، إذ تعرضت مساحات كبيرة في الريف الجنوبي الغربي من المحافظة لتساقط حبات البرد.

وقال أحد المزارعين لنورث برس، إن محصوله من الشعير والذي تقدر مساحته بـ110 دونمات، تعرض للضرر الكامل. ووصف حبات البرد التي تساقطت في الريف الجنوبي الغربي “بحجم فنجان القهوة”، ما أدى إلى تضرر شبه كامل في المحاصيل.

وأضاف المزارع، أن تكلف زراعة دونم الشعير حوالي 40 ألف ليرة فيما يقدر الإنتاج الافتراضي الذي كان متوقعاً هذا العام بين (30-100) كيلو للدونم.

واستبعد المزارع، أن يكون تعوض الدولة مجدياً، “لنا تجارب سابقة مع عدم دعم الحكومة لمزارعي السويداء”.

ففي عام 2020 تعرضت حقول القمح في السويداء، لحرائق، وكانت نسبة التعويض 20 في المئة من الإنتاج المتوقع الافتراضي فقط.

ويتخوف مزارعو مادة الحمص، بأن يتعرض محصولهم للإصابة بدودة “الوز الأمريكية” التي قد تتكاثر نتيجة تقليل الأمطار الرعدية التي هطلت في فصل الربيع من ملوحة نبتة الحمص الواقية للأمراض.

تحرير: تيسير محمد