خسارة باهظة أو رضى تام.. لا حل وسط لدى مزارعي القمح في الرقة
فرات الرحيل – الرقة
يصف محمد، إنتاج محصوله البعلي من القمح هذا العام بـ”الجيد”، كما أن التكاليف التي دفعها لإتمامه قليلة مقارنة بما أنتجته أرضه، إذ أن إنتاج الأراضي البعلية هذا العام كان أضعاف السنوات السابقة.
حصد محمد الإسماعيل (45عاماً)، وهو مزارع من سكان قرية الكجلة التابعة لبلدة الكرامة 35كم شرقي الرقة، إنتاجاً وفيراً من أرضه البعلية هذا العام، نتيجة الأمطار التي هطلت، والتي أدت لإنجاح الموسم.
اتسمت حالة مزارعي الموسم البعلي هذا العام بـ”الرضى” عن الإنتاج، مقارنة بالتكاليف التي دفعوها، كم تعتبر التسعيرة التي حددتها الإدارة الذاتية “جيدة” مقارنة بوفرة المحصول والتكاليف، في حين يشير مزارعو أراضٍ مروية لعدم رضاهم بـ”التسعيرة”، لكن مقارنة بالمناطق الأخرى تعتبر “جيدة”.

وأنتجت أرض “الإسماعيل” البالغة 400 دونم، 401 “شوال”، أي بمعدل “شوال” واحد لكل دونم، وهو أضعاف إنتاجه في السنوات السابقة، حينها كان الإنتاج لا يتعدى ربع “شوال”.
ويقول لنورث برس، إن إنتاج الأراضي البعلية هذا العام أفضل من الأراضي المروية، نظراً لعدم احتياجها للأسمدة.
وسعّرت الإدارة الذاتية محصول القمح بـ 430 دولار للطن الواحد، في حين سعّرت حكومة الإنقاذ المحصول بـ320 دولاراً، وسبقتهما حكومة دمشق، التي سعّرت القمح بـ 2800 ليرة للكيلو.
وقال مسؤولون في الإدارة الذاتية، إن تسليم فواتير المزارعين سيكون بالدولار الأمريكي.
وعلى عكس سابقه، يرى محمود الشيخ (38عاماً)، وهو من سكان الجديدات 50كم شرقي الرقة، إن المحصول هذا العام “خسارة”.
ولدى المزارع 50 دونماً مروياً مزروعة بالقمح، اضطر للاستدانة لإتمام الموسم، حيث دفع تكاليف باهظة، من حراثة وبذار وأسمدة ومبيدات، وقاربت التكاليف 200 دولار للدنم الواحد، في حين لا يتجاوز وسطي الإنتاج 400 كيلو للدنم الواحد.
وأعرب “الشيخ” عن ندمه لأنه لم يُؤجر أرضه هذا العام كما فعل في أعوام مضت، إذ سيكون ربحه أكثر، في الوقت الذي يتوقع فيه أن الإنتاج لا يغطي المصاريف، وكان الرجل قد اعتاد أن يؤجر أرضه أو يحصل على نسبة 20 بالمئة من الإنتاج.
وتحمّل خسارة تقدر بـ 1000دولار ثمن بذار و300 دولاراً ثمن أسمدة، ويرى أن التسعيرة التي يصفها بـ “المتدنية” هي من أسهمت بخسارته.
كذلك تعرّض خالد الشبلي (41عاماً)، وهو مزارع من بلدة الحوس أكثر من 50كم شرقي الرقة، لخسارة نتيجة تدني الإنتاج، ويشتكي الرجل من تراجع إنتاج أرضه المزروعة بالقمح المروي.
ورغم دفعه تكاليف باهظة ثمناً للبذور الجيدة ورشه للأسمدة، وريه لأرضه بشكل منتظم، إلا أن ذلك لم يشفع له من الخسارة، نتيجة تدني الإنتاج، لأسباب لا يعلمها، ويأمل الرجل بأن يتدارك رأس ماله فقط.

يقول لنورث برس، إن الدونم في أرضه أنتج حوالي 200 كيلو فقط، وهو إنتاج أقل بكثير مما أنتجته الأراضي البعلية هذا العام.
وتشهد مراكز استلام القمح في الرقة، ازدحاماً، نتيجة وفرة المحصول واتساع مساحاته، حيث أن بعض المراكز أغلقت أبوابها بسبب امتلائها، وأصبح مزارعون ينقلون محاصيلهم إلى الحسكة.