ليلى الغريب ـ اللاذقية
بعدما كانت للزينة وكعلامة على الاحتفاظ بقطع تراثية، أصبحت أدوات الفخار حاجة ضرورية يعيق استخدامها بكثرة ارتفاع أسعارها رغم الحاجة لها كبديل عن البراد الذي تحول إلى شكل فقط في المنزل، دون فائدة بسبب ساعات التقنيين الطويلة التي تصل إلى 6 ساعات قطع، ونصف ساعة وصل خاصة في المناطق الساحلية.
يقول المزارع أيمن منصور، من منطقة الغاب، لنورث برس، إنه عاد لاقتناء “المقلي المخصص للطبخ بعدما كان استبدله بأنواع أخرى منذ نحو 40 عاماً، لأنه يمكن استخدامه للطبخ على النار بسهولة أكثر مع صعوبة تأمين الحاجة من الغاز، ولأن الأكل الذي يعد بالمقلي يحافظ على جودته لوقت أطول وهذا أصبح أمراً ضرورياً مع تعذر استخدام البراد”.
وكذلك الحال مع جرة الماء التي عادت للاستخدام في المنطقة، كما كان الآباء والأجداد يفعلون عندما لم يكن لديهم الكهرباء، فكانوا يحتفظون بالماء بارداً أطول وقت ممكن، وحالياً عليهم أن يعاودوا استخدام كل تلك المعدات القديمة، كما يضيف “منصور”.
ولكن حسب رأيه، هنالك مشكلة في الأنواع التي تصنع حالياً من الفخار، “لأنها تجارية وليست بالجودة ذاتها للمعدات القديمة”، وأنه يمكن اكتشاف ذلك عند المقارنة بين نوعية القطع التي كان ركنها جانباً معتقداً أنه لم يعد هنالك من داعي لها، وبين القطع الجديدة التي أعاد شرائها.
على الطرقات
تنتشر الأواني الفخارية في منطقة الغاب، حيث توضع أنواع مختلفة من القطع على جانبي الطريق العام الذي ينتهي بالمناطق الساحلية.
وتقول صاحبة أحد تلك المحلات، لنورث برس، إن عدد الذين يسألون عن السعر “أكثر بكثير” من الذين يقدمون على الشراء، وأن مبيعاتها تعتمد على العابرين من خارج المنطقة الذين كانوا يشترون قطع تنفع للزينة سابقاً.
ولكن حالياً عاد الطلب على جرار الماء التي يوجد عليها صنبور ماء لاستخدامها في الشرب، وعلى “مقلي الطبخ” ولكن أسعارها “ارتفعت كثيراً”، حسب قولها، إذ أن سعر المقلي قارب 100 ألف ليرة، وأن سعر الجرة يختلف حسب حجمها، ولكن يبدأ سعرها من 45 ألف ليرة صعوداً.
وبينت أن مخاطر تعرضها للكسر مرتفعة أكثر من عبوات الماء البلاستيكية إذا سقطت على الأرض.
وتتراوح أسعار القطع الفخارية بين 15- 80 ألف ليرة سورية، حسب صاحب محل فخاريات على مدخل مدينة اللاذقية.
وعن أسباب ارتفاع الأسعار رغم أنها تعتمد على التراب كمادة أولية للتصنيع، بين أنها تحتاج إلى نوع محدد من التراب غير متوافر في كل مكان ويجب نقله من أماكن تواجده في مناطق بالساحل السوري، وأن الإعداد ليس بالأمر السهل وتحتاج إلى حرق على النار.
في الصيف
وبين أن هنالك من يطلب منه التعديل على الأدوات الموجودة في البيت لتجنب شرائها، كوضع صنبور على جرة قديمة ليتاح لهم استخدامها بسهولة، لأنه في السابق لم يكن استخدام الصنبور شائعاً على جرة الماء.
وشدد على أن الطلب على الفخار “يزداد في الصيف أكثر من الشتاء” حيث تكون الحاجة للماء البادر والحفظ في البراد أقل.
عضو في اتحاد الحرفيين في اللاذقية، قال لنورث برس، إن عدد العاملين في هذه المهنة “لا يتجاوز العشرة أشخاص في المحافظة”، وأن إنتاج هذا العدد المحدود من الحرفيين “يجد صعوبة في التسويق بسبب انخفاض القدرة الشرائية”.
وأشار إلى صعوبات تأمين المواد الأولية وارتفاع تكاليف نقلها، الأمر الذي يرفع تكاليف القطع الفخارية، ولتقليص التكاليف يعتمدون في الإنتاج على وسائل بدائية وتقليدية، الأمر الذي يجعل منافستها خارجاً محدودة.