كوباني.. وفرة المحصول وفرض الإدارة لـ “التشويل” تخلقان أزمة “شوالات”
كوباني – نورث برس
يبحث محمد عن “شوالات” لمحصوله من أرضه التي ينوي حصادها، وسيلجأ لشرائها من السوق السوداء، نتيجة عدم كفاية “الشوالات” التي تقدمها الإدارة الذاتية، ولا تغطي المحصول بسبب وفرته هذا العام.
يقول محمد قادر (40 عاماً) وهو مزارع من قري طاشلوك فوقاني بريف كوباني الجنوبي، لنورث برس، إن شركة تطوير المجتمع الزراعي في كوباني، خصصت 15 شوالاً لكل هكتار قمح بعلي، وأن هذه المخصصات أقل من نصف احتياجاتهم.
أدى زيادة إنتاج الأراضي من القمح خلال الموسم الزراعي الحالي بعد وفرة الأمطار، إلى زيادة الطلب على “الشوالات” في ظل محدودية الكميات التي يمكن تخزينها في الصوامع التابعة لهيئة الزراعة في إقليم الفرات.
يضيف “قادر” لنورث برس، أن الشركة خصصت 150 شوالاً لـأرضه البالغة 20 هكتاراً من القمح البعلي، وقد بدأ حصاد القمح في قريته قبل يومين، وكل هكتار ينتج بين 30 و35 شوالاً، أي أن الرجل يحتاج لـ 600 شوال في الحد الأدنى.

ويقول إن نوعية الشوالات لدى الإدارة، تعتبر “جيدة وأسعارها رخيصة” مقارنة مع أسعار الشوالات في السوق، حيث تبيعهم الشركة كل شوال بـ 11 ألف ليرة سورية، بينما سعر الشوال في السوق يصل إلى 12500 ليرة.
ويطالب “قادر” بزيادة مخصصات المزارعين من الشوالات في ظل الإنتاج الجيد للهكتار، حيث تخصص هيئة الزراعة في كوباني 15 شوالاً لكل هكتار بعلي، و30 شوالاً لكل هكتار مروي.
وزاد إقبال المزارع وأقرانه على “الشوالات” بعد ارتفاع إنتاج الهكتار البعلي، حيث وصل في قريتهم إلى 35 شوالاً، بالإضافة لإيقاف استقبال المحصول “دوكمة” من قبل الإدارة، بسبب امتلاء الصوامع.
ويوجد في إقليم الفرات ثلاثة صوامع رئيسية، هي “روفي والجلبية وصرين” بسعة تخزينية تصل إلى 33 ألف طن فقط، رغم أن حاجة الإقليم من محصول القمح سنوياً تصل إلى 60 ألف طن، لأجل الطحين والبذار.
يقول “قادر” لنورث برس، إن “الشوالات” غير متوفرة، بسبب ازدياد الطلب عليها وخاصة أن الإنتاج يعتبر جيداً خلال الموسم الزراعي الحالي بعد الأمطار الوفيرة، وفرض الإدارة الذاتية استلام المحصول “مشولاً”.
من جهته يشتكي جلال حجي (42 عاماً) وهو مزارع من قرية قينطرة جنوب كوباني، قلة الشوالات التي تمنحها الإدارة الذاتية، واضطراره للبحث عنها في السوق.
يقول، إن الإدارة تبيعهم الشوال بـ 11 ألف، بينما سعرها في السوق 13 ألف، وكسابقه يرى أن ازدياد الطلب على “الشوالات” هذا العام سببه وفرة الإنتاج، لأن الإنتاج في الأعوام السابقة كان ضعيفاً ولم يكن هناك طلب عليها.
بدوره يقول محمود حج كريم (45 عاماً) وهو تاجر حبوب ومستلزماتها (شوالات) في كوباني، إن المزارعين يلجؤون إلى التجار لاستكمال احتياجاتهم من “الشوالات” في ظل عدم تأمين شركة تطوير المجتمع الزراعي احتياجات المزارعين بشكل كامل.
ويضيف لنورث برس، أن التاجر يضع هامش ربح على “الشوالات”، بينما التجار الكبار يستحكمون بالأسعار بسبب زيادة الطلب عليها، وخاصة أن إنتاج الموسم جيد، والإدارة لا تستطيع تلبية احتياجات المزارعين بشكل كامل، على حد قوله.
وكان سعر الشوال المستعمل 7 آلاف ليرة قبل بداية موسم استلام القمح، بينما يباع حالياً بسعر 12500 ليرة، فيما يباع لدى الإدارة بسعر 11 ألفاً، لكن الإدارة لا تمنح المزارعين كفايتهم من الشوالات، لذلك يلجؤون إلى السوق لاستكمال احتياجاتهم.
وكمية “الشوالات” المتوفرة في السوق “قليلة”، ولا تلبي احتياجات جميع المزارعين حالياً، على حد قول المزارع.
ويشير “حج كريم”، إلى أن 17 تاجراً في كوباني يبيعون “الشوالات”، ويباع منها يومياً بين 40 و50 ألف شوال.
ويضيف، أن أغلب “الشوالات” التي تُباع في السوق ولدى الإدارة “متوسطة الجودة” (ومستعملة لمرة واحدة)، بينما “الشوالات الجديدة عددها قليل جداً وأسعارها مرتفعة، تصل إلى 18 ألف ليرة”.