منبج.. سكان مستاؤون من انتشار الحشرات ويتخوفون من إصابات بـ “اللشمانيا”

فادي الحسين – منبج

بات منظر الأوساخ والمستنقعات في الشوارع الفرعية النائية في الحي الذي يسكنه، محمد، يزعجه، وأصبح الرجل يشتكي منها، خاصة أنها تجلب له الذباب والحشرات السامّة، مما يجعل أطفاله عرضة للمرض والإصابة بـ اللشمانيا أو (حبة السنة).

يقول محمد حاج علي (56 عاماً)، وهو من سكان حي السرب شمال مدينة منبج، إن الشوارع النائية في حيه تكثر فيها المستنقعات، والتي تجذب الأطفال ليلعبوا فيها، حيث تتكاثر فوقها الذباب والحشرات، التي من الممكن أن تتسبب بأمراض لديهم، وخاصة اللشمانيا.

يشتكي سكان في مدينة منبج، شمالي سوريا، من انتشار الحشرات والتي تسبب أمراضاً بين السكان، بسبب تراكم الأوساخ والمستنقعات في بعض الطرقات، وخاصة مع بداية دخول فصل الصيف وارتفاع دراجات الحرارة.

يضيف “حاج علي” لنورث برس، أن حملة مكافحة اللشمانيا التي انطلقت منذ فترة في مدينة منبج، “لم تصل بعد” لحي “السرب” الذي يسكن فيه.

وأطلقت مديرية البيئة التابعة لبلدية الشعب في منبج، في منتصف شهر أيار/ مايو الفائت، حملة لمكافحة ذبابة الرمل التي تنقل مرض اللشمانيا.

واللشمانيا مرض طفيلي ينتقل عن طريق لدغات حشرة صغيرة صفراء اللون تعرف بذبابة الرمل، تتغذى على لدغ الإنسان والحيوانات وتنمو يرقاتها على النباتات المبتلة وجثث الحيوانات، تترك لدغتها ندوباً حمراء، قبل أن تتحول إلى تقيحات تتسع على الجلد سريعاً.

يطالب الرجل، الجهات المختصة والمعنية بمكافحة اللشمانيا بزيارة الحي والنظر بأعينهم للواقع المتردي والمستنقعات وسط الطرقات، متمنياً أن تصل بأسرع وقت ممكن لحيه وكافة أحياء المدينة.

وكما سابقها، تشتكي ريم محمود (34 عاماً)، من سكان مدينة منبج، من انتشار الأوساخ والمستنقعات والمياه “غير النظيفة” في بعض أحياء المدينة، والتي تجلب البعوض والذباب الذي يتسبب بانتشار مرض اللشمانيا.

تقول لنورث برس: “في هذه الفترة تنتشر اللشمانيا المعروفة بين سكان المدينة بـ(حبة السنة) والتي تأتي مع الذباب والبعوض إلى المياه الملوثة، لذا يجب على الجهات المعنية الاهتمام بالنظافة، وأن تغطي حملة المكافحة كامل المدينة”.

وتطالب “المحمود” كما سابقها، بتكثيف الجهود أكثر في حملة مكافحة اللشمانيا والاهتمام بذلك، في ظل كثرة الإصابات باللشمانيا خلال السنوات الماضية، والتي تؤدي في بعض الأحيان لتشوهات في الوجه.

كذلك يرى محمود الصبحي (63 عاماً)، وهو أحد سكان حي السرب في منبج، أن عدم وجود مجرور صرف صحي في الحي، وتجمع المياه الملوثة، يجلب الذباب والحشرات السامة التي تسبب الضرر والأذى وانتشار اللشمانيا بين السكان.

وزاد انتشار القمامة، من انتشار الحشرات ومسببات الأوبئة والأمراض الجلدية، في الوقت الذي يعاني فيه القطاع الصحي في منبج، والسكان من قلة الأدوية وارتفاع أسعارها.

يرجو “الصبحي” من الجهات المعنية في منبج تكثيف الجهود لمكافحة الحشرات السامة والإسراع بحملة اللشمانيا، التي لم تصل لهم بعد، والاهتمام بأمر النظافة لمنع انتشار الأمراض بين الأطفال.

ولا يختلف حال أمينة الجراح (42 عاماً)، من سكان ريف مدينة منبج، عن حال سكان في المدينة، فهي الأخرى لم تصل حملة مكافحة اللشمانيا إلى قريتها الواقعة في ريف منبج الغربي، بعد.

تقول المرأة، إن حملة مكافحة اللشمانيا “خطوة جيدة ومفيدة للسكان في منبج، خصوصاً في ظل انتشار اللشمانيا (حبة السنة) في المدينة والريف”.

ويطالب السكان في مدينة منبج، الجهات المعنية والمسؤولون عن حملة مكافحة اللشمانيا، بالإسراع وتكثيف الجهود لتغطية كامل المدينة والريف قبل انتشار المرض بين السكان.

من جهته، يقول علاء المواس، المشرف العام على حملة بخ اللشمانيا في منبج، لنورث برس، إن مديرية البيئة التابعة للجنة البلديات في منبج وريفها وبالتنسيق مع إحدى المنظمات الإنسانية في المدينة، أطلقت حملة بخ ومكافحة ذبابة الرمل المسؤولة عن نقل اللشمانيا (حبة السنة).

ويضيف، بأن الحملة بدأت منذ منتصف أيار/ مايو الفائت، وستشمل المناطق السكنية والمنازل في الأرياف، بحسب الأولوية الطبية والبيئية، وستنتقل الحملة إلى المناطق التي تنتشر فيها اللشمانيا بمدينة منبج والقرى والأحياء القريبة منها، مثل المنكوبة والأسدية وحي والجيش الشعبي جنوب المدينة.

ويشير “المواس” إلى أن الحملة انتهت من عملية البخ في بلديتي أبو قلقل ومقطع حجر كبير، وبدأت الآن في بلديات الحية وتل حوذان والفارات.

تحرير: أحمد عثمان