وثائق مسربة لطرد الأمريكيين من سوريا.. ماذا تخطط إيران في القرية الخضراء؟

الرقة – نورث برس

بالتزامن مع تسريبات صحيفة “واشنطن بوست” حول مخطط عسكري إيراني لطرد القوات الأمريكية من القرية الخضراء، حصلت نورث برس، على معلومات بتدريبات عسكرية لفصائل موالية لإيران في دير الزور، تحضيراً لشن هجمات ضد القوات الأمريكية.

وسربت “واشنطن بوست” وثائق استخباراتية أمريكية، تشير إلى أن الفصائل الإيرانية تعمل على استراتيجية جديدة لطرد القوات الأمريكية من سوريا.

وقالت الصحيفة، الخميس الفائت، نقلاً عن ضباط استخبارات أمريكيين، وعن وثائق سرية حصلت عليها، إن “إيران تسلح المقاتلين في سوريا لبدء مرحلة جديدة من الهجمات على القوات الأمريكية في ذلك البلد”.

وتتضمن الوثيقة السرية وصفاً لـ”جهود جديدة وأوسع نطاقاً” من جانب موسكو ودمشق وطهران لإخراج الولايات المتحدة من سوريا.

وتزعم معلومات الاستخبارات، وفقا للصحيفة، بأن “مسؤولين من روسيا وإيران وسوريا التقوا في نوفمبر 2022 واتفقوا على إنشاء مركز تنسيق لقيادة الحملة ضد الأمريكيين”.

ونوهت الصحيفة، بأن وثائق سرية أخرى حصلت عليها، تزعم بأن إيران وحلفاءها يقومون بإنشاء وتدريب قوات لاستخدام قنابل أكثر شدة مصممة خصيصاً لتدمير المعدات العسكرية الأمريكية.

وعلى الأرض، قال مصدر عسكري من الحرس الثوري الإيراني – اشترط عدم ذكر اسمه – إنهم خرّجوا دورة عسكرية ضمت 72 عنصراً بعد إنهائهم تدريبات استمرت لـ25 يوماً في معسكر ببلدة عياش غربي دير الزور، التي تعتبر من مناطق نفوذ الفصيل الإيراني، ويجري التجهيز لدورة جديدة.

وبحسب المصدر، فإن المتخرجين نقلوا إلى مركز نصر الإيراني في شارع بور سعيد بحي العرفي وسط مدينة دير الزور، للحصول على إجازات وثم الالتحاق لالمركز ذاته.

وأضاف المصدر في اتصال هاتفي مع نورث برس، أنه من المقرر أن يفتتح الثوري الإيراني دورة جديدة مطلع الشهر السابع، في حال اكتمل عدد المنتسبين في معسكر الحيدرية بالقرب من مزار عين علي، ببلدة الميادين بريف دير الزور الشرقي.

ويعتقد مصطفى النعيمي، وهو باحث مشارك في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن الانسحابات التي نفذتها الفرقة الرابعة تأتي في سياق “إفساح المجال للميليشيات الإيرانية، وذلك من أجل تموضعها في محافظة دير الزور عموماً وفي البوكمال السورية خصوصاً”.

ويأتي إعادة الانتشار الجديد لتلك الفصائل، بعد أن نفذت إسرائيل عدة ضربات تجاه الأذرع الولائية في المنطقة الجنوبية والوسطى والساحلية من سوريا.

ويضيف النعيمي لنورث برس: “نشاهد تخفيضا للتصعيد في اليمن ورفعا لوتيرته في سوريا وذلك بعد التموضع والانتشار واستخدام أعلام النظام في النقاط العسكرية التي تسيطر عليها إيران في سوريا وخاصه في المنطقة الشرقية”.

ويقول الباحث إنه أي كانت الأعلام المرفوعة فعودة “النظام” إلى دير الزور يندرج ضمن نطاق الخداع العسكري، تظن دمشق أن من خلالها منع الضربات الأمريكية والإيرانية، في حين أن طائرات السرب “122 نحشون أيتام” و”نحشون شيفت” يرسل الأجواء السورية وخاصة الجنوبية والوسطى والساحلية على مدار ما مقداره ثمانية ساعات يومياً.

وبالإضافة للطائرات الإسرائيلية يرصد سلاح الجو الأمريكي، وتحديداً طائرات النواكس، المنطقة الشرقية والشمالية والساحلية، “وبالتالي كامل الجغرافية السورية باتت مرصودة من خلال عمليات السطع الجوي المستمر”.

وازدادت عمليات السطع الجوي في الآونة الأخيرة، “لمراقبه التموضع الإيراني”، والتسريبات الأمريكية التي تتحدث عن تصعيد روسي إيراني سوري محتمل، تأتي بذات السياق، لكن التصعيد الروسي ربما “سيقتصر أثره على عنصر الدعم اللوجستي، بينما الإيراني سيكون ضمن مشروع دعم الميليشيات بالصواريخ العباسية محلية الصنع التي تستخدم لمهاجمة القوات الأمريكية في سوريا”.

وفي التاسع من كانون الأول\ أكتوبر الفائت، استهدف هجوم بصواريخ من عيار 107 ملم، مهبطاً للطيران في قاعدة التحالف الدولي بمدينة رميلان شمال شرقي سوريا، دون أن يسفر عن أضرار.

وبحسب الباحث فإن البنتاغون أوعز الى الجيش الأمريكي بضرورة تزويد قواته بقاذفات اعتراضيه من طراز “أي 10” المخصصة لمواجهه الجيوش البرية وستزودهم بسربين لحماية القواعد الأمريكية في كل من العراق وسوريا.

ويقول إن الولايات المتحدة “تدعم أيضا قواتها بصواريخ (هاي مارس) لصد أي هجمات محتملة تنفذها ميليشيا ايران أو المرتبطة بها في سوريا”.

واعتماداً على سرد الأحداث وربطها، يعتقد الباحث في الشأن الإيراني أن التصعيد والتصعيد المضاد “بات سيد الموقف في تلك المنطقة وحسر تلك القوات والميليشيات المتواجدة في سوريا في كانتون بمحافظة دير الزور، يأتي في سياق عمل عسكري استخباراتي لضرب الأذرع الإيرانية في سوريا عموماً وفي حال تدخل قوات النظام السوري ستلاقي ذات المصير من ضربات موجعة تخرجهم عن الخدمة وذلك بموجب القدرات التي تتمتع بها القوات الأمريكية وكذلك حلفائها في سوريا”.

ويتخوف سكان شمال شرقي سوريا بشكل عام وأرياف دير الزور والحسكة بشكل خاص، من تحويل المنطقة إلى منطقة صراع وحرب دولية بين طهران وواشنطن، مطالبين بالتوقف عن الحرب بالوكالة في سوريا.

إعداد وتحرير: زانا العلي