المخدرات في السويداء.. بين الملاحقة الدولية واستخدامها للابتزاز

رزان زين الدين ـ السويداء

لعل لتضاريس الجغرافية المتمثلة بالموقع الجيوسياسية والتي حكمت على السويداء أن تجاور بحدودها الجنوبية والجنوبية الشرقية المملكة الأردنية، هو السبب في محاولة الاستحواذ عليها وتحويلها خلال السنوات السابقة لمنطقة حرة لتصدير المخدرات إلى دول الجوار.

وتصدرت عمليات تهريب المخدرات المشهد مؤخراً، بعد تعرض قرية الشعاب أقصى الجنوب الشرقي من محافظة السويداء، في الثامن من شهر آيار/ مايو الفائت، لقصف، رجحت الوكالات الإعلامية، أنه قصف جوي من الجانب الأردني راح ضحيته مرعي الرمثان  أحد المسؤولين عن تجارة وتهرب المخدرات في المحافظة.

ليعقب ذلك تغير في المشهد العام عبر محاولة وقف تصدير حالة عدم الاستقرار، المتمثلة بتهريب المخدرات والسلاح  من الحدود الجنوبية للجنوب السوري لدول الجوار.

شاهد عيان بالقرب من المناطق الحدودية في جنوب السويداء، قال لنورث برس، إنه شوهد مؤخراً إزالة للسواتر الترابية  من قبل حرس الحدود الأردني، المتموضعين على طول الحدود، بدءاً من الحدود الجنوبية بالقرب من مدينة الرمثا الأردنية وصولاً إلى منطقة غرابي في أقصى الجنوب الشرقي على الحدود.

ويعتقد المصدر أن السبب في إزالة السواتر الترابية هو “لملاحقة المهربين داخل العمق السوري أيضاً”.

مصدر مطلع قال لنورث برس، أن جميع الأسماء التي مازالت تعمل في المخدرات من سكان السويداء، “أصحبت مع حرس الحدود الأردني”

تراجع للمخدرات 

أحد الناشطين من داخل السويداء والذي فضل عدم الكشف عن اسمه، قال إنه من خلال المراقبة “شهدت تجارة المخدرات تراجعاً واضحاً بعد مقتل مرعي الرمثان”، وأرجع السبب في ذلك “لتخوف وانكفاء باقي المهربين”.

لا يعتقد الناشط أن يتم التركيز على الترويج الداخلي بين شباب ومراهقي السويداء رغم انتشاره، ولكنه يرى أن الكميات الكبيرة المهربة في السابق “لا يمكن تصرفيها داخلياً”، وقال: “نتحدث هنا عن مليارات الحبوب من الكبتاغون وأطنان من الحشيش”.

ورقة للابتزاز

من جهته يرى الكاتب الصحفي حافظ قرقوط، أن عمليات تهريب المخدرات من الجنوب السوري “انخفضت”، ولكن “لن تنتهي”؛ “وسيتم الاستمرار في إرسال حبوب الكبتاغون كنوع من الابتزاز لدول الجوار”.

ونوه إلى أن الانخفاض الواضح في عمليات التهريب، “جاء بعدما قدم نظام الأسد تعهدات بضبط عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الجهة الأردنية”.

وهذا يدل بحسب ما ذكره الكاتب، على أن “النظام هو من يقف خلف عمليات التهريب عبر عصابات وميليشيات مرتبطة به وبحزب الله، وهذا سيكون كبادرة حسن نية يقدمها النظام”.

ويعتقد الكاتب أن “النظام وحلفاءه سيستمرون في ابتزاز المجتمع الدولي والدول المجاورة، بوقف عمليات تهريب المخدرات مقابل الحصول على المال البديل، فهو بالحالتين مستفيد سواء باع المخدرات أو قبل بإيقاف تجارتها وتهريبها”.

ويستعبد حافظ قرقوط أن يكون هناك “جدية” من الفاعلين في المجتمع الدولي للقضاء على تجارة المخدرات، “فالمجتمع الدولي على دراية بأن نظام الأسد يلعب بورقة المخدرات الخطيرة التي تهدف لتفتيت المجتمعات والشباب”.

تحرير: تيسير محمد