فرات الرحيل – الرقة
يسلك أحمد طريقاً آخراً بسيارته، تجنباً لسوء الطريق المجاور لمنزله، ويفضّل أن تطول المسافة على أن يمر بطريق مكسّر وتملأه الحفر، والذي سبق أن سبّب له الكثير من المشاكل والأعطال أثناء المرور فيه.
يشتكي أحمد العكلة (30عاماً) من سكان بلدة الكرامة 35كم شرقي الرقة، شمالي سوريا، من سوء وضع الطرقات في بلدته، ويقول لنورث برس، إن مشكلة الطرقات من المشاكل العامة، التي بات يعاني منها الجميع، وخاصة الطرقات الخدمية.

ويعاني غالبية سكان ريف الرقة الشرقي من سوء الطرق العامة المؤدية للمدينة، والفرعية الواقعة ضمن البلدات، وتلك الواصلة بين القرى، بالإضافة للطرقات الزراعية.
يقول “العكلة”: “الطريق الذي يصل بين بلدة الكرامة وقرية البيدر التابعة لها، برغم تخديمه لفئة كبيرة من السكان إلا أنه سيء، لم يتم العمل عليه لتعبيده”.
ويبلغ طول الطريق 3.5كم، عملت البلدية في وقت سابق على تزفيته إلا أنها لم تُنفذ سوى 500 متر منه، وتوقفت فيما بعد عن العمل فيه، بحسب “العكلة”.
ويطالب سكان في ريف الرقة الشرقي بتعبيد عدة طرقات، منها زراعية وأخرى خدمية، منها: “طريق البيدر تحتاني، البيدر – الكرامة، الإسماعيلية، مزرعة المحمدية، البلدية، والإرشادية”، إذ تعد طرقاً رئيسية، وتخدم السكان بشكل عام.
ويقول جلال العلي (30عاماً)، وهو من سكان بلدة الجديدات نحو 50كم شرقي الرقة، إنهم قدموا عدة طلبات وشكاوى، لتعبيد الطرقات إلا أنهم لم يتلقوا أي استجابة.
ويضيف، أن الردود في الغالب تكون أن “الطرق ضمن الخطط المستقبلية. لا توجد ميزانية كافية لتنفيذها”، ومنذ سنوات، لا زالت الطرق على حالها.
وتتسبب بعض الطرق غير المعبدة والتي تمر بين منازل السكان، بأمراض لديهم، خاصة ممن يعانون من الحساسية والربو، نتيجة الغبار الكثيف المنبعث عند مرور السيارات.
ذلك، يدفع “العلي” للتفكير بإغلاق الطريق الذي يمر بالقرب من منزله لحين تعبيده، لما يسبب من إزعاجات، إلا أنه لا يستطيع بسبب تخديمه لعدد كبير من السكان، ولا يجد حلاً سوى مداومته على رشه بالمياه حتى لا تُثار الأتربة.
ويطالب الرجل، الجهات المعنية بالنظر في أمر الطرقات الرئيسية التي تخدم السكان بشكل عام، والعمل فعلياً على تنفيذ خطط تزفيت وتعبيد الطرقات في منطقته.
من جهته، يقول خليل الضاهر رئيس لجنة الخدمات في بلدية الكرامة، إن لجنة الخدمات في بلدة الكرامة رفعت عدة مخططات فيما يخص تزفيت الطرقات في الريف الشرقي، منها 6 طرق ضمن قطاع بلدية الكرامة.

لكن الخطط الموضوعة لهذا العام، هي استكمال خطة التزفيت السابقة، “نظراً لعدم وجود ميزانية كافية لتنفيذ خطط جديدة”، ويصف “الظاهر” الميزانية المخصصة لبلدية الكرامة رغم أنها تُغطي مساحة واسعة، بـ”القليلة”، و”الضعيفة جداً”، على حد قوله.
ويضيف لنورث برس، أنهم تواصلوا أكثر من مرة مع الجهات المعنية لدعم خطط التزفيت في الريف الشرقي، وتخصيص كتلة مالية لوضع خطط جديدة، “إلا أن الرد كان أنهم سيستكملون خطة العام الماضي من التزفيت”.
ويشير إلى أن الخطة التي يعملون على استكمالها، هي خطة 2020، والتي لم يُنفذ منها سوى 800 متر داخل بلدة الكرامة، بسبب سحب الآليات لتنفيذ مشروع أبيض-أبيض، والذي انتهى العمل فيه في تشرين الأول/ سبتمبر 2022.