منبج.. عائدون من الهول تعيقهم إجراءات روتينية لدخول مدينتهم

فادي الحسين – منبج

قدّمت خديجة أوراقاً لإخراجها من مخيم الهول، نظراً لحالتها المرضية إذ يمكنها الخروج، ودأبت المسنة على المراجعة وملاحقة سير الأوراق، إذ أنها تعاني أمراضاً وترغب بالخروج للعلاج.

خرجت خديجة شعبان (63 عاماً)، وهي في الأصل من سكان مدينة منبج، من مخيم الهول، ووصلت إلى مدينتها أمس، لكنها فوجئت بعدم السماح لها بالدخول لحين قدوم “كفيل”، وسط بطء في سير الإجراءات الروتينية.

ويطالب عائدون من مخيم الهول إلى مدينة منبج، شمالي سوريا، خرجوا الاثنين الفائت، وينتظرون الآن في مدرسة مدرسة بمخيم منبج الشرقي الجديد، بتسهيل وتسريع الإجراءات المتعلقة بالكفالات، ودخولهم إلى مدينتهم منبج.

وصلت “شعبان”، أمس الثلاثاء، مع دفعة نازحين من مخيم الهول إلى مخيم منبج الشرقي الجديد، وتتضمن 57 عائلة، بعدد أفراد 225، خرجوا من مخيم الهول باتجاه مدينة منبج، وهي الرحلة الأولى خلال العام الجاري، والرحلة الثالثة والعشرين للنازحين السوريين التي تغادر المخيم منذ عام 2020.

تقول المسنة لنورث برس: إنهم خرجوا من مخيم الهول برحلة نظامية، بعد تسجيل وتقديم أوراقهم وثبوتياتهم لدى إدارة مخيم الهول، وهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة الذاتية، بعد ما يقارب الـ خمس سنوات.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2020، قرر المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا بعد بوساطة شيوخ ووجهاء العشائر، إخراج جميع النازحين السوريين الراغبين بمغادرة مخيم الهول وإعادتهم إلى مناطقهم.

وبعد إخراج عدة دفعات، توقفت عمليات إعادة النازحين السوريين لمناطقهم في شهر كانون الثاني/ نوفمبر 2022، نتيجة أحداث سجن الصناعة بالحسكة.

وكما المسنة، تشتكي زهراء كولا (39 عاماً)، من سكان مدينة منبج، وخرجت من مخيم الهول، من صعوبة الإجراءات المتعلقة بخروجهم ووصولهم إلى مدينة منبج، وخاصة أن لديها طفل مصاب بـ “الاختلاج”، وبحاجة إلى راحة وطبيب يكشف عليه.

تقول لنورث برس، إنهم سجلوا بالرحلة كحالة مرضية وكبار السن من أجل والدتها، لكنهم تأخروا بالخروج من مخيم منبج الجديد، بسبب عدم وجود “الكفيل”، رغم أن لديها طفل مصاب بالاختلاج والصرع في الرأس وحالته حرجة.

ولم تجد المرأة كفيلاً لعدم وجود أشقاء لديها، وتبرئ أقاربها منها، وتتخوف من انتكاس حالة ابنها في المخيم الجديد، دون أن تستطيع إخراجه للعلاج.

كذلك ينتظر محمود الخضر (42 عاماً)، وهو أحد الخارجين في الدفعة الأخيرة، “كفيلاً” لإخراجه من مخيم منبج الشرقي الجديد.

ويشكو الرجل من الإجراءات الروتينية المتعلقة بإخراجهم، ويأمل بتسهيلات تخفف تعبهم بعد سفر لمدة ثلاثة أيام.

يتمنى “الخضر” أن تكون الحياة خارج المخيمات “أسهل”، يقول: “نتمنى الحياة المعيشية برا ما تكون صعبة”.

بدورها تشير أسماء رمو، وهي الرئيس المشارك للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في منبج وريفها، إن هذه الرحلة من مخيم الهول هي الأولى خلال العام الجاري.

وأضافت أن الدفعة تضمنت 57 عائلة بعدد أفراد 225 شخص من نساء ورجال وأطفال، من الذين قدموا أوراقهم وثبوتياتهم لإدارة مخيم الهول للخروج صوب مدينة منبج.

وأشارت إلى أنهم يعملون على تسيير أمورهم، وإعادتهم إلى منازلهم.

تحرير: أحمد عثمان