السويداء.. الفلتان الأمني “الورقة الرابحة” للحكومة للسيطرة على الجنوب

رزان زين الدين ـ السويداء

لم يمض عام على تنفس الصعداء في السويداء، بعد الانتفاضة الشعبية ضد “عصابة” تتبع لجهة أمنية حكومية، كان لها السبب الأكبر في عمليات الخطف والسرقة التي عانت منها السويداء خلال العامين الفائتين، عادت اليوم تلك الأحداث والفلتان الأمني والفوضى للظهور من جديد.

يرى الدبلوماسي السابق صقر الملحم، أن عودة الفلتان الأمني في السويداء هو “خطة مدروسة من الجهات الأمنية العليا”.

ويشدد في حديث لنورث برس، على أن “الهدف من إحداث فلتان أمني عبر السماح لمافيات الأمن بالانفلات، هو دفع الموالين لطلب النجدة من الجيش ليتدخّل، ولكن هذه المرة التدخل يتم بقيادة الفرقة الرابعة وحزب الله والميليشيات الإيرانية”.

ويقول الدبلوماسي إنه صدر بعض الترشيحات من بعض اللقاءات السرية في عمان وجدة، بأنَّ “النظام يرفض رفضاً قاطعاً وقف تصدير الكبتاغون قبل قبض الثمن مقابل ذلك وقد رفض الخليجيون”. 

واعتبر الدبلوماسي أن “رفض النظام القاطع تطبيق القرارات الدولية بخصوص سوريا، وهذا ما أكده المقداد بأن القرار 2245 قد طبق بحذافيره، هو احتقار للقرارات العربية في عمان وجدة”.

ونتيجة لذلك يرى “الملحم”، أنه “سيتم العمل حالياً على خطة لحشد الميليشيات الإيرانية على حدود الأردن للضغط على الجانب الأردني، وهذا يتطلب التمهيد لتلك الميليشيات للدخول إلى السويداء، والذي يكون عبر نشر فوضى الفلتان الأمني”.

ورصدت نورث برس، حوادث لخطف أربعة مواطنين من السويداء، خلال شهر آيار/ مايو  الجاري، ثلاثة منها على أوتوستراد دمشق –السويداء، بين منطقتي المسمية وبراق.

وتعرض نضال مدلل، وهو أحد سكان السويداء، للخطف حيث وجدت سيارته لنقل الخضار على أوتوستراد دمشق ـ السويداء أيضاً. 

بالإضافة لتعرض طلال الجباعي، للخطف على طريق شهبا في ريف السويداء الشمالي.

وفي منتصف كانون الثاني / يناير الفائت، أطلق سراح اليافع أيهم غانم، بعد دفع ذويه لفدية مالية بعد تعرضه للخطف على أوتوستراد دمشق ـ السويداء.

وقال أحد أقرباء المختطفين، فضل عدم ذكر اسمه، لنورث برس، إنه يحمل مسؤولية خطف قريبه “للأجهزة الأمنية”.

وبرر سبب ذلك الاتهام، بأن المنطقة التي يتعرض فيها الشبان للخطف على أوتوستراد دمشق ـ السويداء بين منطقة المسمية وبراق، “تعد منطقة تحت سيطرة الحواجز الأمنية والعسكرية”.

وهذا وتنتشر على الطريق والذي يقدر طوله بـ110كم، الواصل من دمشق إلى السويداء، خمسة حواجز أمنية، بدأً من حاجز قصر المؤتمرات في مدخل طريق السويداء إلى العاصمة دمشق، يليه حاجز العدلية، ثم حاجز المسمية الذي تكثر بالقرب منه حوادث الخطف، ثم حاجز في قرية حزم بالإضافة لحاجز قرب تل شيحان بالقرب من مدينة شهبا.

فلتان أمني وتجارة مخدرات

يرى البعض من سكان السويداء، أن تزايد سرقة السيارات داخل محافظة السويداء، تزامن مع توقف تجارة المخدرات بعد القصف الجوي الذي تعرضت له قرية شعاب أوائل شهر أيار /مايو الجاري.

ويقول سامر أحمد، أحد سكان السويداء، إن توقف تجارة وتهريب المخدرات بعد تغير تعاطي  الجانب الأردني مع ملف التهريب “دفع بعض تجار المخدرات للبحث عن مصدر آخر لجني المال عبر سرقة السيارات وابتزاز أصحابها لدفع حوالي نصف سعر السيارة قبيل إعادتها”، ووثقت نورث برس، سرقة ثمان سيارات خلال هذا الشهر.

فيما يرى أحد الأشخاص سرقة سيارته، أن “هذه السرقات لها أبعاد سياسية ورسائل من الحكومة عبر إعادة تأهيل بعض فلول العصابات التابعة أمنياً، وهي تأكد بأن ورقة الفلتان الأمني في الجنوب السوري هي الورقة الرابحة لدى النظام للسيطرة عليه”.

تحرير: تيسير محمد