قلق أوربي أميركي من تصاعد العنف الصربي في كوسوفو

دمشق – نورث برس

أثارت الاشتباكات بين قوات أمنية ومحتجين شمالي كوسوفو التي تدعمهم صربيا لأسباب عرقية، قلق الدول الأوربية والولايات المتحدة، بعد أن أسفرت عن إصابة العشرات من جنود حفظ السلام في بريشتينا بلغراد.

 وأدان منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مساء أمس الاثنين، الاشتباكات التي أصيب فيها حوالي 25 من جنود حفظ السلام التابعين لحلف شمال الأطلسي، ووصف العنف ضد قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي بأنه “غير مقبول على الإطلاق” وحث على الحوار.

وتأتي الاشتباكات وسط تصاعد التوتر بعد أن تولى رؤساء بلديات من أصل ألباني مهامهم في منطقة الأغلبية الصربية بشمال كوسوفو يوم الجمعة، في أعقاب الانتخابات في أبريل/ نيسان التي قاطعها الصرب.

وقالت بعثة حفظ السلام التي يقودها الناتو في كوسوفو (كفور) في بيان، إن العديد من الجنود الإيطاليين والمجريين “تعرضوا لهجمات غير مبررة وجروح إصابات بكسور وحروق بسبب انفجار عبوات حارقة”.

وقالت إيطاليا إن 34 جندياً على الأقل أصيبوا من بعثة الناتو لحفظ السلام فى كوسوفو خلال اشتباكات مع محتجين من البلاد أمس الاثنين.

وقالت قوة حلف شمال الأطلسي في كوسوفو، إن التطورات الأخيرة دفعتهم إلى زيادة وجودهم في شمالي كوسوفو.

من جانبه قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش مدافعاً عن المحتجين من أصول بلده شمالي كوسوفو، إن 52 صربياً أصيبوا، ثلاثة منهم إصاباتهم خطيرة

وأضاف أنه وضع الجيش في أعلى درجات التأهب القتالي.

بينما يشكل الألبان العرقيون أكثر من 90 في المائة من سكان كوسوفو، التي أعلنت الاستقلال عن صربيا في عام 2008، يشكل الصرب أغلبية في شمالي كوسوفو.

ولم يقبل الصرب في شمالي كوسوفو استقلال البلد، وطالبوا بتنفيذ اتفاق عام 2013 بوساطة الاتحاد الأوروبي لإنشاء اتحاد للبلديات المستقلة في منطقتهم.

ويطالب الصرب في هذه الأحداث الأخيرة، حكومة كوسوفو، بإبعاد رؤساء البلديات ذوي الأصول الألبانية من المجالس البلدية والسماح للإدارات المحلية التي تمولها بلغراد باستئناف عملها.

وسيلتقي فوتشيتش، اليوم الثلاثاء، مع سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا – المعروفة باسم مجموعة كوينت – بالإضافة إلى رئيس الاتحاد الأوروبي في بريشتينا، كما سيعقد اجتماعات منفصلة مع سفراء فنلندا وروسيا والصين.

ويوم الجمعة الفائت، اضطرت الشرطة إلى اصطحاب ثلاثة من أصل أربعة رؤساء بلديات من أصل ألباني إلى مكاتبهم.

وعبرت رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، عن تعاطفها مع جنود “كفور” الإيطاليين الذين أصيبوا في الاشتباكات، مضيفة في بيان: “ما يحدث غير مقبول على الإطلاق وغير مسؤول. لن نتسامح مع مزيد من الهجمات على قوة كوسوفو”.

في غضون ذلك، قدم نيمانيا ستاروفيتش، وزير الدولة الصربي في وزارة الدفاع، نسخة مختلفة من الأحداث عما حددته دول الناتو.

وقال إن “العديد” من المتظاهرين أصيبوا في الاشتباكات واتهم قوات (كفور) باستخدام قنابل عندما قرر المتظاهرون “السلميون” التفرق ومواصلة الاحتجاج صباح الغد.

وتتمركز قوات الناتو في كوسوفو للحفاظ على السلام، مع اشتعال التوترات في كثير من الأحيان بين صربيا وكوسوفو.

ووصفت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش، الوجود المتزايد لقوة كوسوفو في شمالي البلد بأنه “متأخر” وقالت “مهمة هذه البعثة الدولية هي حماية مصالح وسلام الناس في كوسوفو وميتوهيا، وليس المغتصبين”.

وفي غضون ذلك، أدان سفير الولايات المتحدة في كوسوفو، جيف هوفينير، “أعمال العنف” من قبل المتظاهرين، مشيراً إلى استخدام المتفجرات.

كما أدان سفير الاتحاد الأوروبي في كوسوفو، توماش سزونيوغ، أعمال المتظاهرين، مشيراً إلى الأضرار التي لحقت بمركبات وسائل الإعلام.

ووصف وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الوضع بأنه “انفجار كبير يتشكل وسط أوروبا”.

إعداد وتحرير: هوزان زبير