“الكوسا أرخص الموجود”.. سكان في الرقة يقللون استهلاك الخضروات
فاطمة خالد – الرقة
يتجول محمد بين بسطات ومحال الخضروات، يبحث ويسأل عن الأسعار من محل لآخر، علّه يجد ما يستطيع شرائه اليوم، وما يناسب قدرته الشرائية، على أمل أن ينخفض سعرها في اليوم التالي.
ويضطر محمد الفارس (45 عاماً)، وهو من سكان ريف الرقة الشرقي، لتقليل كمية الخضروات التي يشتريها يومياً، بسبب الغلاء في أسعارها الأمر الذي يجبره على شرائها بالقطعة.
ويشتكي سكان في الرقة من ارتفاع أسعار الخضار والفواكه، بما لا يتناسب مع قدرتهم الشرائية في ظل توافرها بكثرة، في الوقت الذي يعاني فيه سكان من الظروف المعيشية والاقتصادية المتدهورة.
يقول “الفارس” إنه منذ بداية الشهر الجاري، بدأت أسعار الخضروات ترتفع، بالرغم من بدء موسم إثمارها وهو الوقت الذي تنخفض فيه الأسعار في كل عام.
ذرائع
ويشير إلى أن التجّار أصبحوا يتحكمون بأسعار الخضار، وخاصة البلدية منها، بذريعة ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية، بالإضافة إلى إغلاق معبر سيمالكا.
ويحتاج “الفارس” وهو رب أسرة من أربعة أشخاص، من 15 إلى 20 ألف ليرة يومياً، لشراء الخضار لعائلته، ناهيك عن بقية المواد والمستلزمات الأخرى، في حين لا يتجاوز دخله اليومي 10 آلاف ليرة، على حد قوله.
“أصبح وزن حبتين من البندورة نصف كيلو بسعر 3آلاف ليرة، وهو مثال لبقية الخضروات التي تتزايد أسعارها بشكل يومي، لا نأكل سوى الكوسا لأنها أرخص الموجود”، يقول.
ويضيف لنورث برس، أن “التجّار باتوا يستغلون إغلاق المعابر لرفع أسعار المواد الغذائية، حتى وإن كانت لا تدخل عن طريقه”.
ولعل أبرز من يلاحظ غياب حركة الشراء في أسواق الخضرة في الرقة، هم من يعملون في بيعها في المحلات أو على البسطات، ومن هذه الأسواق “سوق الخضرة عند دوار الدلة وسوق شارع القوتلي عند الساعة”، وهي الأبرز في المدينة وفيها أكثر حركة شراء، في ظل بُعد سوق الهال عن مركز المدينة حيث يقع في طرفها الشرقي.
بالحبة
وبجانب أحد البسطات يقف ياسين التدمري (29عاماً)، يبيع الخضار للراغبين من المارّة، في شارع القوتلي، ويلاحظ أنهم يشترون بالنصف كيلو والربع كيلو ومنهم من استغنى عن شراء الخضروات المرتفعة الأسعار.
ويعمل “التدمري” في بيع الخضروات منذ سنوات، ولكنه لم يشهد مثل هذا العام، فعادةً ما يقل سعر الخضروات الصيفية في ذروة موسمها، “وهذا ما لم يحدث”.
إذ أنه مع بدء جني الخضروات في المنطقة، أصبح التجّار يصدّرون جزءاً منها، وهذا ما يزيد الطلب عليها في السوق لتكون حكراً عليهم دون السكان وأدى الأمر لارتفاع أسعارها، على حد قوله.
ويضيف “التدمري” لنورث برس، أنه في حال أراد أن يأخذ لعائلته طعام يومهم يحتاج إلى 20 ألفاً وما فوق لأخذ البعض منها، “وحتى من بقايا الخضروات التي أبيعها”، في حين قد لا يجني أكثر من عشرة آلاف ليرة في اليوم.
ومع ارتفاع أسعار البذار والمواد اللازمة لزراعة الخضراوات من أسمدة ومبيدات وغيرها، وارتباطها بسعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية، ترتفع أسعار الخضار من يوم لآخر.
وكسابقه يرى مضر البصير (53 عاماً)، أنه منذ بداية الشهر الجاري، بدأ السكان بشراء خضرواتهم بالقطعة أو تقليل الكمية إلى النصف أو أكثر، على حد وصفه.
ويضيف أن لإغلاق المعبر أيضاً “أثر كبير” في ارتفاع أسعار الخضار، حالها حال الكثير من المواد التي ارتفعت أسعارها بمجرد إغلاق المعبر واحتكار التجار لها، إذ أن موسم الخضروات لم يصل ذروته، ومازالت الخضروات المستوردة تدخل إلى المنطقة.
ووصل سعر كيلو البندورة لأكثر من 5 آلاف ليرة، إلا أنه انخفض قليلاً مع بداية توفر البلدية (المزروعة في المنطقة)، منها في الأسواق، “وعلى الرغم من ذلك يشتري الناس الخضار بالقطعة”، وفق قول “البصير”.