على حساب باقي القطاعات.. الحكومة السورية تعمل لإنعاش القطاع السياحي وترفع مخصصاته

ليلى الغريب ـ دمشق

تركز الحكومة السورية جهودها على القطاع السياحي هذا الموسم، وهو أول القطاعات الاقتصادية تضرراً من الحرب.

وعانت السياحة في سوريا من شبه موات حقيقي خلال العقد الماضي، بسبب توقف السياح من الخارج، وغياب السياحة الداخلية، مع التراجع غير المسبوق في دخول معظم السوريين تزامناً مع ارتفاع الأسعار لكل الخدمات والتنقلات.

ومع تراجع حدة المعارك في البلاد، بدأت الحكومة محاولات إنعاش ذلك القطاع وتأمين متطلباته ولو على حساب بقية القطاعات بما فيها الإنتاجية، ليكون مصدراً للقطع الأجنبي، خاصة أنه لا يحتاج تمويلاً ضخماً، وتتجه الحكومة فيه نحو الاعتماد شبه المطلق على الاستثمار الخارجي، مقابل توفير البنية التحتية الملائمة.

وهكذا تحظى منشآت من فئة النجوم الكبيرة على خطوط كهرباء ذهبية معفاة من التقنين، كما الحال مع الرمال الذهبية في طرطوس، والتي أثار طلب إداراتها باستمرار الحصول على الحاجة من الكهرباء كثيراً من الجدل في العام الماضي.

استنفار سياحي

رغم كل التقشف في موازنات الوزارات، خصصت لوزارة السياحة مبالغ مالية كبيرة لتنفيذ الكثير من المشاريع السياحية، كما سعت الحكومة لمنح امتيازات للاستثمار الأجنبي، وكان آخرها قبل أشهر حين عرضت الحكومة أكثر من 70 مشروعا للاستثمار الخارجي في أنحاء البلاد.

وطرحت ما وصفته بـ”الرؤية الجديدة للترويج الاستثماري” للمباني أو المواقع أو الأراضي وعرضتها للاستثمار السياحي، وكانت الشركات الروسية في مقدمة أصحاب الحصص في تلك المشاريع.

وقبل الإعلان عن تلك المشاريع بأيام، كان رئيس الحكومة حسين عرنوس، وضع حجر الأساس لمشروع مجمع سياحي تنفذه شركة روسية في مدينة اللاذقية.

تستنفر وزارة السياحة هذا الموسم لتحقيق نهضة في هذا القطاع، كما يقول مصدر في الوزارة لنورث برس، بالتزامن مع عودة العلاقات العربية، ويتأمل المعنيون في هذا القطاع أن تعود الحركة السياحية نشطة مع دول الخليج عامة والسعودية خاصة بعد سنوات الانقطاع الطويلة.

تجهيز المنشآت

ويشدد المصدر على أن الوزارة أعدت خطة لهذا الموسم تتلخص بعدة محاور منها تجهيز المنشآت السياحية التي تضررت خلال سنوات الحرب والتي تعود ملكيتها للجهات العامة، وكذلك البحث مع وزارة الكهرباء لحل مشكلة تأمين الطاقة مع المنشآت السياحية خاصة الكبيرة منها.

وبيّن المصدر أن الوزارة عادت للمشاركة في المعارض الخارجية، كمعرض بكين، وتنفيذ أيام سياحية في كل من روسيا والعراق وعمان، وورشات عمل مع العراق والأردن، والمشاركة في المعارض المتخصصة بالحرف التقليدية في الجزائر، والتخطيط للوصول إلى الهند.

وقال صاحب مكتب سياحي بدمشق، لنورث برس، إنه كان أحد المشاركين في معرض السفر العربي الذي أقيم في دبي هذا العام، “لمست مدى الرغبة والإقبال في الأسواق الخليجية  لزيارة سوريا، وأنهم طلبوا من المكاتب السياحية في سوريا عقد اتفاقيات مع مكاتب سياحية خليجية لتنسيق الزيارات إلى سوريا”.

السياحة الدينية

إحصاءات وزارة السياحة تشير إلى أن السياحة الدينية لم تتوقف، وأن عدد الذين دخلوا سوريا لزيارة الأماكن المقدسة بلغ نحو 36 ألف قادم من العراق وإيران والبحرين والأردن، وذلك خلال الربع الأول من هذا العام، وهذا العدد من ضمن أعداد القادمين الذي وصل إلى 385 ألف قادم للسياحة عامة أو السياحة الدينية والطبية بقصد التداوي.

وتتوقع وزارة السياحة، أن يصل عدد القادمين إلى سوريا هذا العام إلى ما لا يقل عن مليونين ونصف المليون قادم، منهم 700 ألف سائح، حسب تصريح أدلى به الوزير محمد مرتيني لصحيفة محلية، أشار فيه إلى أنه من المنتظر أن يزور سوريا سائحون من السعودية (التي أعادت علاقاتها مع سوريا مؤخراً)، والإمارات وعمان وغيرها.

ودعا مرتيني المغتربين السوريين في الخليج خاصة لزيارة بلدهم، وذلك للمساهمة بدعم الاقتصاد السوري.

وتسعى الوزارة لوضع ترتيبات خاصة، كالعمل على تنفيذ منصة إلكترونية للحصول على الفيزا السياحية خلال 24 ساعة بالتنسيق مع المكاتب السياحية في سوريا.

كما تخطط الوزارة لإقامة مشاريع سياحية جديدة في كل من دمشق وحلب واللاذقية، وافتتاح فنادق قيد الإنشاء في الموسم السياحي القادم.

ووعدت بتجهيز أماكن للسياحة الشعبية، منها إقامة فندق في وادي قنديل، على الساحل السوري.

وحسب إحصاءات الوزارة، فإن عائدات السياحة بلغت 1.9 مليار ليرة، العام الماضي، وأن عدد السياح خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري وصل إلى ٣٨٥ ألف سائح.

تحرير: تيسير محمد