أوساخ منتشرة ونظافة مهملة.. واقع ينذر بتفشي أمراض بمخيمات منبج

فادي الحسين – منبج

تشتكي خديجة، من تراكم الأوساخ داخل المخيم والتي جلبت معها الحشرات الضارة، بسبب انعدام النظافة ونقص خدمات البلدية داخل المخيم، الأمر الذي جعلها ونساء المخيم يتحملن عبء النظافة.

تقول خديجة العلي (50 عاماً)، نازحة من دير حافر، وتقطن في مخيم منبج الشرقي الجديد، إنهم طالبوا “مراراً وتكراراً” بعمال نظافة للمخيم، بعد أن كثرت الحشرات والأوساخ لديهم.

يشتكي سكان في مخيم منبج الشرقي الجديد، من انتشار الحشرات والتي تسبب أمراضاً بين قاطني المخيم، بسبب تراكم الأوساخ وقلة النظافة داخله وخاصة مع بداية دخول فصل الصيف وارتفاع دراجات الحرارة.

تقول “العلي” إن أعمال التنظيف وقعت على عاتق النساء في المخيم، إذ يقمن بالتنظيف بين الخيم وفي الحمامات ومجرور الصرف الصحي، وسط غياب عمال النظافة والبلدية، وترى أنهم أمام “أزمة كبيرة ومعاناة شديدة” تزيد ظروفهم المعيشية صعوبة.

وتضيف لنورث برس: “مع ارتفاع درجات الحرارة، كثرت الحشرات السامة التي تسبب لدغتها حساسية لدى كبار وصغار السن، وتتسبب بحرارة وحكة لدى الأطفال”، وبلهجتها العامية تقول: “نتمنى تكون البيئة نظيفة ويرجعون عمال النظافة للمخيم”.

وتضم منبج، المخيم الشرقي الجديد، جنوب شرقي المدينة وتسكنه 625 عائلة بعدد 3395 شخصاً من منطقتي مسكنة ودير حافر بريف حلب الشرقي، إضافة إلى المخيم الشرقي القديم الذي يضم 387 عائلة بعدد 1795 شخصاً.

وتزداد معاناة النازحين القاطنين في المخيمات مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، حيث يعاني النازحون من قلة المياه وتراكم الأوساخ، فضلاً عن انتشار الحشرات الضارة، في ظل غياب المنظمات الإنسانية.

وكما سابقته يشتكي عماد الحسن (38 عاماً) وهو نازح من منطقة دير حافر، يسكن مع عائلته في مخيم منبج الشرقي الجديد، من انتشار الأوساخ بكثافة في المخيم وكثرة الأمراض بين السكان.

يقول لنورث برس، إن “أمراضاً مثل الكوليرا واللشمانيا انتشرت بكثرة في المخيم، ويجب على المنظمات الإنسانية تكثيف الجهود لإيجاد حل لتراكم القمامة داخل المخيم، وخاصة الحمامات التي يصعب الدخول إليها”.

ويضيف: “البلدية لا تُرحّل القمامة إلا مرة واحدة في الأسبوع، ومن المفترض أن تُزيلها بشكل يومي، وخاصة بعد توقف عمل المنظمات منذ قرابة العامين”.

ويطالب النازحون في مخيم منبج الشرقي الجديد، المنظمات الإنسانية والجهات المعنية بتقديم الدعم والمساعدة لهم نظراً للظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها.

وزاد انتشار القمامة والذباب، الوضع صعوبة لدى القاطنين في المخيم، وتسببت بأمراض لدى الأطفال خاصة، حتى أن طفلاً أُصيب بالكوليرا بسبب انتشار الحشرات واقترابها من الطعام، طبقاً لـ “الحسن”.

وقبل أن تتوقف منذ عامين، كانت منظمات تدعم النظافة في المخيم، عن طريق توظيف نازحين للقيام بأعمال النظافة، بشكل دوري بحيث يستفيد أكبر عدد منهم، مقابل أجر يومي.

لذلك يتمنى حمود الدندل (59 عاماً)، وهو نازح من منطقة مسكنة ويسكن مخيم منبج الشرقي الجديد، أن تهتم المنظمات الإنسانية والجهات المعنية بأعمال النظافة وإزالة القمامة والنفايات في المخيم، لا سيما مع قدوم الصيف.

ويرى أن جولات البلدية في المخيم “غير كافية”، إذ تقوم بجولاتها يومي الأحد والأربعاء، ومن المفترض أن تكون الجولات في أيام، السبت والاثنين والخميس، ويطالب الرجل بيوم زيادة على جولات سيارة القمامة في المخيم.

ويقول لنورث برس: “كميات الحشرات والأوساخ في المخيم تفوق العقل، وهناك عدة إصابات باللشمانيا داخل المخيم مع وجود المستنقعات والأوساخ”.

تحرير: أحمد عثمان