كوباني.. مزارعو قمح يصطدمون بتغيير آلية استلام محاصيلهم

فتاح عيسى – كوباني

اعتاد محمد في كل عام على حصاد محصوله وإرساله بشاحنة إلى مركز الاستلام الذي تخصصه الإدارة الذاتية، لحين تجهيز أوراق التسليم، لكن هذا العام الوضع اختلف.

يقول محمد بوزو (55 عاماً) وهو مزارع من قرية “برخباطان” بريف كوباني الجنوبي، إنه حصد محصوله من القمح يوم الخميس الفائت، وككل عام أرسل الشاحنة إلى مركز الاستلام للوقوف في الطابور، أملاً أن يقف بدور متقدم، حتى يجهز شهادة “المنشأ”، التي يسلم بموجبها محصوله.

لكن، لجنة الزراعة في بلدة صرين أخبرتهم، السبت الفائت، بالانتهاء من استلام محصول القمح “الدوكمة”، رغم أن المركز افتتح قبل ثلاثة أيام فقط، مع العلم أن الزراعة أوضحت عبر قرارٍ لها بأن استلام محصول القمح على شكل “دوكمة” سيستمر عشرة أيام.

والخميس الفائت، بدأت هيئة الزراعة والري في إقليم الفرات، باستلام محصول القمح في صومعتين بريف كوباني، وسط ازدحام تشهده مراكز الاستلام، وطوابير من الشاحنات المحملة بالقمح “الدوكمة” لا تعرف مصيرها.

يقول “بوزو” إن شاحناتهم المحملة بالقمح “الدوكمة” تنتظر أمام مركز صوامع “روفي”، بانتظار ورقة “المنشأ” كي تفرغ حمولتها، وأنهم لم يكونوا على علم بشأن القرارات الجديدة المتعلقة باستلام المحصول.

ويطالب المزارع أن تستلم الإدارة المحصول المحمل في الشاحنات عبر افتتاح مركز صوامع صرين الأقرب لهم، أو السماح بتفريغ حمولتهم في صوامع الجلبية، لأنهم حصدوا المحصول على شكل “دوكمة”.

ويضيف “بوزو”، لنورث برس، أن إعادة المحصول إلى قريتهم وإعادة وضعها في “شوالات” أمر صعب على المزارعين، في هذا التوقيت.

بينما يقول إسماعيل جمو (43 عاماً) وهو مزارع من قرية “قلعة حديد” بريف كوباني الجنوبي، إن لجنة الزراعة في صرين أخبرتهم يوم الخميس الفائت، بأنه يمكنهم تسليم المحصول يوم السبت، وأن شاحناتهم تنتظر أمام صوامع “روفي” منذ الخميس.

وكما سابقه، أخبرته لجنة الزراعة في صرين، بأنهم لن يستلموا المحصول “دوكمة” وإنما في “شوالات”، رغم وجود مزارعين من “القنايا وشيران” حصلوا على ورقة “المنشأ” منذ يوم الجمعة الفائت.

ويشير “جمو” أن الشاحنات تنتظر في الطابور وفق أجرة يومية تقدر بـ 25 دولاراً، وأنهم جلبوا المحصول في شاحنات على شكل “دوكمة”، وأن “الخطأ سببه لجنة الزراعة وليس خطأ المزارعين”.

ويطالب الإدارة باستلام محاصيلهم على شكل “الدوكمة”، وعدم تكليف المزارعين بتكاليف إضافية، إذ أن هناك مزارعين حصلوا على ورقة “المنشأ” منذ 20 من الشهر الجاري، بينما لجنة الزراعة لديهم لم تخبرهم بإمكانية ذلك.

ويضيف أن المركز ولجنة الزراعة أخبرتهم بأن يعيدوا شاحناتهم إلى المنزل ويضعوا المحصول في “شوالات”، وذلك يعتبر “أمراً صعباً ومكلفاً للمزارعين، وعلى الإدارة أن تقوم بتفريغ حمولات القمح لديهم على شكل دوكمة في مركز الاستلام لأن الخطأ من لجنة الزراعة”.  

من جهته يقول زكريا خليل (60 عاماً) وهو مزارع من قرية بوجاق بريف بلدة صرين جنوب كوباني، لنورث برس، إنه ينتظر تفريغ حمولة شاحنته من محصول القمح، أمام مركز صوامع “روفي”، منذ ثلاثة أيام.

ويضيف، أن المزارعين ينتظرون دورهم تحت أشعة الشمس، حيث يشهد المركز ازدحاماً وطوابير للشاحنات.

ويطالب “خليل” بافتتاح مركز صوامع بلدة صرين الأقرب لهم والأسهل من أجل تسليم محصولهم.

إلى ذلك يوضح علي دابان، وهو عضو في مركز استقبال محصول القمح في صوامع قرية “روفي”، بريف كوباني الجنوبي، أنهم بدأوا باستلام محصول القمح على شكل “دوكمة” في مركز صوامع “روفي” منذ يوم الخميس 25 أيار/ مايو.

ويضيف أنهم يستلمون كمية تتراوح بين 650 و700 طناً يومياً، وأن عدد الشاحنات التي تفرغ حمولتها يومياً تتراوح بين 60 و70 شاحنة صغيرة وكبيرة.

ويشير “دابان” أن سعة صوامع “روفي” تصل إلى اثنا عشر ألف طن ونصف الطن، وأنهم سيستلمون القمح حتى امتلاء الصوامع، لينتقلوا بعد ذلك إلى استلام القمح في “شوالات”.

تحرير: أحمد عثمان