تسوية خامسة في درعا.. ماذا تختلف عن سابقاتها؟

إحسان محمد ـ درعا

مرت خمسة أعوام على سيطرة القوات الحكومية على محافظة درعا تخللها خمس تسويات، فرضتها الحكومة بدعم روسي في البداية، لتتحول لعادة شبه سنوية بعد ذلك، دون تحقيق أي من الوعود التي طرحت خلال التسوية الأولى صيف العام 2018، وأبرزها الإفراج عن المعتقلين.

التسوية الخامسة مستمرة الآن في قرى وبلدات المحافظة، فيما يرى السكان أنها لن تكون الأخيرة في ظل تخبط قرارات الأجهزة الأمنية التابعة للقوات الحكومية.

شكلية ومتكررة

سعيد الزعبي اسم مستعار لأحد الأشخاص الخاضعين للتسوية الأخيرة في درعا، قال لنورث برس، إنها المرة الرابعة منذ صيف العام 2018 التي يقوم فيها بإجراء تسوية لوضعه لدى الأفرع الأمنية التابعة للحكومة السورية.

 وأضاف أن هذه التسوية “لا تختلف عن سابقاتها وإنما هي طريقة يتبعها النظام السوري لكي يجبر الشباب على تسليم السلاح ودفع الأموال”.

والمسؤول عن هذه التسوية هو فقط فرع الأمن العسكري، ولم تشمل جميع الأفرع الأمنية، وهذا الفرع يتبع له عناصر اللواء الثامن ويتم تسوية أوضاعهم الآن، بحسب “الزعبي”.

وتمنح هذه التسوية مهلة شهر للعسكريين المنشقين عن الجيش أو الأفرع الأمنية، كما تمنح ثلاثة أشهر للمتخلفين عن الخدمة الإجبارية والخدمة الاحتياطية.

وأضاف: “على الرغم من عمل التسوية إلا أنهم لا يستطيعون التحرك بحرية في المحافظة ولا يمرون على الحواجز الأمنية خوفاً من الاعتقال بسبب عدم الثقة في النظام السوري”.

اللواء الثامن الهدف

العميد عبد الله الأسعد مدير مركز رصد للدراسات الاستراتيجية، قال لنورث برس إن “التسويات هي خطة بدأت بتسلم السلاح الثقيل، وصولاً لنزع السلاح بالكامل”.

وأضاف “الأسعد” لنورث برس، أن التسوية الخامسة هي “نتيجة للتطبيع مع نظام الأسد، وهدفها القبض على بعض تجار المخدرات التي كانت ترعاهم الفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني”.

ونوه أن اللواء الثامن والذي شملت التسوية عناصره، “لم يعد تابعاً لروسيا، وأصبح الآن يتبع لشعبة المخابرات العسكرية”.

وشدد أن شمول عناصر اللواء الثامن بالتسوية “هو أمر من أجل تحيدهم عن مقاومة روسيا ونظام الأسد ومليشيات إيران”.

وأوضح أن “هناك خطة مدروسة من أجل حل اللواء الثامن، حيث أولاً تم ضمه مؤقتاً للأفرع الأمنية والآن يتم تسوية أوضاع عناصره”.

وأردف أن الخطوة المقبلة هي “تسليم سلاح اللواء الثامن للأفرع الأمنية رويداً رويداً حيث تم البدء ببعض القرى حتى يتم الوصول إلى مدينة بصرى الشام مركز قيادة اللواء الثامن”.

لن توقف الفلتان الأمني

 أحد وجهاء محافظة درعا رفض الكشف عن اسمه، قال لنورث برس، إن “رئيس اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري اللواء مفيد حسن يريد أن يثبت نفسه في درعا من خلال التسويات الجديدة”.

وأضاف أن “حسن” عقد أواخر نيسان/ أبريل الماضي، اجتماعاً مع وجهاء من محافظة درعا وحذر من الانفلات الأمني، وضرورة وضع حد له.

وشدد الوجيه أن الهدف من هذه التسويات هو “سعي النظام لأن يثبت للأردن والدول العربية بأن الدولة مسيطرة على الجنوب. ولكن الواقع يقول عكس ذلك”.

وذكر أن سكان المحافظة، قالوا للقوات الحكومية إن “عناصر أمنية هم من يتحملون المسؤولية عن الفلتان الأمني وتهريب المخدرات، وبالتالي لن تجدي التسويات نفعاً”.

وأعرب عن اعتقاده، أن التسويات الأخيرة ضمت أسماء لأشخاص خضعوا للتسوية ثلاثة مرات، ومنهم أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، “أما من يعمل على زعزعة الأمن فهم من رفع أسماء هؤلاء للتسوية التي في غالبيتها كيدية”.

تحرير: تيسير محمد