وفرة الإنتاج وتكاثر الخلايا.. الأمطار والمراعي الوفيرة تنعشان تربية النحل في كوباني

فتاح عيسى – كوباني

انتعشت آمال، زكي، بتربية النحل هذا العام، إذ حاول الرجل الاستفادة من الأمطار الوفيرة التي أسهمت بنمو أعشاب وزهور متنوعة، لذا وزّع خلاياه في مناطق متفرقة للتكاثر وإنتاج عسل جيد النوعية.

هذا الانتعاش جاء بعد أن فقد زكي شيخ محمد (62 عاماً) وهو مربي نحل من ريف كوباني الجنوبي، أكثر من نصف خلايا النحل خلال العامين الفائتين، بسبب قلة الأمطار وضعف مراعي النحل، حيث كان يملك قبل سنتين نحو 90 صندوقاً من خلايا النحل.

وساهم الموسم الزراعي الجيد وهطول كميات كافية من الأمطار خلال فصلي الشتاء والربيع لهذا العام، وما رافقه من نمو النباتات البرية، بتحسين وضع مربي النحل في كوباني، علّه يعوضهم خسائر تكبدوها خلال العامين الفائتين.

وأدى نمو النباتات بشكل جيد إلى زيادة تكاثر خلايا النحل خلال شهري نيسان/ أبريل الفائت وأيار/ مايو الجاري، بحسب مربي النحل.

دور الأمطار

ويشير “شيخ محمد”، الذي يمتهن تربية النحل منذ (22 عاماً)، ويملك حالياً 44 صندوقاً من خلايا النحل، في حديث لنورث برس، إلى أنه وضع 13 صندوقاً منها في القرية من أجل تكاثر الخلايا، ووضع الباقي في منطقة جبلية من أجل إنتاج العسل.

إذ أن تحسن وضع الموسم الزراعي بفعل الأمطار الجيدة هذا العام ساهم بتوفير بيئة ممتازة لتكاثر النحل وإنتاجه، بحسب المربي.

وتعود تربية النحل بفائدة مادية كبيرة عليه في المواسم الخيرة، وتصل مبيعاته إلى نحو 200 كيلو غرام من العسل سنوياً.

ويحصل “شيخ محمد” على عسل ممتاز بفضل وجود مراعٍ جيدة ونمو النباتات البرية، ويحقق مرابح جيدة رغم أن سعر العسل الطبيعي يعتبر مرتفعاً، ولكن نوعيته جيدة.

وباع كيلو العسل مع أقراص الشمع بـ 90 ألف ليرة سورية خلال العام الفائت، بينما باع العسل المصفى بـ 125 ألف ليرة.

وزاد اهتمام سكان كوباني بتربية النحل، حيث يوجد في قريته “برخ باطان” نحو 300 صندوق من خلايا النحل، تعود ملكيتها لعشرة أشخاص، إضافة لاهتمام المزارعين ومربي النحل بتربيتها في العديد من القرى المجاورة، وفقاً لـ “شيخ محمد”.

صعوبة تأمين الصناديق

ويشير المربي إلى أن الدعم الوحيد الذي يطلبه مربو النحل من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، هو “تأمين صناديق خشبية لتربية النحل بأسعار مقبولة”، إذ وصل سعر الصندوق مؤخراً إلى نحو مئة ألف ليرة سورية، الأمر الذي يقف عائقاً أمام زيادة تربية النحل في المنطقة.

كذلك يكشف دوريش شيرو (33 عاماً) وهو مربي نحل في مدينة كوباني، ويعمل في هذه المهنة منذ أربع سنوات، عن رضاه بالموسم الحالي بفضل الأمطار الكافية، إذ ساهمت بنمو النباتات التي يتغذى عليها النحل، وبالتالي أدى ذلك لزيادة تكاثرها.

وكل خلية نحل قادرة على التكاثر إلى أربع أو خمس خلايا جديدة، ولكن مربو النحل لا يسمحون بتكاثر الخلية إلى أكثر من ثلاثة خلايا جديدة، لأن الزيادة تؤدي إلى ضعف الخلية الأساسية، وفقاً لـ “المربي”.

وموسم تكاثر النحل يكون خلال شهري نيسان/ أبريل، وأيار/ مايو حتى بداية شهر حزيران/ يونيو.

ونهاية العام الماضي كان “شيرو” يملك عشرة صناديق نحل، حيث تكاثرت هذا العام وأصبحت ثلاثين صندوقاً، أي زادت بمقدار 20 صندوقاً.

رغم أنه كان يملك قبل عامين أربعين صندوقاً من النحل، ولكن عدم وجود مراعٍ نتيجة قلّة الأمطار، أدى لموت معظمها.

يقول “شيرو”، لنورث برس، إن سكان كوباني باتوا يهتمون أكثر خلال السنوات السابقة بتربية النحل، من أجل الحصول على مادة العسل للعائلة، إضافة لمن امتهن هذه المهنة ليستفيد منها مادياً، حيث يملك بعض مربي النحل أكثر من 150 صندوقاً.   

ويساهم الموسم الزراعي الجيد في زيادة إنتاج العسل، حيث تنتج كل خلية نحل من خمس إلى عشرة كيلو غرام من العسل سنوياً، بينما إذا كان الموسم الزراعي ضعيفاً، فإن إنتاج الخلية لا يزيد عن حاجتها منه خلال فصل الشتاء.

وعندما يكون الموسم جيداً وتنتج الخلية عشر كيلو غرام من العسل يقوم مربو النحل باستخراج ثلاثة أرباع الإنتاج والإبقاء على الربع ليتغذى عليه النحل في فصل الشتاء، طبقاً لـ “شيرو”.

ويشير المربي إلى أهمية نقل النحل خلال الموسم بحثاً عن أماكن توجد فيها نباتات لتتغذى عليها، من أجل الحصول على كميات أكبر من العسل الطبيعي.

تحرير: أحمد عثمان