شلل في الحركة العمرانية بالجزيرة السورية

دلسوز يوسف ـ القامشلي

يجلس أحمد عبدالمجيد في مكتبه العقاري وسط مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، شاكياً جموداً أصاب الحركة العمرانية مؤخراً، بسبب فقدان مادة الإسمنت عقب إغلاق معبر فيش خابور الحدودي مع إقليم كردستان العراق.

ويقول الستيني، وهو عضو في اتحاد المكاتب العقارية بالمدينة: “الوضع مأساوي، المعبر شريان للشعب فمن خلاله تأتي جميع المواد سواء الإسمنت والحديد أو المواد الغذائية”.

ويضيف “عبدالمجيد”، لنورث برس: “إغلاق المعبر سيضيق الخناق أكثر على الشعب”.

وتشهد أسواق الجزيرة السورية، نفاذاً شبه تام لمادة الإسمنت المخصص للبناء، عقب إغلاق معبر فيش خابور في إقليم كردستان العراق المقابل لمعبر سيمالكا، في شمال شرقي سوريا، مما أدى لتوقف الحركة العمرانية بشكل شبه كامل.

ومنذ الحادي عشر من أيار/ مايو الجاري، توقفت الحركة التجارية في معبر سيمالكا – فيش خابور، بينما تستمر مفاوضاتٍ لإعادة فتحه.

ويشدد “عبدالمجيد”، على أن الحركة العمرانية “متوقفة”، ويتساءل: “العمال كيف سيعيشون الآن؟ إغلاق المعبر تأثيره سلبي جداً جداً”.

ويقول تجار وأصحاب مكاتب عقارية في سوق القامشلي، إن الحركة العمرانية كانت تعاني من جمود سابقاً، بسبب انهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار، وزاد إغلاق المعبر “الطين بلة”.

ويشاهد في مدينة القامشلي، كبرى مدن الجزيرة السورية، أبنية على الهيكل دون تمكن أصحابها من استكمال بناءها جراء ارتفاع أسعار مواد البناء.

ويشير دارا عسكر، وهو مقاول من القامشلي، إلى أن إغلاق المعبر له “تأثير كبير بسبب توقف نشاط الحركة العمرانية الذي يوفر الكثير من فرص العمل”.

ويضيف لنورث برس: “فقدان مادة الإسمنت وغلاءه إن توفر، أضر بمصدر معيشة العمال وأرباب العمل”.

ووصل طن الإسمنت إلى 190 دولاراً قبل عدة أيام “هذا إن وجد”، بحسب “عسكر”، الذي يشير إلى أن “هذه التكلفة كثيرة إذا ما حسبت على الليرة السورية. إنه أمر غير منطقي وغلاء فاحش. يجب أن يفتح المعبر كي يستفاد الجميع”.

ويشدد “عسكر”، على أن الحركة العمرانية باتت “واقفة بشكل كامل”، ويطالب بضرورة توفير فرص العمل للذين باتوا عاطلين عن العمل، بسبب توقف حركة البناء.

والأربعاء الماضي، أصدرت هيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية تعميماً حدد فيه سعر طن الاسمنت بـ95 دولاراً أمريكياَ كأعلى سعر، محذرةً التجار من احتكاره تحت طائلة الغرامة ومنع مزاولة النشاط التجاري.

ويقول محمد سليمان، وهو صاحب معمل بلوك في القامشلي، إن إغلاق المعبر “أثر على جميع القطاعات لكن على الحديد والإسمنت كان له الأثر الأكبر ضرراً”.

وبينما ينهمك بعض العمال خلفه في قطع البلوك، يضيف لنورث برس: “طن الإسمنت كان 92 دولاراً قبل إغلاق المعبر، ليقفز لأكثر من 150 دولاراً في ظرف يومين، دون توفره بالأسواق أيضاً”.

ولا يزال “سليمان” يعمل حتى انتهاء كمية الإسمنت المتواجدة لديه، فهو إلى الآن لم يرفع السعر، ولكن إذا استمر إغلاق المعبر “فسأضطر للتوقف عن العمل ورفع السعر، لأن الاسمنت مادة أساسية في عملي”.

تحرير: تيسير محمد