أشجار “الطرفة”.. بديل سكان شرقي الرقة عن مواد البناء

فرات الرحيل – الرقة 

حاول عمار أن يبني جداراً يفصل بينه وبين جاره، لكن ارتفاع ثمن “البلوكة”، دفعه للتفكير بحلول بديل، لذا زرع أشجاراً تسمى “الطرفة”.

يقول عمار العساف (27عاماً)، وهو من سكان قرية البيدر التابعة لبلدة الكرامة 35 كم شرقي الرقة، إن زراعة الأشجار انتشرت في قريته لعدم قدرته وأقرانه على شراء البلوك، والاسمنت ودفع أجرة العمال.

ولجأ سكان قرى شرقي الرقة لزراعة أشجار “الطرفة” لتفصل بينهم وبين جيرانهم، في المنازل وعلى حدود الأراضي الزراعية، والتي عادة تخلق نزاعات وتؤدي إلى اقتتالات بين سكان القرى.

وزرع “العساف” أشجاره منذ نحو 4 سنوات، للاستفادة من ظلالها، وتجنب الخلافات مع جيرانه في المنزل، حيث تشكل حاجزاً فاصلاً بينهم، واستطاعت أن تغنيه عن تكبد مصاريف باهظة، إلى حين يتمكن من إنشاء جدار من البلوك.

ويقول الرجل إنه يستفيد من أشجاره التي زرعها، خلال فصل الشتاء، حيث يقوم بتقليمها والاستفادة من حطبها، فضلاً عن منظرها الجمالي، وتعتبر أيضاً مفيدة للبيئة.

وخلال السنوات السابقة، وجد سكان أنفسهم مجبرين على التحايل على بعض الخدمات والأمور التي يحتاجونها، لا سيما في ظل ارتفاع الأسعار، والبحث عن وسائل بديلة أقل تكلفة.

وارتباطاً بلجوء السكان لحلول بديلة تُغني عن مواد البناء، ينذر إغلاق معبر سيمالكاً بارتفاع أسعار “غير مسبوق”، في مواد البناء والسلع الاستهلاكية وأدوات المنزلية، ومستلزمات الزراعة، بالمقابل سيسهم بانخفاض المنتجات الزراعية والثروة الحيوانية.

وبعد إغلاق معبر سيمالكا الذي يعتبر المتنفس الوحيد للمنطقة، ارتفعت أسعار الاسمنت لأكثر من 180 دولار أمريكي للطن، وسط احتكار التجّار، فيما يبلغ سعر البلوكة الواحدة أكثر من ألفي ليرة، حيث ارتفع سعرها لارتباطها بسعر الإسمنت، أما سعر البحص فالنقلة الواحد بـ 300 ألف، والنحاتة بـ 45 ألفاً للميتر.

اقرأ أيضاً:

في ظل تلك الأسعار المرتفعة، بات يعجز غالبية سكان شمال شرقي سوريا، عن أعمال البناء، خاصة في ظل تراجع الظروف الاقتصادية وتدهور قيمة العملة المحلية.

وهو الأمر الذي دفع عزيز الشواخ (30عاماً)، من سكان بلدة الكرامة، لأن يحذو حذوا سابقه، ويرى أن لتلك الأشجار فوائد عدة منها تخفيف المصاريف.

بالإضافة لذلك فإن تلك الأشجار لا تحتاج الكثير من المياه، إلا أن الرجل يعتني فيها، ويداوم على ذلك.

وعلاوة على الأسباب التي دفعت سابقيه، لزراعة أشجار “الطرفة”، زرعها علي الخليل (29عاماً)، لاستصلاح أرضه وتخفيف نسبة الملوحة فيها، إذا تحتاج تلك الأشجار لأرض عالية الملوحة وتساهم بامتصاصها، بحسب مزارعين.

ويهدف الرجل من ذلك، حماية أرضه من التجاوزات، وضمان عدم إحداث خلافات على حدود الأراضي الزراعية مع جيرانه، إذ أن نسبة كبيرة من الاقتتالات في المنطقة سببها خلافات على حدود الأراضي الزراعية.

تحرير: أحمد عثمان