جيندار عبدالقادر ـ الحسكة
تباينت آراء سكان في الحسكة شمال شرقي سوريا، حول حضور الرئيس السوري بشار الأسد، للقمة العربية التي انعقدت في التاسع عشر من هذا الشهر في مدينة جدة بالسعودية، بين الترحيب والتخوف من كارثة تزيد الوضع سوءاً في البلاد.
ويرى عزيز سليمان، (40 عاماً) من سكان حي الصالحية، في الحسكة، أن توافق دمشق وجامعة الدول العربية إذا صب في مصلحة السوريين، “فالجميع يرحب بهذه العودة، وأما إذا كان غير ذلك فسنكون أمام كارثة وستكون سوريا بين روسيا وإيران من طرف والدول العربية من طرف آخر”.
وأعرب “سليمان” في حديث لنورث برس، عن اعتقاده أن “الأسد خسر الرهان منذ زمن بعيد، بسبب الضرر الذي لحق بجميع المناطق والسكان من سياسة حكومة دمشق”.
وأضاف: “فالأسد يريد تعويم نفسه في ظل هذه التحديات وإدخال جميع القوى المتصارعة في المستنقع السوري، ليستمر في حكمه”.
ولكنه في الوقت ذاته، أعرب “سليمان”، عن تفاؤله بوجود حل سياسي “مهما طال الوقت، فالجميع ينتظر هذا الحل”.
وعاد الرئيس السوري ليشارك في قمة جامعة الدول العربية، بعد أكثر من عقد من العزلة العربية، واعتبرتها وسائل إعلام تابعة للحكومة في دمشق بمثابة “نصر” للأسد و”عودة للعرب عن الخطأ”.
وكانت الجامعة العربية ألغت تجميد عضوية سوريا فيها في 7 مايو/أيار الحالي، لتنهي بذلك قطيعة عربية مع دمشق منذ أواخر العام 2011.
ويشير سليم إبراهيم، من سكان الحي ذاته، إلى أنه بعد عودة سوريا للجامعة العربية، “إذا لم تطبق بنود القرار الأممي 2254، فستكون تلك العودة دعماً كبيراً للنظام في القمع والاضطهاد”.
وتطالب الدول العربية دمشق “بالتعاطي الإيجابي مع عدد من الملفات، أبرزها ملف المخدرات التي تنشط جهات تابعة لدمشق في تصنيعها وتهريبها حتى أغرقت عدة دول عربية بها، أبرزها الأردن والسعودية”.
كما تطالب بعودة “آمنة” لملايين اللاجئين السوريين إلى بلادهم، والانخراط في مفاوضات مع القوى المعارضة للتوصل إلى تسوية سياسية للقضية السورية.
“خطوة جيدة”
وشريطة حصول كافة السوريين على حقوقهم، يرى نايف شيخو حسين، من سكان حي المفتي بمدينة الحسكة، أن تلك العودة “خطوة جيدة، ونحن متفقون على ذلك بالمطلق”.
ويتفق “حسين” مع سابقه، أنه في حال لم يتم تنفيذ ذلك “فإن إعادة الأسد للجامعة العربية بدون أي فائدة وهي خطة فاشلة”.
ويضيف لنورث برس: “ما جعلني أجزم أنها خطة، هو أنه في الأمس القريب، كان كل العرب يهاجمون الأسد ويصفونه بالسفاح وشعبه بالكامل هرب منه، فكيف سيدعمونه اليوم؟