مبادرة الإدارة الذاتية .. دعم أميركي “قريب” ودمشق صامتة

غرفة الأخبار – نورث برس

قال مسؤول في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، لنورث برس، إن الولايات المتحدة الأميركية ستعلن دعمها لمبادرة الإدارة للحل في سوريا خلال الفترة “القريبة القادمة”، بينما لا تزال حكومة دمشق صامتة حيالها.

وفي الثامن عشر من نيسان/أبريل الفائت، طرحت الإدارة الذاتية مبادرة “الحل السلمي للأزمة السورية”، ودعت حكومة دمشق لاتخاذ إجراءات عاجلة لتسريع الحل، مبدية جاهزيتها للحوار.

وقالت الإدارة الذاتية، في بيان، إن المبادرات الدولية كجنيف وأستانا واللجنة الدستورية فشلت في إيجاد حل للأزمة، وأبدت استعدادها لتوزيع الثروات والموارد الاقتصادية التي تديرها “بشكلٍ عادل” بين كل المناطق السورية، من النفط، الغاز، المحاصيل الزراعية، وضرورة مشاركتها من خلال الاتفاق مع حكومة دمشق عبر الحوار والتفاوض.

والتقت الإدارة الذاتية مع التحالف الدولي وممثلي الخارجية الأميركية بشمالي سوريا، ورحّب الجانب الأميركي بمبادرة الإدارة الذاتية ويسعى إلى تنفيذها، بحسب ما قاله حمدان العبد نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لنورث برس.

وقال العبد في تسجيل صوتي، إنه من المتوقع أن تعلن واشنطن دعمها العلني والمباشر لمبادرة الحل التي طرحتها الإدارة الذاتية.

وجاءت المبادرة في وقتٍ تشهد فيه دمشق انفتاحاً عربياً واضحاً، تكلل بإعادتها إلى مقعدها في الجامعة العربية بعد قرابة 12 عاماً، وهو ما يفسر عدم تجاوب الحكومة في العاصمة مع مبادرة الحل في شمالي سوريا، بحسب المسؤول في الإدارة الذاتية.

وقال حمدان العبد إن دمشق “التزمت الصمت ولم ترد بالرفض ولا بالقبول”، وأرجع الأمر إلى الأحداث المتسارعة في سوريا مثل اجتماع عمان الرباعي وزيارات المسؤولين السوريين إلى السعودية ودعوة دمشق إلى الجامعة العربية، وفق رؤيته.

ولا تبدو العلاقة بين دمشق والرقة في أفضل حالتها، رغم التنسيق العسكري بين الطرفين على خطوط التماس مع القوات التركية، بشمالي سوريا.

ويقول العبد إن إدارته ترغب أن تكون مبادرتها “بذرة أساسية للحل في سوريا” من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والجامعة العربية، وهي مبادرة داعمة للقرار الدولي 2254.

ووفقاً لكلامه، فإن العديد من الأحزاب والقوى الدولية الفاعلة “باركت هذه المبادرة” دون الكشف عن هذه الجهات.

ومثل دمشق، لم يصدر أي موقف رسمي حيال المبادرة من الائتلاف السوري المعارض والذي يتخذ من أنقرة مقراً له.

وفي تعليقٍ سابق، قال السياسي والإعلامي السوري أيمن عبدالنور، إنه يجب على الأطراف السورية مناقشة مبادرة الإدارة الذاتية لأن صدرت من جهة على الأرض “وهذا يعني رغبة حقيقية في الحوار والوصول إلى نتائج”.

لكن بخلاف عبدالنور، يرى عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض، يحيى مكتبي، أن الحل واضح وهو عبر تطبيق القرارات الدولية من بيان جنيف واحد إلى القرار الدولي 2254.

ويقول إن مبادرة الإدارة الذاتية “هي فقط لذر الرماد في العيون، ومحاولة لركب الموجة الموجودة الآن من خلال تقارب بعض الدول مع نظام الأسد ومحاولة تصوير أن الإدارة الذاتية هي طرف لديه الحل”.

لكن مسؤول الإدارة الذاتية يقول إنهم “يعولون على الداخل السوري لحل الأزمة بتوافق جميع الأطراف على الأرض، لكن بمراقبة دولية”.

وتعليقاً على عدم استجابة دمشق للمبادرة يقول حمدان العبد، إنها دائماً ما تنعت الإدارة الذاتية بأنها “قوى انفصالية ومدعومة من الاحتلال الأميركي، إذاً “الكرة الآن في ملعبها لترد على مبادرة الحل الوطني السوري وفق دستور سوري يكفل حقوق كافة الأطراف”.

ويتمنى من الجامعة العربية أخذ مبادرة الإدارة الذاتية “على محمل الجد” والضغط على دمشق للجلوس على طاولة الحوار مع الأطراف السورية.

إعداد: عكيد مشمش – تحرير: هوشنك حسن