المرأة ومفرزات الحرب السورية.. أبرز لوحات مشاركين في الملتقى الرابع للفن التشكيلي بكوباني

فتاح عيسى – كوباني

طغت مواضيع المرأة والنزوح والدمار الذي شهدته سوريا بسبب الحرب، وتأثير الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة، على لوحات الفنانين التشكيلين المشاركين في ورشة العمل “سمبوزيوم” بكوباني، شمالي سوريا، ضمن فعاليات ملتقى الفن التشكيلي الرابع في “روجآفا”.

والسبت الفائت، افتُتحت فعاليات ملتقى “روجآفا” الرابع للفن التشكيلي، تحت شعار “معاً لنجعل الفن ربيع القلوب”، في مدينة كوباني، بمشاركة 20 فناناً وفنانة تشكيليين من مدن: حلب، كوباني، منبج، الرقة، الحسكة، القامشلي ومناطق ريف حلب الشمالي.

ينقسم الملتقى إلى قسمين، الأول؛ عبارة عن ورشة عمل “سمبوزيوم” في مدينة كوباني على مدار ستة أيام، بدأت السبت ويستمر حتى يوم الجمعة، أما القسم الثاني من الملتقى يتضمن إقامة المعرض السنوي للفن التشكيلي في مدينة القامشلي، من 28 إلى 30 أيار/ مايو الجاري.

المرأة هاجس

يقول حمود سليمان، وهو فنان تشكيلي من الرقة مشارك في الملتقى، لنورث برس، إن المرأة تشكل هاجساً بالنسبة له كفنان وكل الفنانين، “فالمرأة تعتبر من المقدسات في حياة الفنانين لأنها تحرك هواجسهم لإنتاج عمل فني متكامل”.

ويضيف أن “الأنثى تعتبر متكاملة في حياتنا الاجتماعية، وبالتالي تشكل مكوناً أساسياً من اللوحة الفنية، فالأنثى قد تكون معذبة أو مظلومة أو مسلوبة”.

ويشارك الفنان بلوحتين في ورشة العمل “سمبوزيوم”، الأولى عن المرأة، والثاني عن النزوح.

أما اللوحة الثانية التي يشارك فيها “سليمان”، تمثل سهول كوباني وما حدث من نزوح لسكان المنطقة أثناء الحرب على “داعش”، وكيف تحول المتفرجون على هذه الحالة الإنسانية إلى أشخاص يعايشون الحالة بسبب الحرب.

في حين تقول أمل بيطار، وهي فنانة تشكيلية من الرقة، إن المرأة موجودة في لوحات أغلب الفنانين التشكيليين، لأن المرأة تجسد جميع الحالات لدى الفنان التشكيلي، كالمرأة العاشقة والمرأة المقاتلة، والمرأة الأم.

وتحضّر “بيطار” حالياً لمعرض كامل عن المرأة، لأن المرأة قادرة على تمثيل كل المكونات، وفق رأيها، ثم إن الاهتمام برسم لوحات تجسد المرأة، سببه أن المرأة تعتبر الحاضنة الأكبر، فهي تولد كل الأحاسيس والمشاعر لدى الفنان.

وشاركت الفنانة التشكيلية بعملين، الأول عن المكون الكردي، حيث دمجت الزي الكردي مع الزي العربي في “بورتريه” لامرأة، لأن الفنان يتأثر بالبيئة التي يعيش فيها، تقول.

وتضيف لنورث برس، أن اللوحة الثانية تمثل امرأة مقاتلة، “لأن المرأة المقاومة هي شعار الحرية والسلام في كل المجالات”.

وتشير “بيطار” إلى أن الملتقى ساهم بتبادل الخبرات والثقافات بين الفنانين، وأن مشاركة الفنانات التشكيليات كانت ملحوظة، حيث أنتجن لوحات تجسد المرأة بشكل رئيسي.

الحرب والزلزال

من جهته يقول أهريمان حسن، وهو فنان تشكيلي من عفرين، ويقيم في مناطق ريف حلب الشمالي، إنه أراد نقل وقائع جرت مع أبناء منطقته في عفرين، ونقل ما عاناه سكانها من آلام، في لوحة تحكي واقع المجتمع الذي يعيش فيه.

ويضيف لنورث برس، أن لوحته تمثّل واقع الحرب السورية بشكل عام والحرب على عفرين بشكل خاص، فاللوحة تعبر عن طبيعة عفرين، وتعرض المنازل فيها للدمار، كما أن الحرب تسببت بدمار منازل بيوت في عفرين، ثم حدث الزلزال وأثر بشكل كبير على هدم منازل المدنيين.

تحرير: أحمد عثمان