التطبيع مع دمشق يثير قلق اللاجئين السوريين في تركيا

غرفة الأخبار ـ نورث برس

يشعر اللاجئين السوريين في تركيا بحالة من الخوف والترقب لنتائج الانتخابات في تركيا والتي تحول ملف اللاجئين فيها إلى ورقة انتخابية. حالة الخوف هذه كرستها تصريحات المسؤولين الأتراك التي باتت تتحدث عن تنسيق مع حكومة دمشق من أجل حل ملف اللاجئين.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على قناة “تي ري تي” الأخبارية التركية، خلال حديثه عن الانتخابات الثانية في تركيا، إن “مسألة عودة اللاجئين مدرجة على أجندة مسار الاجتماع الرباعي في موسكو بين تركيا وإيران وروسيا وسوريا”.

وأشار إلى أنّ “560 ألف لاجئ عادوا إلى شمالي سوريا، مع خطة للعمل على عودة مليون لاجئ إضافي إلى المنازل التي يتم بناؤها في الشمال”.

والأحد الماضي، كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن خريطة طريق لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مشيراً إلى أن مسألة عودة اللاجئين السوريين كانت القضية الأولى في اجتماع موسكو الرباعي.

غزوان قرنفل، مدير تجمُّع المحامين السوريين، في تركيا، قال لنورث برس، عبر تطبيق الواتس آب، إن  ما قاله الوزير التركي “يعيد تأكيد سياسة تركيا الجديدة تجاه الصراع في سوريا والتي سلمت بانتهاء هذا الصراع لصالح النظام السوري ما يقتضي معه إعادة تكييف علاقاتها بما ينسجم مع هذه الخلاصة”.

وأشار جاويش أوغلو إلى مباحثات جارية مع حكومة دمشق “لتأمين البنية التحتية اللازمة لعودة اللاجئين”.

وحول هذا، أضاف “قرنفل”: “لا يمكن فهم إمكانية إعادة اللاجئين لسوريا، بما فيها المناطق تحت سيطرة النظام، دون استنتاج التنسيق بهذا الشأن مع النظام نفسه الذي ستحاول أنقرة الحصول منه على مجرد تصريحات بضمان سلامة العائدين”.

ولكنه شدد على أن شعور اللاجئين بالقلق “أمر طبيعي”، من ما تؤشر إليه تلك الخطوات “عن مصير سيء محفوف بكل أنواع المخاطر على حرياتهم وحياتهم فيما لو تم إكراههم على العودة”.

“عودة للمعتقلات والقبور”

الشيخ مضر حماد الأسعد، رئيس الرابطة السورية لحقوق اللاجئين ورئيس المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، قال لنورث برس: “كان هناك مخاوف لدى اللاجئين السوريين في تركيا قبل الانتخابات، وفي حال نجاح أردوغان سوف تتلاشى المخاوف نهائياً من عملية طرد اللاجئين، حيث ستكون طوعية بعد بناء البنى التحتية في شمالي سوريا”.

وأشار “الأسعد” إلى أن السبب الذي أدى إلى تهجير اللاجئين السوريين، “هو نظام الأسد والميليشيات الإيرانية، وهو ما زال قائماً، وهذا ما يمنع اللاجئين من العودة إلى بلادهم”.

وبين أنه لا يوجد لاجئ سوري في تركيا “يريد العودة إلى مناطق سيطرة النظام السوري، لأن العودة إلى هذه المناطق تعني العودة إلى المعتقلات أو القبور”.

وشدد على عدم عودة اللاجئين إلى هذه المناطق حتى ولو بضمانات من الأمم المتحدة أو الجامعة العربية “لأن نظام الأسد لا يلتزم بالعهود والمواثيق”.

“تصريحات سياسية لا فعلية”

وليد إبراهيم رئيس حزب النهضة التركماني السوري، قال لنورث برس، عبر واتس آب، إن “الجانب التركي  لن يقوم بإعادة اللاجئين، ونرى ذلك من خلال التصريحات التركية إن كانت من قبل وزير الخارجية التركي أو أي مسؤول آخر والتي جميعها تركز على عودة اللاجئين في حال توفرت البيئة الأمنة”.

وأشار إلى أن ما تشدد عليه تركيا وتريده هو “عودة آمنة للاجئين”، ولكن “النظام السوري في ظل هذه المعطيات والظروف لن يحقق المطلوب منه من دون التقدم بالحل السياسي والذي ينص عليه القرار الأممي ٢٢٥٤”.

وأشار السياسي السوري، إلى أن التصريحات التركية “تبقى سياسية أكثر منها فعلية لتبقي باب المفاوضات مع النظام مفتوحاً تلبية للرغبة الروسية”.

إعداد: إحسان محمد ـ تحرير: تيسير محمد