حلب – سام الأحمد – NPA
انخفاض قيمة الليرة السورية أدى لارتفاع تكاليف الإنتاج في المداجن بأكثر من /40/ بالمئة وتسببت بخسائر اقتصادية كبيرة لمربيّ الدواجن.
حسن نايف عوض صاحب مدجنة في ريف حلب الشمالي يقول لـ"نورث برس": سعر الكيلو غرام الواحد من الصويا وصل إلى /335/ ليرة سورية، ومن الذرة تجاوز /165/ ليرة سورية بزيادة بنسبة تصل إلى /50/ بالمئة، وهذه الزيادة لم تطل سعر مبيع المنتج".
وبيّن أن تكلفة الكيلو غرام الواحد من لحم الفروج يصل إلى /850/ ليرة سورية وبيض المائدة إلى حوالي /1200/ ليرة سورية، فيما يباع سعر كيلو الفروج بحوالي /700/ ليرة سورية، والبيض بحدود /1100/ ليرة سورية، ما يتسبب بخسائر كبيرة جداً للمربين وبالتالي عزوفهم عن تربية صوص الفروج والصوص البياض خلال هذه الفترة، وخاصةً أنه مع دخول فصل الشتاء وموسم البرد تزداد التكلفة على المربين بسبب الحاجة إلى تأمين تدفئة للأفواج المُرباة سواءً كان ذلك عن طريق الفحم أو المازوت والديزل.
أمّا جمال الناصر صاحب مدجنة للصوص والدجاج البياض في ريف حلب الشمالي أيضاً يقول لـ "نورث برس": "انخفاض سعر الصوص وأمات الدجاج البياض مقارنة بتكاليف إنتاجه أدى لعزوف كثير من المربين عن تربيته مما أدى لتوقف الكثير من مداجن إنتاج البيض ليس في حلب وأريافها فقط، وإنما في شتى المحافظات السورية".
ويضيف، "فانخفاض قيمة الليرة وما نتج عنها من ارتفاع أسعار المواد الأولية وصعوبة تأمين الوقود لتدفئة المداجن دفع بالكثير من المربين لذبح الدجاج البياض وبيعه بالسوق تلافياً لخسائر كبرى، وتفشي الأمراض الفيروسية الموسمية وندرة اللقاحات وصعوبة تأمينها ساهم بتفاقم مشكلات مربي الفروج والدجاج البياض".
الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن السوري وارتفاع أسعار اللحوم الحمراء عزّز الطلب على لحوم الفروج التي تعتبر بديلاً أقل تكلفةً وأكثر موائمة للدخل المتدني لمعظم السوريين، لكن تقلبات سعر الصرف انتقلت بآثارها على أسعار اللحوم البيضاء أيضاً التي باتت بين نارين، ارتفاع تكاليف الإنتاج ومراعاة دخل المواطن.
فهد حمادة بائع فروج في حي الجميلية في حلب يقول لـ"نورث برس": "بات الفروج واللحم الأبيض في السنوات الأخيرة بديلاً ملائماً عن اللحوم الحمراء التي وصل سعر الكيلو غرام منها إلى أكثر من /6000/ ليرة سورية، أما الفروج فلا يتجاوز الكيلو غرام منه عتبة /1000/ ليرة سورية، لكن في ظل الأوضاع الحالية نخشى من جنون الأسعار وضعف القدرة الشرائية لمعظم الزبائن الذين هم بمعظمهم من أصحاب الدخل المحدود".
بانتظار عودة الاستقرار الاقتصادي يستمر التخبط والخسائر المتتالية في قطاع تربية الدواجن، أمر لن يقتصر تأثيره السلبي على الدواجن ومربيها فقط بل سيطال لقمة عيش المواطن السوري الذي بات يؤرقه تدهور الليرة السورية وتذبذب الأسعار.