الأسد يعود إلى الجامعة العربية.. ما مصير أطراف سورية معارضة لدمشق؟
غرفة الأخبار – نورث برس
ترفض أطراف سورية معارضة رسمية وشعبية، عودة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الجامعة العربية بعد 12 عاماً من الانقطاع والصراع الدموي الذي شهدته البلاد.
ومنذ بدء الاحتجاجات في سوريا في آذار/مارس 2011 تشكلت أجسام معارضة لحكومة دمشق، تعددت أسمائها، ولا تزال تسيطر على جغرافية واسعة في شمال شرقي وشمال غربي سوريا.
وبعد تربع سوريا على عرش الأزمات، من أزمة النزوح واللجوء وانقطاع العلاقات العربية مع الحكومة السورية، والصراع الدائر بين الأطراف السورية، أعادت الدول العربية الرئيس السوري بشار الأسد إلى الجامعة العربية، وهو ما رفضته أجسام المعارضة صاحبة النفوذ على مساحات من الجغرافية السورية.
ويمثل مجلس سوريا الديمقراطية الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، ويدير مناطق شمال شرقي سوريا، وهو أحد الأطراف المعارضة لحكومة دمشق، بينما تمثل فصائل المعارضة الموالية لأنقرة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) والتي تسيطر على شمال غربي سوريا، الطرف الآخر للمعارضة.
كيف ترى “مسد” عودة الأسد إلى القمة العربية؟
قال علي رحمون، عضو الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديمقراطية، إن عودة “النظام السوري إلى الجامعة العربية جاءت وفق مصالح الدول العربية والإقليمية المتضررة من سلوكه وخاصة للتخلص من إغراقهم بالمخدرات التي عمل على ترويجها، وأملاً أن يفتح مساراً جديداً للحل في سوريا وفق مبدأ خطوة بخطوة”.
وأضاف رحمون لنورث برس، أن كل المسارات التي عملت عليها تلك الدول من أجل الحل السياسي في سوريا “وصلت إلى أفق مسدود”.
وأشار إلى أن الدول العربية تعمل وفق مخرجات جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254 وبما يضمن العودة الآمنة للاجئين، ووقف تصدير المخدرات والحد من التدخل الإيراني في الشؤون العربية.
ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة، فقد خلفت الحرب السورية الدائرة منذ 12 عاماً، أكثر من 306000 قتيل، و5,303,746 لاجئ، وأكثر من 6 ملايين نازح في الداخل، بينما 12 مليون شخص في سوريا، يعانون انعدام الأمن الغذائي، فضلاً عن عشرات الآلاف من المعتقلين والمختفين قسراً، إضافة إلى مئات المليارات من الدولار كخسائر في البنية التحتية.
و2254 قرار صوت عليه مجلس الأمن في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2015، ينص على بدء محادثات السلام في سوريا، وتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أمنية، وشدد على أن الشعب السوري هو من سيحدد مستقبل سوريا.
وقال رحمون إن “النظام السوري كعادته يريد العودة المجانية وما زال متعنتاً للحل، ولا يمكنه تقديم اي شيء”.
وأعرب السياسي السوري المعارض، عن اعتقاده في أن “تعنت النظام ومحاولته الاستفادة من العودة إلى الجامعة العربية، سيكون له آثار سلبية على مناطق شمال شرقي سوريا”.
وأضاف أن الاتفاق الذي ينوي الأسد إجرائه مع الأتراك “هو بالدرجة الأولى ضد الإدارة الذاتية”.
القمم العربي لرمزية معنوية
قال الدبلوماسي السوري وعضو اللجنة الدستورية في وفد المعارضة، بشار الحاج علي، لنورث برس، إن القمم العربية على مدى السنوات الماضية “لم تكن تمثل سوى رمزية معنوية للدول العربية ولشعبها”.
وأضاف الدبلوماسي السوري لنورث برس، أن القمم العربية “لم تكن تخرج في غالب الأحيان سوى ببيانات حول القضايا التي تهم دول ومواطني الدول العربية، وإن خرجت بقرارات فحسب ميثاق الجامعة يعود لكل دولة تنفيذ القرار من عدمه”.
وأفاد الحاج علي، في الحالة السورية “استبشر السوريون خيراً بدور فاعل يبعد خطر التدخلات الخارجية عندما جمدت عضوية سوريا في الجامعة العربية في ظل وجود هذا النظام السوري الذي أجرم بحق الشعب والبلاد وشكلت تصرفاته أكبر خطر على الأمن القومي العربي منذ نكبة فلسطين”.
ولا يعتقد الحاج علي أن حضور “النظام السوري في قمة جدة هي نهاية المطاف وإعلان نصر الدكتاتور على شعبه بعد كل هذه الخسائر وفي ظل وجود عدة قوى عسكرية أجنبية في الواقع على الجغرافية السورية ولا واحدة منها عربية”. ويتساءل: “هل تكفي المهرجانات لإخراج هذه القوى؟
وأشار الدبلوماسي السوري إلى أن هناك تأكيد واضح على “محاكمة النظام في قضية الكيماوي ودعم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في هذا السياق، ويتساءل: “فمن سيرحب بالتعامل مع مجرمي الكيماوي ومهربي المخدرات والكبتاغون؟