مغادرون قسراً يطالبون بتحييد معبر سيمالكا عن الخلافات السياسية

ديرك – نورث برس

أمام نافذة لمعاملات المسافرين، يتحدث شيخموس مصطفى بوجه شاحب مع أحد موظفي معبر سيمالكا في أقصى شمال شرقي سوريا، المقابل لمعبر فيش خابور مع إقليم كردستان العراق، ويباشر في إنهاء معاملة مغادرة أبنه، قبل إغلاق المعبر بساعات.

ورغم أن إجازة ابنه الزائر لم تنتهي بعد لكن قرار إغلاق المعبر أجبره على المغادرة أمس السبت، خشية عدم قدرته على اجتياز الحدود مرة أخرى.

وكما الشاب، توجه المئات من المسافرين منذ ساعات الليل نحو المعبر المُقبل على الإغلاق، لتزيد الأجواء الماطرة مرارة يوم الوداع.

10 أيام

ويقول الرجل الستيني لـ نورث برس ‘‘لم أشاهد أبني منذ ثماني سنوات، جاء بإجازة لمدة شهر وتبقى له 10 أيام وصدر قرار أغلاق المعبر’’.

وأضاف: ‘‘المعبر بوابة إنسانية يجب إبعاده عن الخلافات السياسية”.

واضطر الكثير من المسافرين إلى قضاء ليلتهم داخل عرباتهم أمام المعبر أملاً بإنهاء معاملاتهم بسرعة، فيما سارع أخرون للوصول إلى قاعة الانتظار وهم يجرون امتعتهم تحت زخات المطر.

وتقول سيدة بحنق شديد أمام حافلة المغادرين، وهي تمسك بيدي طفليها ‘‘لقد تركت أبي الذي ينازع الموت وعدت بينما إجازتي لا تزال لعشرين يوم آخر”.

وتضيف بالكاد تحبس دموعها: ‘‘هل هذا فعل إنساني بعدما دفعت الكثير من المال لأصل إلى هنا’’، ليرد الأخر: ‘‘كلنا نفس المعاناة’’.

وسيطر الحسرة والحزن على وجوه المسافرين بعد أن دفعهم قرار معبر فيش خابور بإنهاء إجازتهم والعودة على عجالة.

وشهدت أمام غرف المعاملات ضمن المعبر تدافع المسافرين، بينما كانت بعض النساء تفترشن الأرض برفقة أطفالهن الذين بدت عليهم علامات التعب والوهن ولا سيما للذين قدموا من مسافات بعيدة.

ويتساءل ‘‘مصطفى’’ مخاطباً الطرفين الكرديين على جانبي المعبر: ‘‘لماذا تفعلون ذلك بهذا الشعب؟!، تفضلوا الآلاف يستعدون للخروج وهم يتدافعون’’.

وتابع بغضب ‘‘هذا العمل ليس منطقياً وصحيحاً’’.

ويعتبر معبر فيش خابور – سيمالكا من أهم المنافذ الحدودية بالنسبة لمناطق الإدارة الذاتية، لا سيما بعد إغلاق معبر تل كوجر (اليعربية) عام 2020.

رز وإسمنت

وعلى غرار سابقه، دعا عبدالرزاق عيسى الذي جاء إلى المعبر لوداع ذويه، أن يبقى المعبر مفتوحاً وإبعاده عن المشاكل السياسية بين الطرفين.

وقال ‘‘نرجو من الطرفين إن يبقى المعبر مفتوحاً لكونه ممراً إنسانياً”.

مبيناً أن الكثير من المسافرين جاؤوا قبل يومين وعادوا مرة أخرى الأن، وقال ‘‘هذا ظلم بحق الشعب’’.

وأشار الرجل الستيني أن إغلاق المعبر سيكون له تأثير على المواد الغذائية والحركة التجارية.

وأضاف: ‘‘كيلو البندورة ارتفع إلى نحو 6 آلاف ليرة، فكل شيء باهظ، والشعب لا يستطيع تحمل كل هذه الضغوطات’’.

وبينما تغيب بوادر حلول في الوقت للراهن لفتح المعبر، كان أخرون يتصفحون الأنترنت في ساحة المعبر لربما يحصل مستجدات حول إعادة فتح المعبر.

وفي الحادي عشر من أيار/ مايو الجاري، قالت مصادر مطلعة لـ نورث برس، إن جهود الوساطة الأميركية لإعادة فتح المعبر فشلت دون التوصل إلى أي نتيجة.

فيما حذر مسؤول أميركي عامل ضمن التحالف الدولي في سوريا والعراق، من تدهور العلاقات بين كرد سوريا والعراق،  تبادل الطرفان الكرديان على جانبي الحدود مسؤولية إغلاق المعبر، خلال الأيام الفائتة.

كغيره، وقف يوسف حسين بين جموع المحتشدين في المعبر الذي جاء لتوديع أقربائه.

وحذر الرجل السبعيني بصوت مبحوح، أن ‘‘الشعب سيواجه مضرة كبيرة من اغلاق المعبر وليست هذه مطالبه، كون الطرفين يستفادون منه’’.

مشدداً على أن المعبر هو منفذ تجاري يدخل عبره مختلف السلع من ‘‘الرز والسكر والإسمنت والحديد’’.

وقال ‘‘نحن لسنا مع هذا الاغلاق نهائياً’’.

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: هوشنك حسن