رغم مساهمتهم بسد حاجة السوق.. مزارعو خضار في منبج يتخوفون عطش مزروعاتهم

منبج – نورث برس

يلاحق زكي هاجس الخوف من عطش خضرواته الصيفية، في ظل قلّة وشح كمية مازوت الزراعة المقدم له، ويشتكي الرجل من تأخرٍ في تسليم الدفعات، وعدم قدرة على شراء المادة من السوق السوداء.

زرع زكي الرحال (55 عاماً)، مزارع في ريف منبج، هذا العام 15 دونماً من الخضروات الصيفية (بندورة وفليفلة)، وتحتاج زراعته لكميات كبيرة من المازوت والأسمدة لتقويمها.

ولكل رية يحتاج المزارع 50 ليتر مازوت لسقاية المزروعات بأرضه، لكن الكميات المسلّمة له “غير كافية” للسقاية، رغم الكشوفات المستمرة من قبل اللجنة الزراعية.

ويعاني مزارعو الخضار الصيفية في ريف منبج، شمالي سوريا، من قلة مادة المازوت الزراعي، في ظل تأخر تقديم الدعم من قبل لجنة الزراعة والري.

ونتيجة عدم كفاية الكميات في موسم القمح، اشترى “الرحّال” 4 براميل مازوت من السوق السوداء فوق الكمية التي استلمها من زراعة منبج، في الوقت الذي يصل فيه سعر البرميل إلى نحو 450 ألف ليرة.

وتحتاج الخضار الصيفية لكميات كبيرة من مادة المازوت، لسقايتها بشكل يومي، خاصة مع إقبال فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة، لذا يطالب الرجل اللجنة الزراعية في منبج، “بدعم مزارعي الخضار الصيفية بمادة المازوت والسماد لتقويم الموسم”.

كذلك يعاني عيد الشمسي (40 عاماً)، مزارع من قرية مقطع حجر كبير في ريف منبج الجنوبي، من “نقص حاد” بكمية المازوت الزراعي، مما جعلهم يدفعون على زراعتهم الصيفية تكاليف باهظة.

يقول “الشمسي” الذي زرع خضاراً بمساحة 10 دونمات، لنورث برس، إنهم “لم يروا دعماً بشكل نهائي من ناحية المازوت، رغم زراعتها منذ نحو شهر ونصف، وهو الوقت الذي من المفروض أن نستلم فيه دفعة أو دفعتين من المازوت”.

والمشكلة الأكبر التي يقع فيها مزارعو الخضار الصيفية، هي التكلفة التي يضعونها على زراعتهم من أسمدة ومواد أخرى، لكنها تُنهك زراعتهم بسبب عدم الاكتفاء من مادة المازوت.

ويشتكي مزارعو الخضار الصيفية في ريف منبج، من عدم الحصول على مخصصاتهم من مادة المازوت، وباشر معظمهم بسقاية مزروعاتهم من الخضار للمرة الثالثة، وهذه الزراعة تعتبر الأهم في ريف منبج من ناحية المردود والاكتفاء الذاتي، وخاصة في ضل الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار الخضروات في أسواق منبج حيث وصل سعر البندورة لما يقارب الـ 5 آلاف ليرة.

بينما أثناء نضوجها لدى المزارعين يصبح سعرها بـ 1500 ليرة، لذا فإن “الشمسي” وأقرانه يساهمون في تخفيف أعباء السكان، من خلال زراعتهم، لا سيما في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

وتنتشر زراعة الخضار الصيفية في غالبية القرى في ريف منبج، إذ أن السكان يعتمدون عليها وخاصة في تجهيز مؤن الشتاء.

ويشتكي “الشمسي” ومزارعو خضار، “من التأخر في الكشوفات على أراضيهم، والدعم القليل لهم وخاصة مادة المازوت المخصصة للزراعة”، ويطالب المزارع “بتوفير وتقديم مادة المازوت لهم بأقرب وقت ممكن لإنقاذ مزروعاتهم من العطش والتلف”.

ونتيجة قلة المازوت المدعوم، يحتار عبد الهادي المصطفى (22 عاماً)، وهو مزارع في ريف منبج، بتأمين المادة لزراعته التي تحتاج لسقاية على مدى 7 أشهر، وبشكل مستمر.

يقول لنورث برس، إنه زرع الكثير من الخضار الصيفية مثل: البندورة، الفليفلة، الخيار والبطيخ، وتلك تحتاج لكميات كبيرة من المازوت للسقاية في كل يوم.

ويضيف، أن المزارعين يحتاجون “لدعم من أدوية وأسمدة ومازوت كافٍ للمزروعات التي تغطي حاجة أسواق منبج لفترة جيدة”.

وزرع “المصطفى” هكتارين من الخضار الصيفية، وهو مضطر لتشغيل المحرك الذي يحتاج لما يقارب الـ 80 ليتراً من المازوت في اليوم الواحد لتشغيله.

وبحسب اللجنة الزراعية في منبج، فإن الكشوفات على الأراضي المزروعة بالخضار الصيفية في منبج مستمرة، وسيتم الإعلان عن الإحصائية الخاصة بالخضار الصيفية في نهاية أيار/ مايو الجاري.

تحرير: أحمد عثمان