دير الزور.. قلة الدعم تنذر بعزوف مزارعين عن زراعة أراضيهم
إيمان الناصر – دير الزور
رغم ترخيصه لأرضه للحصول على الدعم بالمازوت لسقايتها، إلا أن فرج، لم يحصل على كمية المازوت التي تحتاجها أرضه.
يقول فرج العلي (52عاماً)، وهو مزارع من سكان قرية الحويجة 14كم غربي دير الزور، إنه لم يحصل على مادة المازوت سوى لرية واحد، خلال موسم القمح.
يعاني المزارعون في دير الزور، من نقص الدعم لقطاع الزراعة خاصة من ناحية المحروقات، وعدم الاستجابة لشكاويهم من قبل القائمين على القطاع الزراعي.
يشير “العلي”، الذي يملك 25 دونماً زرعها بالقمح، أن دعم القطاع الزراعي “معدوم”، خاصة أن الرجل يعيل عائلة ابنه المتوفى بالإضافة لعائلته، ويعتمد على أرضه لتأمين مصاريفه ومعيشته.
ويضيف لنورث برس، أنه هذا الموسم لم يستلم مادة المازوت سوى لرية واحدة، ومن المفروض أن يستلم المادة لخمس ريات، وفق ما هو مقرر لمحصول القمح، ونتيجة قلة الدعم بالمحروقات، اضطر لشراء المادة من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، لذا ترتب عليه مصاريف زائدة.
ورغم أنه طالب بالحصول على مخصصات أرضه، إلا أن مطالبه لم تلق آذاناً صاغية وبقيت دون استجابة.
بينما يتوقع خالد العلي (48عاماً)، وهو مزارع من قرية الطار 12كم غربي دير الزور، أنه لن يزرع أرضه في الموسم الصيفي، نتيجة قلة الدعم بالمحروقات، وقلة المياه، الأمر الذي ينذر بتكاليف إضافية، وخسائر في ظل قلة الدعم.
ويشتكي المزارع من ارتفاع أسعار السماد في السوق السوداء، وعدم تقديمه من قبل الجمعيات الفلاحية بأسعار أقل للمزارعين، ما أثر “بشكل كبير وسلبي” على الزراعة والمزارعين على حد سواء.
فيما لم يزرع جاسم المحمد (60عاماً)، وهو من سكان حوايج ذياب 14كم غربي دير الزور، أرضه هذا الموسم، نتيجة ارتفاع أسعار البذار والأسمدة، وعدم قدرته على شرائها.
وتضاف له مشكلة ارتفاع أسعار الأسمدة والمحروقات، وعدم تقديم الدعم اللازم من قبل الجهات المعنية بالزراعة، وهو ما ينذر بعزوف الكثير من المزارعين عن زراعة أراضيهم.
وقال محمود العبد مسؤول في اتحاد الفلاحين العام في دير الزور، إنهم خلال الموسم الحالي دعموا المزارعين في دير الزور بثلاث ريات، حسب المساحة المرخصة من مديرية الزراعة.
وأضاف أن الدعم كان بحسب موقع الأراضي الزراعية، فالأراضي على سرير النهر، كانت حصة الدونم الواحد 9 ليترات من المازوت، و20ليتراً للآبار في مناطق البادية، وهناك أراضٍ دعموها بـ 18 ليتراً للدونم الواحد.
وخلال الفترة الماضية تم التنسيق مع منظمات المجتمع المدني لتوجه الدعم لقطاع الزراعة لتحسين الواقع الزراعي، حيث قامت إحدى المنظمات بدعم الخط الغربي بكمية بذار، فيما دعموا الخط الشرقي بعدة جرارات زراعية، وفقاً لـ “العبد”.