ماذا يعني أن تعود سوريا إلى جامعة الدول العربية؟

دهب المحمد ـ دمشق

“سنرجع يوماً إلى حينا”، ربما كانت تأكيداً للعودة إلى بيت أو منزلٍ جديد، لكن لم يخطر يوماً على بال أحد أن يقولها السوريون يوم تتحسن العلاقات السياسية بعد 12 سنة حرب، ويتفاخر البعض منهم بالعودة للجامعة العربية، وكأن الخير سيتدفق على البلد وتُحلَّ كل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.

تتذكر هبة الحمامي، (25 عاماً) من دمشق، أغنية المطرب المعارض نور مهنا، “لعل وعسى” لتعقب على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية قائلةً في حديث لنورث برس: “لا أعرف حقوقياً أو قانونياً إن كان هناك أي دور يجبر الجامعة العربية على أن توفي بالتزامات معينة اتجاه سوريا، اقتصادياً، لكن أتوقع كمواطنة عادية ومدرسة مرحلة ابتدائية أن عودة العلاقات العربية عموماً، ينشط الدورة الاقتصادية وخصوصاً في العاصمة”.

وأعربت “الحمامي” عن توقعها أن تشهد سوريا بعد القمة، إقبالاتً سياحياً، “لكن المشكلة الرئيسية تبقى عند المواطن السوري تحديداً الذي يعاني من أزمات اقتصادية كبيرة، وبحاجة إلى حل”.

وترى رنيم علي (34 عاماً)، وهو اسم مستعار لصحفية من منطقة مصياف، في عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، أن “السياسة فن ممكن”.

لكنها تتوقع أن هناك استثمارات قطرية وسعودية وخليجية ستكون في سوريا قريباً، على صعيد البناء والمشاريع الضخمة، وخصوصاً السعودية لأن هناك منطقة قصور في دمشق قرب الزبداني بناها الشيخ زايد واسمها ذات الاسم.

وتشير الصحفية إلى أن “من يشاهد السيارات ذات النمر الخليجية في سوريا تحديداً في دمشق يتفاءل خيراً”، لكن تسأل: “هل سيكون أي تصرف للحكومة السورية وتعمل على رفع حالة المواطن السوري، بدلاً من أن ينظر كل العالم له على أن شحاد؟

وتسأل أيضاً: “كيف سيكون حال السوريين الذين ذاقوا كل أنواع القهر وخصوصاً بعد بحر الدم الكثير من الجوع والوضع الاقتصادي المتردي؟ هل ستصحو الحكومة لهم؟

رأي اقتصادي وقانوني!

يشرح الخبير الاقتصادي علي محمد، اسم مستعار، عن العودة للجامعة العربية وتأثيراتها الاقتصادية قائلاً: “لا يمكن أن نلحظ تحسناً اقتصادياً واضحاً في سوريا قبل نهاية العام وبداية العام المقبل، وخصوصاً أن الشركات والاستثمارات تحتاج لوقت حتى تعود إلى سوريا”.

وعلل السبب في ذلك إلى أن “الشركات العربية ستدرس السوق مجدداً، وهذا يتطلب من الحكومة إجراء تسهيلات اقتصادية كبيرة على مستوى المعاملات والأوراق الرسمية، ومطلوب أيضاً تسهيلات جمركية كبيرة، لتدخل البضائع وتزيد الاستثمارات، ويغرق السوق بالمنافسة، وبالتالي يصبح هناك حركة بيع وشراء بالسوق أيضاً”.

وحول مدى التزام الجامعة العربية بأي شيء حيال سوريا وفق معاهدات القانون الدولي، يشير أحد الخبراء القانونيين الذي رفض ذكر اسمه، لنورث برس، إلى أن العودة للجامعة العربية “لها معنى سياسي، يمكنها من شغل مقعدها والمشاركة باجتماعاتها ولا يشكل أي التزام لبقية الأعضاء، تجاه سوريا من أي ناحية تتجاوز اتفاقاً ثنائياً بين الطرفين”.

ويشرح أيضاً: “أي لا يوجد أي التزام قانوني يجبر الدول الأعضاء بإعادة الإعمار، أو بالمساعدة، إلا من باب المساعدة فقط التي تخضع لتقدير الدولة نفسها بإرادتها المنفردة”.

وكان قد دعا وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر خليل، الدول العربية جميعها أن تستثمر وتساهم بإعادة الإعمار في سوريا، ووعد بتقديم التسهيلات.

ويتوجه اليوم، الرئيس السوري بشار الأسد، إلى مدينة جدة في المملكة العربية السعودية للمشاركة في أعمال الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي ستنعقد غداً الجمعة.

ويتساءل سوريون: “كيف ستكون أجواء القمة، وهل رجعت سوريا إلى حيها الصحيح؟

تحرير: تيسير محمد