رغم الوعود بتوفيره.. السكر لا زال مفقوداً في أسواق دير الزور

إيمان الناصر – دير الزور

بحث عمر عن مادة السكر في جميع المحال التجارية في بلدته والبلدات المجاورة، لكنه لم يستطع الحصول على كيلو واحد، لذا أوصى أحد أقرباءه بجلب بعض من المادة من الحسكة، مستغلاً تواجده هناك.

يقول عمر السالم (48عاماً)، وهو من سكان قرية الحصان 12كم غربي دير الزور، إنه عانى من فقدان مادة السكر، حيث بحث في جميع المحلات ولم يجد، لذا اضطر إلى شراء الكيلو الواحد بـ 15 ألف ليرة من الحسكة.

ويعاني سكان دير الزور من أزمة سكر، ويشتكون من صعوبة تأمينها، في ظل احتكار المادة من قبل المحلات التجارية في المنطقة، وسبب الاحتكار، فقدان المادة وارتفاع أسعارها إلى 15 ألف ليرة للكيلو الواحد، دون وجود أي حلول لتخفيف معاناة السكان.

يقول “السالم”، وهو رب عائلة من 7 أشخاص، إن الأزمة الحالية لمادة السكر هي “الأقوى” منذ سنوات، ويحمّل الإدارة الذاتية ومؤسساتها، المسؤولية عن فقدان المادة، في ظل ضعف الرقابة.

ويطالب الرجل بتأمين المادة للسكان بأسعار “مناسبة”، في ظل عجز غالبيتهم عن شرائها في الوقت الحالي، نتيجة الظروف المعيشية “السيئة”.

وتعجز حسنة المحمد (40عاماً)، وهي من سكان قرية سفيرة تحتاني، وتعمل في إحدى مؤسسات الإدارة الذاتية، وتعيل 3 أطفال، عن شراء السكر في ظل محدودية دخلها وارتفاع أسعار المادة.

تقول إنها لم تُدخل السكر إلى منزلها منذ أن بدأت الأزمة، بعد أن حاولت مراراً الحصول عليها من المحلات التجارية الموجودة في منطقتها، لكن ارتفاع أسعارها يمنعها من الشراء.

وتضيف لنورث برس: “أصحاب المحلات يحتكرون المادة ويقومون بإخفائها لرفع أسعارها حتى وصلت إلى 15 ألف ليرة للكيلو الواحد”، ويشابهها في الحال الكثير من العوائل.

والأربعاء الفائت، دعت سهام إبراهيم، مسؤولة غرفة الصناعة في دير الزور، لفرض رقابة “شديدة” على المحلات والمعامل المرخصة لديهم، بهدف ضبط الأسعار وعدم بيع السكر في السوق الحرة.

وتعاني دير الزور من أزمة في مادة السكر،  أسفرت عن ارتفاع أسعارها، حيث وصل سعر كيس الـ 10كغ، إلى 110 آلاف، فيما يباع الكيلو الواحد بالمفرق من 12إلى 15 ألف ليرة سورية.

ويوافق منصور الحسن (50عاماً)، وهو من سكان قرية الزغير 15كم غربي دير الزور، ورب عائلة مكونة من 11 شخصاً، سابقيه، في احتكار أصحاب المحال التجارية لمادة السكر لرفع سعرها، نتيجة قلة الرقابة.

ويشير إلى أن المحلات التي تبيع مادة السكر بالسعر المدعوم “هي الأخرى تحتكر المادة”، الأمر الذي فاقم معاناة السكان.

فيما يعزو ماهر العبد مسؤول إدارة التموين في دير الزور، السبب إلى وجود “محلات وهمية”، تستلم المادة من شركة نوروز، دون أن توزعها على أرض الواقع.

وأضاف، أنهم لاحظوا قلة المحلات التي تبيع المادة، مقارنة بالمحلات الحاصلة على التراخيص وتستلم المادة من الشركة.

وحددت التموين سعر الكيلو ضمن المحلات بـ 7500ليرة، وتعمل على إحصاء المحلات الموجودة على أرض الواقع التي تعمل بشكلٍ حقيقي، ويتم حالياً إحصاء المحلات الوهمية، بحسب “العبد”.

ويضيف لنورث برس: “الإدارة ستقوم بعدة إجراءات، أهمها إلغاء رخص جميع المحلات الوهمية، وتوجيه الدعم بشكل كامل للمحلات الأخرى، وتسليمها دفعات أكبر من أجل توفير مادة السكر في دير الزور، بالسعر المدعوم”.

تحرير: أحمد عثمان