مع استمرار إغلاقه.. معبر فيش خابور – سيمالكا يزيد معاناة السكان شمالي سوريا
القامشلي – نورث برس
منذ إعلان إدارة معبر فيش خابور بإقليم كردستان العراق المقابل لمعبر سيمالكا شمالي سوريا بإغلاقه، الخميس الفائت، شهدت الأسواق ارتفاعاً في الأسعار، وعبرّ سكان في شمال شرقي سوريا عن امتعاضهم من القرار، لأهمية المعبر بالنسبة لهم كونه يلبي حاجاتهم الأساسية.
وأرسلت إدارة المعبر إشعاراً إلى منظمات دولية غير حكومية، أبلغتهم خلالها بإغلاق المعبر حتى إشعار آخر، حيث لم يكشف الإشعار الذي اطلعت عليه نورث برس عن سبب الإغلاق.
وقالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بعد الإغلاق، إن قرار إغلاق معبر فيش خابور – سيمالكا، “جاء دون إعلامنا بأي من الأسباب المعقولة ولا حتى اطلاعنا على أي تفصيل”، وذلك بعد ثلاثة أيام من إغلاق المعبر.
ويعتبر المعبر متنفساً لسكان المنطقة وإغلاقه يؤثر بشكل مباشر على معيشتهم وحركتهم التجارية.
ويشكو أحمد إسماعيل في طريق عودته إلى المنزل من سوق مدينة القامشلي، من غلاء أسعار المواد الغذائية، معبراً عن خشيته أن يتجه الوضع نحو الأسوأ بعد إغلاق المعبر الحدودي مع إقليم كردستان مؤخراً.
وحددت إدارة معبر فيش خابور يوم السبت القادم، آخر مهلة لعبور حاملي الإقامات الأوروبية والمنظمات الدولية والمرضى للعبور، بعد تعميم أمر بإغلاقه في الـ 11من أيار/ مايو الفائت.
وشهد معبر سيمالكا، أمس الأربعاء واليوم الخميس، طوابير من المسافرين لمغادرة الأراضي السورية.
ويقول إسماعيل بينما يحمل بيده بعض حاجيات أكياس مملؤة ببعض حاجيات منزله، لـنورث برس ‘‘إغلاق المعبر سيكون أثره سلبي على الشعب باعتبار نحن نعيش في وضع اقتصادي صعب والحصار سيزيد الوضع سوءاً، فالمواد بأكملها باتت أسعارها مرتفعة من الخضار واللحوم والمواد الغذائية وغيرها’’.
ويضيف: ‘‘نتمنى أن لا يطول الإغلاق كثيراً، كون هناك غلاء غير طبيعي، الشعب تعب’’.
وتمنى الشاب الثلاثيني الذي اعتمر قبعة سوداء، الطرفين الكرديين على جانبي الحدود النظر بوضع الشعب وإعادة فتح المعبر من جديد.
ويعتبر معبر فيش خابور – سيمالكا من المنافذ الحدودية الهامة اقتصادياً وسياسياً وإنسانياً بالنسبة لمناطق الإدارة الذاتية مع العالم الخارجي، بعد إغلاق معبر تل كوجر (اليعربية) بفيتو روسي صيني عام 2020.
وخلال الأيام الفائتة، تبادل الطرفان الكرديان على جانبي الحدود مسؤولية إغلاق المعبر.
في حين قالت مصادر مطلعة لـ نورث برس، الخميس الفائت، إن جهود الوساطة الأميركية لإعادة فتح معبر فيش خابور – سيمالكا، فشلت دون التوصل إلى أي نتيجة.
وحذر مسؤول أميركي عامل ضمن التحالف الدولي في سوريا والعراق، من تدهور العلاقات بين كرد سوريا والعراق.
وفي أروقة سوق البسطات بالقامشلي، يصدح الشاب سيف الدين جبارة وهو يقف أمام بسطة لبيع الخضروات، منادياً لعله يبيع ما تبقى من بضاعته قبل حلول ساعات المغيب.
ويؤكد الشاب العشريني الذي يعمل كعامل مياومة لقاء 20 ألف ليرة سورية (أكثر من دولارين) يومياً، أن إغلاق المعبر سيؤثر سلباً على السكان.
ويقول لنورث برس، إن ‘‘لإغلاق المعبر سلبيات كثيرة، كون التجار سوف تحتكر المواد وسترتفع الأسعار، أتقاضى 20 ألف ليرة، بينما كيلو الرز بـ 8 آلاف ليرة والسكر بـ 8500 ليرة، فهذا غلاء كبير’’.
وتابع بنبرة يغلبها اليأس ‘‘ربما الخضار رخيصة كونها محلية، لكن المواد الغذائية أهم من الخضروات وهي مرتفعة جداً، وهذه المواد تأتي كاستيراد من الخارج وبسعر مرتفع فمثلاً دبس البندورة باتت سعرها قرابة 40 ألف ليرة، وكله جراء احتكار التجار’’.
مشدداً أنه إذا استمر إغلاق المعبر سيتجه الوضع نحو الأسوأ ‘‘الرواتب وسطياً 500 ألف ليرة لن تكفي الاحتياجات الاساسية لنصف الشهر للعائلة’’.
وعلى غرار مختلف المناطق السورية، تعاني مناطق الإدارة الذاتية من تبعات انهيار قيمة الليرة السورية التي تجاوزت حاجز الـ 9 آلاف ليرة.
وشكلَّ إغلاق المعبر حديث الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الفائتة، وسط دعوات بوضع المعبر بمنأى عن الخلافات السياسية بين الطرفين الكرديين.
ويشير محمد عبدالله، وهو أحد تجار المواد الغذائية في القامشلي، أن المعبر بمثابة المحرك لسوق العمل في شمالي سوريا.
ويقول لـ ‘‘نورث برس’’، إن ‘‘البضاعة التي توقفت خلف الحدود ستؤثر سلباً على السكان، ولإغلاق المعبر تبعات سلبية كوننا نعتمد على هذا المعبر بشكل كبير، وكون المعبر يحرك سوق العمل سواء شاحنات النقل أو الأيدي العاملة، ولا نتأمل إغلاقه نهائياً، ونتمنى من الطرفين وضع الخلافات السياسية جانباً’’.
وأضاف: ‘‘هناك حالة من سوء الحالة المعيشية والدولار وصل إلى 9 آلاف ليرة، فالشعب مسبقاً متهالك، لذا نطلب وضع الخلافات السياسية جانباً كون شريحة جيدة الشعب يعتاش من هذا المعبر’’.
موضحاً أن تأثير إغلاق المعبر سيكون على سوق الماشية والخضروات المستوردة والتي يعتمد عليها السكان في معيشتهم.
وتابع ‘‘إذا استمر الإغلاق فإن التجار سيتحكمون بالسوق، ومنها مادة الإسمنت يقال حالياً أنها ارتفعت من 25 ألف إلى 60 ألف، فكيف سيتمكن الفرد من بناء منزل مثلاً’’.
مطالباً “القادة الكرد النظر بوضع الشعب وإعادة فتح المعبر بأقرب وقت ممكن”.
ويسأل عما تخفيه الأمور؟.. وما تخبئه الأيام القادمة؟، في ظل إغلاق المعبر الذي يعتبر المنفس الوحيد لسكان شمال شرقي سوريا في ظل الارتفاع المتواصل لسعر الدولار، والاحتكار الواسع للسلع من التجار والباعة.