مخيم للاجئين السوريين في أربيل.. أرامل يكافحن لتوفير الغذاء والدواء

سهى كامل ـ أربيل

توفي ابن ملك يوسف، في حادث سير في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق، تاركاً وراءه ستة أطفال صاروا أيتاماً وزوجة، بلا معيل، في مخيم قوشتبه.

ولتأمين قوت أطفالها، اضطرت الزوجة للعمل في الزراعة، في ظل ما تعانيه من قسوة الحياة لتربيتهم.

تقول الجدة “يوسف”، لنورث برس: “يوفر عمل زوجة ابني نحو عشرة آلاف دينار يومياً، نشتري بها الطعام والدواء، وفي بعض الأيام يتوقف عملها، فلا نجد أي مساعدة، سوى ما نحصل عليه من أرزاق من الأمم المتحدة نحو مئة وعشرين ألف دينار شهرياً”.

ويمتلئ مخيم “قوشتبه” للاجئين السوريين، في مدينة أربيل، باللاجئات السوريات الأرامل، اللواتي يكافحن لتربية أطفالهن، في ظل غياب الزوج والأخ والمعيل.

وتعاني هذه النساء من صعوبة تأمين لقمة العيش، وتوفير الغذاء والدواء، بعضهن يعمل في الزراعة والخدمات، والبعض الآخر يعتمد على ما يصلهن من مساعدات وأرزاق.

ولا تقوى غزالة الحمدو، على العمل، نتيجة إصابتها بتسرّع في دقات القلب، وعجزها عن الوقوف لساعات طويلة، ما جعلها تحت رحمة المساعدات.

تقول “الحمدو” لنورث برس: “لدي طفلان، دون أي معيل أو مورد، سوى ما تقدمه الأمم المتحدة 72 ألف دينار شهرياً، عندما تنتهي نقودنا نخلد إلى النوم بلا عشاء”.

ومنذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، لجأت عشرات العائلات السورية إلى إقليم كردستان، ورغم أن العديد من اللاجئات السوريات نجحن ببدء حياة جديدة، إلا أن بعضهن وخاصة الأرامل، مازلن بحاجة إلى رعاية ومساندة ليتابعن تربية أطفالهن.

ولا تختلف حالة اللاجئة السورية “غزالة” عن حالة يازي نابو، التي تعاني من آلاماً في قدمها اليسرى، ولا تقوى على العمل، ما دفع ابنها الأكبر محمد 12 عاماً، للعمل لتأمين معيشة والدته وإخوته.

تقول “نابو” لنورث برس، إن زوجها توفي خلال الحرب في سوريا، ولديها طفلان أحمد وعلي، يعيش كل واحد منهما بكلية واحدة، ما يجعل متطلبات الغذاء والدواء محددة أكثر، كما يحتاجان لعناية وفحص طبي دوري، يكّلف مبالغ مالية طائلة، فوق قدرة العائلة.

وتضيف “نابو”: “الحياة قاسية، خاصة عندما تكون بلا معيل، سوى طفل خسر دراسته لإعالة عائلته، وحمل مسؤولية أكبر من عمره، وتصبح أكثر وطأة، عندما يدخل المرض إلى الأجساد، فأضحينا عاجزين عن توفير الدواء وزيارة الطبيب”.

وتحمل “نابو” الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مسؤولية مساعدتها، والنظر بحالة أطفالها، أو إعادة توطينهم، ليتلقوا العلاج المناسب، وحماية الأطفال الأيتام من الجوع والفقر.

تحرير: تيسير محمد