فتاح عيسى – كوباني
رغم صدمة عدم استلام المحصول وعدم نضوجه الكامل، إلا أن عز الدين وأقرانه من المزارعين في ريف كوباني، بدأوا بزراعة محصول الشعير، متجاهلين معوقات أخرى تصادفهم.
يقول عزالدين باشو (42 عاماً) وهو مزارع من قرية “باستك” بريف كوباني الغربي، إنهم بدأوا بحصاد محصول الشعير في المنطقة، وينتج الهكتار الواحد بين 15 و20 جوالاً حالياً، رغم أن محصول الشعير لم ينضج بعد.
وبدأ المزارعون في ريف كوباني بحصاد محصول الشعير مطلع هذا الأسبوع، رغم عدم إصدار هيئة الزراعة والري في إقليم الفرات لائحة أسعار الحصاد حتى الآن، الأمر الذي دفع بالمزارعين وأصحاب الحصادات للعمل بشكل مؤقت دون اعتماد أي تسعيرة “أجرة ” للحصاد.
يقول “باشو” لنورث برس، إنهم يقومون بحصاد محصولهم وفق تسعيرة تحدد لاحقاً يلتزم بها المزارعون وأصحاب الحصادات.
تحكم التجار بالأسعار
حول تسعيرة شراء الشعير، قال “باشو”، إن قرار الإدارة الذاتية بعدم شراء محصول الشعير، “سيؤدي حتماً إلى تحكم تجار الحبوب بالأسعار”، وفق رأيه.
ويخزن المزارعون محصول الشعير الذين يحصدونه حالياً، وينتظرون الأسعار التي يطرحها التجار ليقرروا بيعها من عدمه.
ويعتبر إنتاج الأراضي البعلية هذا العام جيد، فالهكتار ينتج بين 18 و20 جوالاً وبعض الأراضي يصل إنتاج الهكتار فيها إلى 25 جوالاً، على عكس العامين الفائتين حيث لم يكن هناك إنتاج للأراضي البعلية، وفقاً لـ “باشو”.
والخميس الفائت، قررت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عدم شراء محصول الشعير من المزارعين، وبيعه في السوق السوداء بالسعر الذي حددته للمحصول بـ 35 سنتاً للكيلو الواحد، في الوقت الذي سعّرت فيه القمح بـ 43 سنتاً للكيلو.
وحصد مصطفى محمد (52 عاماً) وهو مزارع من قرية باستك بريف كوباني الغربي، ثلاثة هكتارات مزروعة بالشعير، أنتجت بمجملها نحو 75 شوالاً، أي أن الهكتار أنتج بين 20 و25 شوالاً من الشعير.
وعانى “محمد” ومثله كُثر من مزارعي الأراضي البعلية خلال العامين الماضيين، إذ لم يكن هناك مردود للزراعة البعلية.
ويرى أن عدم شراء الإدارة الذاتية للمحصول، سيؤدي “لتحكّم التجّار بأسعار الشعير وسيحددون سعر كيلو الشعير بألفي ليرة سورية فقط”.
لذا، قرر المزارع وآخرون غيره، عدم بيع محصولهم بهذا السعر، وسيقومون بتخزينه لديهم، إلى أن يتم طلبه بسعر جيد ومناسب.
اتفاق مبدئي بانتظار قرار
ورغم عدم تحديد الإدارة الذاتية لأجرة الحصاد، إلا أن المزارعين وأصحاب الحصادات توصلوا لاتفاق باستمرار العمل إلى حين إصدار هيئة الزراعة أجرة الحصادات سواء أكانت بنسبة من المحصول أو بمبلغ معين كأجرة للحصادة.
هكذا بدأ كردو علي (42 عاماً) وهو صاحب حصادة من قرية بيندر بريف كوباني الغربي، بالعمل، حيث يعمل منذ ثلاثة أيام في حصاد محصول الشعير بريف كوباني الغربي، ولكنه لم يحصل حتى الآن على مخصصاته من مادة المازوت.
واضطر صاحب الحصادة لاستدانة مادة المازوت من أقربائه، إلى حين حصوله على مخصصاته. ويعاني من مشكلة عدم توفر مادة المازوت المخصص للحصادات في كوباني بكميات كافية.
يضيف “علي” لنورث برس، أنهم لم يتفقوا بعد مع المزارعين حول أجرة الحصاد، لأن هيئة الزراعة لم تصدر تسعيرة حتى الآن، ولازالوا ينتظرون قرارها حول أجرة الحصادات سواء أكانت التسعيرة بنسبة من المحصول أو بمبلغ محدد بالدولار لكل هكتار للعمل بموجبه.
ويرى أن إنتاج محصول الشعير البعلي يعتبر جيداً هذا العام، فالأراضي الجبلية تنتج بين 20 و25 جوالاً لكل هكتار، بينما تنتج الأراضي “السهلية” بين 25 و35 جوالاً لكل هكتار.