حلب.. عائلات بدون إعانة في مدينة منكوبة بسبب قرارات حكومية

رافي حسن – حلب

منذ عشرة أيام وحكومة دمشق تشن حملات ترحيل وإزالة لجميع البسطات والإشغالات غير المرخصة ضمن أسواق الأحياء في محافظات حلب، دمشق، واللاذقية مؤخراً، ضمن نفوذ سلطتها.

ما أثار غضب السكان من تصرفات “لا مبرر لها” كما وصفها فؤاد وراق (35 عاماً)، وهو من سكان حي بستان القصر بحلب، شمالي سوريا.

ويقول لنورث برس: “دون سابق إنذار دخلت مركبات تابعة لقطاع مركز المدينة مع قوة من عناصر الشرطة وحطموا الاستندات الحاملة للبضاعة التي أبيعها وأخذوها”.

وبين الرجل الثلاثيني المتضرر دون عمل منذ عشرة أيام، أن “الأضرار كبيرة” إن استمر الوضع على ما هو عليه دون إيجاد حل بديل، وهو بحاجة لدفع ذمم مالية مترتبة عليه من خلال الاستجرار القائم مع تجار الجملة.

و”وراق”، موظف في مديرية المطاحن في حلب، وعلى اعتبار أن راتب الوظيفة لا يكفي ليوم واحد مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمعيشة، فكان لا بد له من عمل آخر يسد فيه رمق عائلته، إذ قصد تلك البسطة في سوق التلل ليعمل عليها حتى وقت متأخر من الليل.

وأزالت دوريات الإشغال التابعة لمجلس مدينة حلب، كل من الأسواق الشعبية المتواجدة في مركز المدينة المعروف في باب جنين وسوق التلل للألبسة الشعبية وشارع بلال في الأعظمية والأكرمية.

وضمن إحصائية أجرتها نورث برس، للمتضررين من هذه الحملة التي قامت بها الحكومة ضد الفئة الفقيرة من السكان وألحقت بهم ضرراً كبيراً بين الأسواق المذكورة وغيرها، بلغ عددهم أكثر من عشرة آلاف عائلة، سيبقون دون إعانة إذا استمر الحال دون وجود حلول وأسواق شعبية بديلة.

وبلهجته العامية، أضاف “وراق” لنورث برس: “وضعنا المعيشي كل مالو عم يزيد سوء من تصرفات المسؤولين، نحن في مدينة منكوبة وبلا خدمات والأسعار كلها نار وفوقها شعارات تطبق القانون على الفقراء والمعتّرين من فئة الشعب”.

وتوسع الضرر ليشمل أصحاب بسطات ضمن أسواق سد اللوز والشعار والمواصلات القديمة في الجهة الشرقية وسوق النيال والأشرفية ونزلة أدونيس والفرقان وسيف الدولة من الجهة الغربية.

وتسأل أحمد الحسن (40 عاماً)، وهو يبع مجموعة من الجوارب على بسطة في سوق النيال بلغته: “يعني نفهم أنو المسؤولين بدهم دمار عيشتنا؟ هي تدمرت بيوتنا شو بدهم بعد هيك، بقي نرحل”.

وبعد الزلزال وما خلفه من دمار في الأبنية السكنية، لايزال “الحسن” مع آلاف العائلات يعيشون في مراكز إقامة مؤقتة وهم مهددون في الكثير من الأمراض والأوبئة جراء ما تعاني منه تلك المراكز من سوء النظافة.

واعتبر الرجل المتضرر أنه لا يمكن لعائلته التعافي من آثار كارثة الزلزال “حتى يرافقها ضغط المسؤولين على فقراء لا يتعدى متوسط دخلهم الشهري 500 ألف ليرة سورية، لا يغطي احتياجاتها الغذائية، إذ تحتاج إلى 4 ملايين ليرة سورية حالياً بعد تخطي الدولار الـ 9 آلاف ليرة سورية مؤخراً”.

وتعتبر البسطات مصدر رزق لسكان في المدينة التي تعد العاصمة الاقتصادية في سوريا والتي أصبحت منكوبة بعد الزلزال الذي ضربها، وتسبب بإيقاف الكثير من المحال التجارية والمهن الصغيرة عن العمل، أضرت بـ15 ألف عائلة، بحسب تقارير لنورث برس.

اقرأ أيضاً:

وأشار مسؤول من محافظة حلب، رفض ذكر اسمه، إلى أنه “لا عودة للعشوائيات، والمحافظة بحاجة إلى إعادة ترتيب أماكن التجمعات والأسواق الشعبية ومنها إعطاء المحال التجارية حقها”.

وأضاف المسؤول، أن إشغال الأرصفة دون ترخيص يخالف قانون الإدارة المحلية في استخدام أماكن من الأملاك العامة ويجب إعادة المدينة الى رونقها بعد كارثة الزلزال، مع إزالة كافة العشوائيات من خيم المتضررين إلى مراكز اعتبرها بمثابة “كرامة للسكان”.

وأزال مجلس المدينة في العاصمة دمشق البسطات في شارع الثورة وشوارع المرجة وتحت جسر الرئيس وبعض الأسواق من الشيخ سعد في منطقة المزة، وشملت الحملة بعض الأسواق في منطقة الشيخ ضاهر ضمن محافظة اللاذقية.

تحرير: تيسير محمد