معابر مغلقة ودعم معدوم.. مربون وتجّار ماشية في منبج يعانون ركود الأسواق

فادي الحسين – منبج

يشتكي أحمد من تدهور أسعار المواشي في منبج، بسبب تصدير محصول الشعير خارج المنطقة، الأمر الذي أثر بشكل كبير على مربي المواشي، وألحق بهم خسائر كبير.

والعام الماضي، تعرّض أحمد الشبيب (43 عاماً)، وهو مربي ماشية في منبج، لخسائر كبيرة، إذ أنه خسر أكثر من ثلثي قطيعه الذي يملكه والذي كان يفوق 200 رأس من الأغنام، بسبب غلاء العلف وعدم قدرته على تأمينه.

تشهد أسواق تجارة المواشي في مدينة منبج، شمالي سوريا، حالة ركود في عمليات بيع وشراء وانخفاض في أسعارها، بالتزامن مع ارتفاع أسعار الأعلاف وإغلاق المعابر أمام الحركة التجارية، رغم تحسن سوق الماشية بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، نتيجة وفرة المراعي.

يقول “الشبيب”، إن محصول الشعير هذا العام لا يجب أن يصّدر خارج منبج، ويترك مربو المواشي يعانون من غلاء أسعار الأعلاف، وأن تبقى خيرات البلد داخله.

ويشتكي المربي وأقرانه، من غياب الأعلاف حيث وصل سعر كيلو النخالة لما يقارب ال 1200 ليرة في السوق السوداء، كذلك يشتكون من مقاربة أسعار العلف من السوق السوداء، حيث يستلمونه بسعر 1100 ليرة، ويترتب عليها مصاريف نقل ونقص في الوزن لتصل التسعيرة كما هي في السوق السوداء.

يشير “الشبيب”، ومربو مواشي إلى انخفاض أسعارها في ظل ركود عمليات البيع والشراء وغلاء الأعلاف وإغلاق المعابر، حيث انخفض سعر رأس الغنم الواحد بمقدار 300 ألف ليرة سورية، قياساً بالشهر الفائت.

ويطالب الرجل الجهات المعنية بدعم مربي المواشي، وعدم تصدير مادة الشعير خارج المدينة.

ركود ورخص

بينما يعاني أحمد الجاسم (57 عاماً)، ويعمل دلالاً وتاجراً في سوق المواشي بمنبج، من إغلاق المعابر وتوقف التصدير، ما جعل سوق المواشي يشهد ركوداً ورخصاً في الأسعار.

يقول “الجاسم” لنورث برس، إنهم لم يروا دعماً بشكل نهائي من ناحية العلف، ويشترون الأعلاف بالدولار الأمريكي لإطعام ماشيتهم، رغم أن هذا العام أفضل من ناحية وفرة المراعي، إلا أن أسعار الأعلاف ورخص أسعار الماشية، بات يشابه العام الماضي.

وخلال العام الجاري، ازداد الطلب على المواد العلفية بسبب عدم تمكن المربين من الحصول عليها بأسعار “معقولة” في الأسواق بسبب نقص إنتاج المحاصيل الزراعية الموسم الماضي.

ويأمل “الجاسم” تأمين الأعلاف بسعر جيد، وعدم تصدير محصول الشعير خارج منبج، وفتح المعابر أمام الحركة التجارية لتصدير واستيراد المواشي.

ولا يختلف حال أحمد المحمد (50 عاماً)، وهو تاجر أغنام في سوق منبج، عن بقية مربي المواشي في منطقته، حيث يشتكي هو الآخر من تدهور أسعار الماشية في سوق منبج، وتراجع حركة البيع والشراء، ما أثر على مدخول الرجل بعد إغلاق المعابر.

والخميس الفائت، أغلقت إدارة معبر فيش خابور بإقليم كردستان العراق، المقابل لمعبر سيمالكا شمالي سوريا، المعبر حتى إشعارٍ آخر ولأسباب غير معلومة.

وفي الخامس من آذار/ مارس الماضي، مددت الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا ضمن القرار رقم 74، إيقاف تصدير المواشي من مناطقها، حتى إشعار آخر، كان ذلك تمديداً لقرار يقضي بمنع تصدير المواشي (خرفان، عجول، أبقار)، لخمسة أيام، من 27 شباط/فبراير، ولغاية 3آذار/ مارس.

يقول “المحمد” لنورث برس، إن سبب تدهور أسعار الماشية في سوق منبج، يعود لإغلاق المعابر وارتفاع سعر صرف الدولار وقيام التجار بتحويل العملة السورية لدولار أمريكي خوفاً من الخسائر.

ويضيف التاجر، بأنه منذ قرابة الأربع سنوات لم يستلم ولا حتى كيلو نخالة لأغنامه، رغم أن بعض التجّار استلموا أعلافاً، والبعض الآخر لم يستلم، ويرى أن إغلاق المعابر يزيد معاناتهم وخسائرهم.

تأمين الأعلاف

بينما يحتار يوسف الشيخ صوف (41 عاماً)، وهو تاجر مواشي في سوق منبج، فيما يتوجب عليه فعله في تأمين العلف لمواشيه في ظل غلاء الأعلاف الكبير الذي تشهده أسواق منبج.

ويصف دعم الأعلاف في منبج بـ “صفر” في ظل عدم توفر الشعير في “خانات” السوق، ولديه الآلاف من رؤوس الخراف “المربى” في منبج بدون أعلاف.

ومثله كُثر يحتار أصحابها في تأمين علفها، إذ إن الأعلاف كلها تدخل إلى مناطقهم من تركيا بسعر الدولار، وأصبح المربي يعمل لتسديد دين أصحاب “الخانات”، فيما يعملون لتسديد دين التاجر الذي يقوم بجلب العلف من تركيا.

ويضيف المربي، لنورث برس، أن المعابر المغلقة أثّرت بشكل كبير على سوق المواشي في منبج، حيث يضطر التجار لبيع مواشيهم بالدين لمدة ثلاثة أشهر أو كثر لتدبير أمورهم، بسبب انعدام القدرة الشرائية للأعلاف ورخص أسعار الماشية.

وذكر التاجر، بأن الأسعار تدهورت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث تراجع سعر رأس الغنم الواحد بنسبة تجاوزت الـ 300 ألف ليرة، بسبب كثرة المواشي في السوق وقلة التصريف، إذ إن سوق منبج ينزل إليه في كل يوم ما يقارب الـ 10 آلاف رأس من الماشية.

ويبلغ عدد الأغنام والماعز المسجلة، حتى الآن، في قسم الثروة الحيوانية، في لجنة الزراعة بمنبج، 217.437 رأساً، بالإضافة إلى 17.885 رأساً من الأبقار.

ويطالب تجار المواشي في منبج، بتوفير الأعلاف بأسعار مناسبة، وفتح المعابر أمام حركة الاستيراد والتصدير.

تحرير: أحمد عثمان