سوريا في النصف الأول من أيار
تعتبر حصيلة ضحايا النصف الأول من أيار/ مايو والبالغة 212 شخصاً هي ثاني أقل حصيلة يسجلها قسم الرصد والتوثيق في نورث برس ضمن تقاريره النصف شهرية منذ بداية العام, بعد شهر شباط/ فبراير الذي انخفضت فيه الانتهاكات بسبب الزلزال, وخلال النصف الأول من أيار/ مايو، انخفضت نسبة الضحايا في سوريا 53% كما انخفضت وتيرة الانتهاكات بحق المدنيين بنسبة 48%, بينما انخفضت حدة التصعيد بين أطراف النزاع بنسبة 36%, أما بالنسبة لنشاط تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، انخفض بنسبة 83%، وذلك بالاعتماد على تحليل البيانات التي سجلها القسم ومقارنتها مع الفترة الزمنية ذاتها من نيسان/أبريل الماضي.
يتطرق التقرير نصف الشهري لقسم الرصد والتوثيق في وكالة نورث برس، لأبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي تم توثيقها منذ بداية الشهر الجاري، بالاعتماد على معلومات حصل عليها القسم من شبكة مصادر ميدانية في مختلف المناطق السورية, ويتضمن حصيلة انتهاكات حقوق الإنسان على يد أطراف النزاع من قتل وخطف وتعذيب واعتقال تعسفي بالإضافة إلى القصف العشوائي وكذلك نشاط تنظيم “داعش”.
وسجل القسم في النصف الأول من هذا الشهر, مقتل وإصابة 136مدنياً, حيث قضى 69 بينهم 13 طفلاً و7سيدات، كما أصيب 67 آخرون بينهم 10 أطفال و8 سيدات, معظم الأشخاص قتلوا وأصيبوا بطرق خارج نطاق القانون وعلى يد مجهولين وعسكريين ينتمون لأحد أطراف النزاع، وذلك بسبب غياب الرقابة وزيادة الفلتان الأمني وإمكانية الإفلات من العقاب.
ومن ضمن الرقم المسجل للضحايا المدنيين، 21 شخصاً قضوا وأصيبوا بسبب مخلفات الحرب المنتشرة, حيث فقد 8 أشخاص حياتهم بينهم 2 أطفال, وأصيب 13 بينهم 8 أطفال و 1سيدة.
وبلغ عدد الضحايا العسكريين من المجموع، 76عنصراً, منهم 43 قتلى و33 مصاباً, وتتوزع الحصيلة في مناطق سيطرة القوى الأربع. ففي صفوف القوات الحكومية قتل 30 شخصاً وأصيب 29 آخرون, وقضى 7عناصر من قوات سوريا الديمقراطية, كما قتل 5 من عناصر هيئة تحرير الشام وأصيب آخر, وقتل 1 من عناصر فصائل المعارضة وأصيب 3 آخرون. وضحايا هذه المدة من الشهر الجاري كانوا نتيجة الاستهدافات المباشرة، على خلاف الأشهر الماضية، التي كانت أعلى حصيلة للضحايا العسكريين تكون بسبب القصف والتصعيد بين أطراف النزاع.
وانخفضت حصيلة القصف بين أطراف النزاع وعدد ضحاياه بنسبة 36%, حيث تعرض 24 موقعاً للقوات الحكومية للقصف من 18موقعاً من قبل هيئة تحرير الشام، و2 من قبل إسرائيل وموقعين من قبل الأردن في المناطق الحكومية استهدفت فيهما تاجر مخدرات ومخزن لها, وقضى فيها 14 شخصاً بين عسكري ومدني بينهم 6 أطفال وسيدة كما أصيب 10 بينهم طفل, بينما استهدفت الحكومة 39 موقعاً لهيئة تحرير الشام, وقضى في القصف 4 عناصر وأصيب آخر.
وقصفت القوات التركية 10 مواقع في شمال شرقي سوريا بـ 16 ضربة, قضى فيها 6 أشخاص بين مدني وعسكري بينهم سيدة وأصيب 3 آخرين.
على صعيد نشاط تنظيم “داعش” في سوريا، انخفضت نسبة نشاطه خلال النصف الأول من أيار/ مايو، 83% ضد المدنيين والعسكريين, حيث نفذ التنظيم 3 هجمات قضى فيها 4 أشخاص وأصيب 3 آخرون, واحدة من الهجمات في دمشق وأخرى في حمص وواحدة في الرقة،, كما ونفذت “قسد” بدعم من التحالف الدولي 6 حملات أمنية بينها عملية إنزال جوي اعتقلت فيها 16 شخصاً متهمين بالانتماء للتنظيم, كما نفذت حكومة دمشق ثلاث حملات أمنية قتل فيها 3 من المتهمين بالانتماء لـ”داعش”.
أما بالنسبة للاعتقالات, فقد اعتقل 145 شخصاً في سوريا, 113 منهم اعتقلتهم هيئة تحرير الشام بينهم سيدة و3 نشطاء معظمهم من المعارضين لها، وعدد من عناصر الفصائل الموالية لتركيا. أما فصائل المعارضة الموالية لتركيا اعتقلت 8 أشخاص بتهم مختلفة والاستخبارات التركية أيضاً اعتقلت شخصاً. واعتقل شخصان في مناطق الإدارة الذاتية, كما اعتقلت حكومة دمشق 22 شخصاً بينهم 4 سيدات معظمهم اعتقلوا في حلب ضمن حملة التضيق والحصار الذي تفرضه الحكومة منذ أشهر على سكان حيي الشيخ مقصود والأشرفية ذات الغالبية الكردية.
وعلى صعيد الانتهاكات التي ترتكبها الفصائل الموالية لتركيا والقوات التركية في مناطق سيطرتها, تسببت الفصائل بمقتل شخص وإصابة 6 بينهم سيدة, وسجل القسم 10 حالات فرض إتاوات من قبل الفصائل، 5 منها فرضها فصيل “العمشات”, بالإضافة إلى حالة خطف سيدة وقطع أكثر من 100 شجرة مثمرة.
وتسببت “الجندرما” بمقتل شخص وإصابة 6 آخرين بينهم 3 سيدات و1 طفل من طالبي اللجوء أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية التركية, واعتقلت 6 آخرين.
هذه الانتهاكات مستمرة منذ أكثر من 12 عاماً بحق السوريين وتسببت بمقتل مئات الآلاف من المدنيين, بسبب الفلتان الأمني ووحدة الصراع بين أطراف النزاع وعدم مراعاتهم للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان, مما حول الوضع في سوريا من أزمة حرب إلى أزمات حقوقية وإنسانية يكاد حلها يصبح أشبه بالمستحيل.