تدني درجات الحرارة يتسبب بتلف مزروعات البيوت البلاستيكية في الساحل السوري

 

طرطوس – صفاء عامر- نورث برس

 

شهدت مزروعات البيوت البلاستيكية في مناطق الساحل السوري تضرراً كبيراً بسبب المنخفضات الجوية وموجات الصقيع التي مرت بها البلاد مؤخراً. كما جاء انقطاع التدفئة عن البيوت البلاستيكية بسبب انقطاع الكهرباء سبباً آخر لتجمد المزروعات وتلفها.

 

وتعد مزروعات البيوت البلاستيكية مصدراً للحصول على احتياجات الأسواق من الخضار في غير مواسم زراعتها الفصلية، في سوريا بالإضافة إلى أنها توفر دخلاً لمزارعيها وعائلاتهم.

أبو يوسف، /45/ عاماً، زرع أرضه المجاورة لبيته في قرية أسق بولي بمنطقة الشيخ سعد لكن مزروعاته تضررت في الآونة الأخيرة, "الواقع الحالي يشير إلى تراجع  في عدد البيوت المزروعة وفي كمية الإنتاج أيضاً إذا استمر الوضع على ما هو عليه".

 

وتسببت العاصفة المطرية التي ترافقت مع عاصفة هوائية، الشهر الفائت، بانتزاع البلاستيك المغطي لهياكل البيوت، وجاءت موجة الصقيع بعدها لتتلف محاصيل المزارعين الذين يعتمد بعضهم عليها كمصدر وحيد لرزقهم.

 

وقال محمود عيسى (36 عاماً) من سكان محافظة طرطوس الساحلية، إنه يعتمد في معيشته على الخضار التي يزرعها خلال الشتاء في البيوت البلاستيكية، ولا يمتلك دخلاً آخر, لكن تلف بعد اشتداد البرد سبب له مشكلة لم يساعده فيها أحد.

 

وقال المهندس الزراعي، رستم المحمود، إن نسبة تضرر محاصيل البيوت البلاستيكية في السنة الماضية بلغت 20% ، بينما "لا يمكن تحديد نسبة الضرر هذا العام لأن معظم الفلاحين تحملوا تكلفة إصلاح البيوت على نفقتهم ".

 

وأوضح "تكلفة إنشاء وزراعة البيوت البلاستكية ارتفعت ثلاثة أضعاف، مع  مستلزماتها الأخرى التي تستمر أسعارها في الارتفاع، وتشمل السماد والبذار والمبيدات والحراثة ومواد التعقيم والنايلون والكهرباء".

 

وكانت تكلفة إنشاء البيت البلاستيكي مع زراعته قبيل الحرب تبلغ حوالي /300/ ألف ليرة سورية، في حين بلغت تكلفة الهياكل المعدنية وشرائح النايلون خلال الموسم الحالي نحو مليون ليرة سورية لكل بيت وتضاف لها تكلفة الزراعة والإنتاج بنحو مليون ليرة سورية أيضاً.

وجاء ارتفاع الأسعار مع تدهور قيمة الليرة السورية ليضاعف الأضرار، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف إصلاح البيت البلاستيكي الواحد حالياً إلى ما يقارب تكلفة إنشائه قبل زراعته.

 

وأشار المحمود، إلى أن موجات الصقيع الحادة تؤدي لموت النباتات، ولا تبقي للمزارع فرصة لإنقاذ ما حصده.

 

وقال أبو أيهم العلي، /52/ عاماً، مزارع من قرية "حريصون" في بانياس، إن الحكومة السورية لم تقم حتى الآن بتعويض المزارعين عن الأضرار التي أصابت محاصيلهم، مشيراً إلى عزوفه عن تلك الزراعة في العام المقبل, ومعلقاً " الرزق على الله".

 

ولا تحظى الزراعة في البيوت البلاستيكية على الدعم الحكومي المطلوب لها كزراعة مستقلة، في ظل الارتفاع الحاد لتكاليف الإنتاج، بحسب سكان ومزارعين من المنطقة.

 

و بلغ العدد الكلي للبيوت البلاستيكية المرخصة في سوريا /156.935/  بيتاً، بحسب إحصائية لوزارة الزراعة في عام 2018، إلا أن فقدان الاستقرار في العديد من المناطق بالإضافة إلى ارتفاع التكاليف ومصاعب تأمين مستلزمات زراعتها تسبب بتدهور زراعتها.