نيويورك تايمز: قد تتخلص تركيا قريباً من زعيم استبدادي لكنها تبقى في ورطة
دمشق – نورث برس
قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، الخميس، إنه إذا خسر الرئيس التركي الحالي في الإنتخابات التي ستجري بعد ثلاثة أيام، فإن المعارضة أمام مرحلة أصعب وفي مواجهة الأزمات التي أحبطت البلاد لسنوات، كما ستواصل أحزاب الحكم الحالي إثارة الكراهية ولاسيما ضد الكرد، بسبب افتقار المعارضة برنامجاً قوياً لكبحه.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية، وهي أكثر عمليات الاقتراع إثارة للجدل والتكهنات، تحدم المنافسة بين زعيم تحالف الشعب الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ومنافسه زعيم تحالف الأمة كمال كليجدار أوغلو، حيث تشير الاستطلاعات إلى أرقام قريبة جداً، مع تقدم الأخير بفارق ضئيل.
ونشرت الصحيفة عن الدكتور جيهان توغال أستاذ علم الاجتماع بجامعة كاليفورنيا، أن المعارضة التركية لم تكن متفائلة كما هي اليوم. على الرغم من الصعوبات العديدة في العقدين الماضيين، لم تواجه أبداً العديد من العوامل ضد الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية.
وقال توغال الذي ينشر كثيراً عن السياسة والمجتمع في تركيا، إن الاقتصاد في حالة من الفوضى بعد أن تدهورت الليرة في عام 2018 ولم تتمكن أي من السياسات العشوائية للحكومة من إعادتها إلى مسارها الصحيح. كان الفقر يتفاقم، بما في ذلك بين قاعدة حزب العدالة والتنمية نفسه، كما أن “القلق من إشراف أردوغان الاستبدادي آخذ في الازدياد.”
وأضافت الصحيفة أن الزلزال الذي دمر البلاد في شباط/ فبراير الماضي، وتسبب في مقتل أكثر من 50000 وأضرار لا توصف، هو “القشة الأخيرة”.
وبينما كان يُنظر إلى حزب أردوغان على أنه الخيار الوحيد النظيف والكفوء، فقد تحطمت هالة الكفاءة الآن بالحكم من استطلاعات الرأي، التي توضح حقًا كما لو أن الناخبين الأتراك قد ينهون حكم حزب أردوغان “السلطوي” منذ 21 عاماً.
لكن بحسب الصحيفة، إذا انتصرت المعارضة فستواجه نفس المشاكل الهيكلية التي أحبطت البلاد لسنوات، وحتى إذا تم خلع أردوغان فإن مشروعه السياسي لن يذهب إلى أي مكان. ينبغي أن يكون ذلك كافياً لكبح جماح الحماس لدة المعارضة.
إذ قد تتخلص تركيا قريباً من زعيمها الاستبدادي، لكنها لا تزال في ورطة عميقة، بحسب الصحيفة.
وجاء فيها إن التصويت ضد أردوغان لا يزال مصدر ارتياح كبير، حيث خلال أكثر من عقدين من الزمن كان الرئيس الحالي على رأس السلطة وأحكم قبضته عليها، وسجن المعارضين وخنق المحاكم.
وفي السنوات الأخيرة، ومع تدهور الاقتصاد قام الحزب الحاكم وحليفه القومي بتصعيد أجندته الدينية والعرقية، وفتح ذراعيه للجماعات المناهضة للمرأة والمؤيدة للعنف، ما يعني إن التغلب على هذا المنعطف اليميني الصعب، وتوجيه ضربة ضد الاستبداد، أمر بالغ الأهمية، حسبما ذكرته الصحيفة.
وحذر الكاتب من لجوء اليمين التركي المتطرف إلى اتباع سياسات الهوية ذات التداعيات المدمرة، ليس أقلها بالنسبة للكرد والنساء المجتمعات والأقليات الدينية.
وختم القول “أفضل علاج لمثل هذا التهديد هو برنامج متماسك وخيالي للحكم، وهو بالضبط ما تفتقر إليه المعارضة. تركيا لا تحتاج إلى استعادة فحسب، يجب أن يتم تعيينها على مسار جديد تماماً”.