يعيشون في منازل شبه مدمرة.. مهجرو عفرين يعانون وسط غياب المساعدات
ريف حلب الشمالي- دجلة الخليل- نورث برس
يعاني مهجرو عفرين القاطنين في منازل شبه مدمرة بريف حلب الشمالي، من ظروف معيشية صعبة، وسط موجة البرد وانخفاض درجات الحرارة، في ظل غياب المساعدات من قبل المنظمات الإغاثية وقلة إمكانات الإدارة الذاتية.
ولجأ قسم من مهجري منطقة عفرين إلى السكن في منازل شبه مدمرة متوزعة على /42/ قرية بريف حلب الشمالي, حيث تفتقر المنازل للنوافذ والأبواب وشبكات الصرف الصحي, ما يجعلها عرضة لتسرب الرياح الباردة, فيما سكن القسم الآخر ضمن خمس مخيمات(سردم وبرخدان والشهباء وعفرين والعودة).
وتسببت العملية العسكرية التركية مع فصائل المعارضة المسلحة التابعة لها على منطقة عفرين في الـ20 من كانون الثاني / يناير عام 2018، بتهجير أكثر من /300/ ألف شخص من المنطقة وفقاً لإحصائيات منظمة حقوق الإنسان في عفرين.
سميرة رشوان, مهجرة, وأم لستة أطفال، تقطن في إحدى البيوت في قرية تل سوسين بريف حلب الشمالي, تجلس في فترات ظهور الشمس فوق أغصان يابسة لتدفئة نفسها وأطفالها.
تصف سميرة حال المنزل الذي تقطنه، "البرد شديد هنا، المنزل الذي أقطنه لا أبواب ولا نوافذ فيه، أغطي الأبواب ببطانيات، وسقف منزلي يسرب المياه".
وتحاول أن تتذكر ما كانوا عليه في عفرين وتقارنه مع وضعهم اليوم "كنا نسكن في منازل وكان يتوفر كل شيء, لم نكن نشعر بالبرد", لافتة إلى أن كمية مادة المازوت التي وزعت عليهم, لا تكفيهم.
وتعرضت قرى بريف حلب الشمالي, لدمار شبه كامل, بسبب المعارك والاشتباكات التي شهدتها بين القوى المتصارعة على الساحة السورية بدءاً من فصائل المعارضة المسلحة وجبهة النصرة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ولواء جبهة الأكراد, مروراً بغارات جوية من قبل الطيران السوري والروسي.
وقامت إدارة المخيمات بريف حلب الشمالي منذ بداية فصل الشتاء إلى الآن بتوزيع /300/ لتر من مادة مازوت على كل عائلة تسكن في المنازل شبه مدمرة, إلا أن هذه الكمية المحدودة لا تكفي للأهالي, في حين لم يحدد لقاطني المخيمات نسبة محددة من المازوت, فيقوم القاطنون في المخيمات بأخد حاجتهم من المازوت كلما انتهت حصتهم منه.
حال خديجة علي وهي مهجرة من مدينة عفرين, ليس أفضل من حال جارتها سميرة, حيث يفتقر المنزل الذي تسكنه إلى أبواب ونوافذ وحمام أيضاً.
تقول خديجة بنبرة استياء وتذمر "لا نسكن في المخيم, إلا أن حالتنا ليست أفضل من قاطنيه، فلا وقود يكفي للتدفئة ولا غاز, لا أبواب ولا نوافذ".
وتضطر سميرة كغيرها من المهجرين إلى تسخين المياه على الحطب وأغصان الأشجار اليابسة للتقليل من استخدام مادة المازوت "أحمم أطفالي في هذا البرد وراء بطانية, أموت من البرد حتى أسخن المياه, ما هذا الحال".
وقالت الرئيسة المشاركة لمنسقية مخيمات مهجري عفرين بريف حلب الشمالي زلوخ بكر لـ"نورث برس" إن "الإمكانات المحدودة لإدارة المخيمات, تجبرها على تحديد كمية محددة من مادة المازوت للقاطنين في المنازل وعدم تحديدها لساكني المخيمات، "كون ظروف الحياة ضمن المخيمات أصعب".