القامشلي.. مزارعو المحاصيل العطرية والبقوليات يتخوفون من تسعيرة لا تجنبهم الخسائر
القامشلي – نورث برس
لم تنقذ الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخراً، كامل محصول المزارع موفق حسين، من الكزبرة، إذ لم تساهم في نموها بالشكل المطلوب، خاصة أنها جاءت بعد انحباس مطري دام قرابة شهرين، وهو الوقت المناسب لنموها.
وزرع المزارع الستيني الذي ينحدر من قرية خزنة الكبيرة شرقي القامشلي، شمال شرقي سوريا، ما يربو عن 400 دونم بالكزبرة والعدس من أصل 500 دونم زراعي يملكها إذ زرع المساحة المتبقية بالقمح والشعير.
وبين حقله المزروع بالكزبرة، يقول “حسين” لنورث برس، إن “الأمطار الأخيرة أحيت المحاصيل قليلاً، لكنها لم تنمو بالشكل المطلوب كون الانحباس المطري الذي شهدته المنطقة بداية العام الحالي وحتى قرابة نهاية شهر آذار أثر كثيراً على المحاصيل”.
وفي ظل ضعف المحصول، يرى المزارع أنه “سيكون من الجيد إذا استطاع تحصيل تكلفة الزراعة، إذ أن هذا الأمر مرتبط بالتسعيرة التي ستحددها الإدارة لهذه المحاصيل، ولا سيما أن الدولار ارتفع كثيراً”.
وعلى غرار القمح والشعير، شهدت مختلف أصناف المحاصيل العطرية والبقوليات انتعاشاً في زراعتها ضمن منطقة الجزيرة السورية، عقب هطولات مطرية جيدة خلال الموسم الحالي.
إلا أن انهيار قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية وارتفاع تكلفة الزراعة، وضع الكثير من التحديات والعقبات أمام المزارعين.
وتجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي الـ 8200 ليرة سورية في السوق السوداء، في انهيار كبير لقيمة الليرة، بزيادة قرابة ألفي ليرة مقارنة مع بدء زراعتها مطلع العام الحالي.
ويرى “حسين” أن تكاليف الزراعة باتت “باهظة جداً”، بعدما اشترى كيلو الكزبرة بدولار أمريكي واحد، إلى جانب ارتفاع مصاريف الحصاد الذي وصل لأكثر من 50 ألف ليرة لكل 10 دونمات هذا العام، “في حال لم يكن السعر مناسباً، سيتكبد المزارع خسارة مجدداً”.
ومع اقتراب موسم جني المحاصيل، يتفاءل المزارعون بأن تنقذ التسعيرة التي ستضعها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الموسم وتعوضهم خسارتهم التي تكبدوها خلال العامين الفائتين جراء شح الأمطار.
ويتأمل المزارع علي الشيخ، أن يعوض محصوله من العدس ضمن مساحة 180 دونماً، خسائر تكبدها العام الفائت في زراعة البصل.
وبينما يقف بين محصوله على أطراف قرية تل معروف بريف القامشلي، يقول “الشيخ”: “العام الفائت زرعت البصل لم نوفق به، ولكن الموسم هذا أكرمنا الله بالأمطار ساعدتنا”.
ويشكو المزارع الذي ينحدر من مدينة منبج، لنورث برس، تقصير الجهات المعنية في تقديم الدعم لهم من ناحية المحروقات وغلاء سعر العدس.
ويضيف: “اشتريت المازوت من السوق الحرة بأسعار مرتفعة، فيما اشتريت طن العدس بـ 950 دولاراً، لكن الحمد لله الأمطار ساعدتنا بنسبة 50 % في نجاح الموسم”.
ويأمل “الشيخ” من الجهات المعنية في الإدارة الذاتية، بوضع تسعيرة مناسبة لهذه المحاصيل “وضعنا الكثير من المصاريف… جزء منها قمت بالاستدانة لإنجاحه”.
وعلى عكس سابقيه، قضى تأخر الأمطار، بشكل شبه كلي على محصول حبة البركة الذي زرعه محمد حسين، في قرية سحل المجاورة لتل معروف في ريف القامشلي، بعدما كان يأمل بموسم وفير يعوض خسارة السنوات الفائتة.
وزرع “حسين” محصوله على مساحة 15 دونماً، فيما قام بشراء طن حبة البركة للبذار بأكثر من 1500 دولار، بحسب قوله، ولكن الأمطار التي هطلت على دفعات وكانت قليلة أثرت سلباً على نمو محصوله بالشكل المطلوب.
ويقول: “الإنتاج ضعيف والتكلفة باهظة، لكن من الصعب أن ينتج المحصول مصاريفه. ونحن نفكر أن نتركها للماشية كون طولها ليس بالمستوى المطلوب ولا سيما أن موعد الجني اقترب”.