في اللاذقية فقط.. النقل الداخلي يرفع أجور “باصاته” والسكان يتذمرون
اللاذقية ـ نورث برس
تضطر ربا، للصعود في باص النقل الداخلي في اللاذقية، أربع مرات في اليوم، وتحتاج لـ1600 ليرة سورية تكلفة الركوب، خاصة بعد أن ارتفعت تعرفة الراكب لتلك الباصات في المحافظة دون المحافظات الأخرى.
وربا محمد (35 عاماً) وهو اسم مستعار لموظفة من الدرجة الأولى في إحدى مؤسسات الحكومة السورية في اللاذقية، راتبها لا يتجاوز الـ135 ألف ليرة، وهي أم لثلاثة أطفال، وزوجها موظف حكومي.
وتتساءل “محمد”، والتي تدفع أجار مواصلات في الشهر ما يعادل 35 ألف ليرة، إذا لم تضطر لركوب تكسي بسبب الازدحام على باصات النقل، “ماذا أفعل ليكفيني الراتب لأسبوع فقط، ومن أين سأصرف على أطفالي؟
وتقول بلهجتها العامية: “وين العدل ولسى بقولو ليش كترت السرقات، عم يخنقونا من هالقرارات كيف الواحد يصرف على أولاده، على الأقل يجب ان تكون لكل مؤسسة أجور نقلها مجاناً ومع ذلك لن يكفينا لنعيش”.
وترى أنها قد تلجأ للتفكير بالاستقالة كحل لتكاليف المواصلات وقلة الراتب، “لأن مجهود التعب يساوي أجار المواصلات”.
ورفعت شركة النقل الداخلي للباصات، في اللاذقية، تعرفة الراكب من 300 ليرة إلى 400 ليرة، ما أثار تذمر سكان في المحافظة ومنهم الموظفون والطلاب، إذ بات يحتاج الموظف لراتب إضافي لتغطية أجور النقل.
وتعمل حلا علي (37 عاماً)، اسم مستعار، في محل للألبسة في اللاذقية، وراتبها لا يتجاوز الـ150 ألف ليرة، تحتاج أن تدفع منها كل يوم ألف ليرة أجرة مواصلات، هذا دون أكلها وشربها، نظراً لطول ساعات العمل.
وتفاجأت “علي”، بارتفاع أسعار تذاكر الباصات فقط في اللاذقية، وتساءلت بلهجتها العامية: “لما هذه المحافظة بالذات، كلشي بهل المحافظة عم يرتفع من مواد غذائية لمواصلات والراتب على حاله، انو ليش شو السبب؟ وتضيف: “لا نستطيع القول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل”.
ولا يدري أحمد حاتم، (40 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سائقي الباصات، على من سيحزن، هل على نفسه أم على السكان، “فمخصصات الباص من المازوت محددة ولا يد لي في الغلاء المعيشي الذي أعيشه أيضاً كما غيري”.
و”حاتم”، رب أسرة مكونة من 6 أشخاص، وهو وحدة الموظف في المنزل، “لا أخفيكم سراً، في بعض الأوقات اضطر لتركيب أشخاص أكثر من استطاعة الباص وبدون بطاقات حتى أستطيع تجميع مبلغ من المال أعيش فيه وعائلتي”.
وبلهجته العامية يضيف لنورث برس: “شغل تاني ما بقدر اشتغل فأنا محكوم بوقت الوظيفة. ولجأت لهل الطرق بسبب قراراتهن يلي وصلتنا لهل الشي”.
وما يثير استغراب سكان في اللاذقية من رفع أجور باصات النقل الداخلي، هو أنه لا أسباب تبرره، “فالمازوت لم يتغير سعره لنقول إن الأمر طبيعي، أو أن يكون حجة لهم.. وراتب الموظف على حاله أيضاً، وليس من حق الشركة أن تحجز حصة إضافية من هذا الراتب الميت أصلاً، الجميع مستاء وكئيب لأنه لا يتناسب طرداً مع الراتب ولامع الوضع المعيشي العام”، بحسب ما أجمع عليه بعض السكان في المحافظة.
ويضيف أحدهم بشكل منفرد: “كنا نعتقد بأن باصات النقل الداخلي هي المنقذ للجميع ولكنها خيبت آمال الجميع فلا عتب بعد اليوم على سائقي السرافيس الخاصة أو تكاسي الأجرة عندما يتلاعبون بأجرة المواطن المسكين فشركة القطاع العام قدمت لهم ذريعة يحتمون بها”.