كيف ينظر السوريون الوافدون إلى إدلب ضمن الإجازات للانتخابات التركية؟

إدلب – نورث برس

“كبالع السكين على الحدين”، مثلٌ استخدمه معاذ المصطفى، وهو أحد العائدين مؤخراً من تركيا إلى شمال غربي سوريا، ضمن الإجازات المخصصة للسوريين، في وصف حالة اللاجئين إذا فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة أو خسر.

إذ أن فوز أردوغان، ممكن أن يجعل فرصة عودته إلى تركيا أكبر، لكن فرصة العودة إلى بلده التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية ستكون “شبه مستحيلة”، وأن عودته إلى تركيا والعمل بها “شبه مستحيلة أيضاً”.

ويتخوف السوريين الوافدون إلى مناطق شمال غربي سوريا من الأراضي التركية بعد الإجازة التي أعلنت عنها السلطات التركية للسوريين حاملي بطاقة الحماية المؤقتة في الولايات التركية المنكوبة من عدم قدرتهم على العودة إلى تركيا التي يعملون بها ويوفرون من خلالها لقمة عيش أطفالهم لا سيما في ظل احتمالية فوز الحزب المعارض والذي توعد السوريين كثيراً بترحيلهم من تركيا وإعادتهم إلى سوريا التي يرونها غير آمنة حتى اليوم ولا يمكن العيش بها بسبب قلة فرص العمل.

ويرى “المصطفى”، وهو من نازحي ريف حماة الشمالي ويقضي حالياً إجازته في منزل أخيه بمدينة حارم شمالي إدلب، أن الانتخابات التركية في هذه المرة هي الأكثر إثارة لمخاوف السوريين الذين شهدوا العديد من الانتخابات الرئاسية خلال فترة تواجدهم في تركيا منذ نحو 11 عاماً.

إذ أن نسبة فوز المعارضة التركية تعيد السوريين إلى “نقطة الصفر” وسط انعدام الأمن والأمان وغياب الاستقرار، كما أن معظمهم نازحون من مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية، ولا يمكنهم العودة إليها بسبب المخاطر على حياتهم، بحسب “المصطفى”.

ويضيف لنورث برس: “السوريين يريدون فوز الرئيس التركي الحالي، ليس محبة فيه، لكن على الأقل لن يقدم على ترحيلهم من أراضيه وبالوقت نفسه سوف يبقي نقاطه المنتشرة بكثرة في شمال غربي سوريا وسوف يستمر في تحكمه بالفصائل العسكرية هناك ويواصل منعه لأي عمل قد يقدم عليه النظام السوري”.

أما في حال فوز المعارضة، فبحسب “المصطفى”، أن ذلك يعيد السوريين في الداخل التركي إلى منازلهم وقراهم، ويجمعهم في المنطقة الضيقة شمال غربي سوريا ومن ثم الاتفاق مع النظام السوري ضدهم”.

وينظر فادي السيد (32 عاماً) وهو من مهجري محافظة حمص، للانتخابات التركية على أنها انتخابات تقرير المصير كما هو الحال في كل موعد انتخابي سابق، ولكن بشكل أكبر بسبب الأوضاع الداخلية التركية.

ويقول لنورث برس: “على الرغم من كوني مواطن سوري لاجئ في تركيا ولم أحصل على الجنسية إلا أنني أعتقد أن إجازة الزلزال جاءت كورقة انتخابية إضافية يلعب بها أردوغان ويستخدمها ضد المعارضة التي تنادي بترحيل اللاجئين السوريين من أراضيها”.

ويترقب حاتم البكري (42 عاماً) الذي قَدِم إلى مدينة إدلب قبل نحو شهر لزيارة والدته التي لم يرها منذ نحو ثلاث سنين، الانتخابات التركية، ولا يهمه من سيفوز بها، لكن ما يهمه هو من يتعاطف مع السوريين الذين يزيد عددهم في تركيا عن أربع ملايين.

ويقول: “إن أرادت تركيا ترحيلهم إلى مناطق الشمال السوري سيكون الوضع كارثياً لا سيما وأن معظم السوريين لا يمكنهم العودة إلى مناطق الأسد ويفضلون الموت جوعاً على ذلك”.

إعداد: مؤيد الشيخ ـ تحرير: تيسير محمد