الرقة.. غياب الرقابة على المواصلات يعرض سكاناً في الريف الشرقي للاستغلال
الرقة – نورث برس
يحاول حسين تقليل تنقلاته بين مدينة الرقة وقريته في الريف الشرقي، بسبب ارتفاع الأجرة، تقليلاً للمصاريف، ويدفعه لذلك محدودية دخله وصعوبات اقتصادية يعاني منها.
يشتكي حسين السلطان (45عاماً)، من سكان بلدة الكرامة 35كم شرقي الرقة، شمالي سوريا، من ارتفاع أجرة المواصلات، وغياب الرقابة على أصحاب السيارات العامة التي تعمل على الخط.
ويعاني سكان ريف الرقة الشرقي من ارتفاع أجرة المواصلات من المدينة إلى قراهم، فيما يتذمر أصحاب سيارات من ارتفاع أسعار المحروقات، وتبديل الزيت، وقطع الغيار، الأمر الذي يدفعهم لرفع الأجرة.
يقول “السلطان” لنورث برس، إنه مجبر على الذهاب من بلدته إلى المدينة، بشكل شبه يومي إما للتسوق أو لمراجع الأطباء والمشافي، ويقصد مركز المدينة لعدم توفر بعض الخدمات في بلدته.
ويدفع الرجل في كل مرة يقصد فيها المدينة 14 ألف ليرة، وهو مبلغ كبير مقارنة بظروفه الاقتصادية، ويطالب بتفعيل الرقابة على الكراجات وأصحاب السيارات لضبط الأجرة، فـالكثير من أقرانه عاجزون عن تأمين معيشة عوائلهم.
ونتيجة غياب الرقابة على أصحاب السرافيس، يتحكم هؤلاء بالأجرة، بحجة ارتفاع أسعار المحروقات، وقطع الغيار، وتدني قيمة الليرة السورية، إذ أنهم يشترون القطع بالدولار الأمريكي.
ويدفع محمد الأحمد (30عاماً)، وهو من سكان منطقة الكرامة، ويعمل موظفاً في إحدى مؤسسات الإدارة الذاتية، نحو أكثر من نصف راتبه، أجرةً للمواصلات، ويحاول تقليل الأعباء المترتبة عليه عن طريق السير على قدميه تجنباً لدفع أجرة.
ويعاني التكاليف الباهظة لأجرة النقل، لا سيما أن لديه عائلة من 8 أشخاص، وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه سيترك عمله، رغم الصعوبات الاقتصادية التي يعانيها، خاصة في ظل عدم ضبط أجرة المواصلات.
فيما يبرر صالح الشواخ (45عاماً) وهو سائق سرفيس، رفع الأجرة، بقلة المحروقات المقدمة لهم، ويعلم جيداً أن الأجرة باهظة بالنسبة للركاب، لكنهم مجبرون على ذلك، في ظل ارتفاع التكاليف التي تحتاجها مركباتهم، من محروقات وتصليح وغيرها.
ويقول لنورث برس، إن أبسط عطل في السيارة سيدفع لإصلاحه أجرة عمل أسبوع كامل، وأصغر قطعة في السيارة يدفع ثمنها 10 دولارات، بينما يبلغ ثمن العجلات 500 دولار أمريكي، في حين لا يجني في اليوم أكثر من 10 دولارات إذ لم يكن لديه أعطال.