ما هي تأثيرات نتائج الانتخابات التركية على السوريين في الداخل والخارج؟

واشنطن – نورث برس

يرى باحثون ومحللون وسياسيون أن الانتخابات التركية ونتائجها ستكون لها نتائج كبيرة على جميع السوريين في الداخل والخارج بعد حسم نتائجها.

ويرى كبير باحثي الشأن التركي في معهد FDD الأميركي سينان سيدي، أن نجاح كمال كلجدار أوغلو سيسهل الاتفاق مع الحكومة السورية ولن يكون الاتفاق عائقاً كبيراً بينهما.

وقال سيدي، إن “كلجدار أوغلو يريد سحب القوات التركية من سوريا ويريد الحصول على نوع من الضمانات من سوريا بخصوص ما يحدث بشأن أي تمرد كردي وربما يريد أن يعود إلى اتفاقية أضنة الموقعة عام 1998 “.

وجاء تصريح سيدي خلال لقاء أجرته منصة نورث بلس في برنامجها واشنطن أونلاين اليوم السبت، برفقة رئيس المركز الكردي للدراسات نواف خليل.

ولمّح سيدي أن العلاقة بين سوريا وتركيا في حال نجاح رجب طيب أردوغان ستبقى كما هي عليه، فأردوغان يحاول إيجاد نوع من الاتفاق فقط، وهو ليس متحمس لمصافحة الأسد لأن ذلك يفشل سياسته اتجاه سوريا والتي كانت تهدف لإزالة “النظام السوري”.

وأضاف أن أردوغان لن يستطيع السيطرة على ما يجري فروسيا تسعى لدفع الطرفين لاجتماعات ولقاءات لذلك سوف تحصل بعض التنازلات بين الطرفين، فالطرفان بحاجة لهذا الاتفاق أمام بلدانهم فقط.

وأفاد سيدي أن الفوز ليس محسوماً لأردوغان والنتيجة غير مضمونة فالمرشحين التركيين يحملان ذات الحظوظ حتى هذه اللحظة وذات نسبة القبول وهناك تقدم بسيط جداً لمنافس أردوغان.

ولفت إلى أن أردوغان يواجه الكثير من تحديات من الناخبين الترك الذين يرون أنه فشل بعد 21 عاما من الوعود لخلق اقتصاد قوي ومتقدم يعزز الأمن والاستقرار في تركيا اليوم.

وصرح سيدي أن المرشحين أشارا إلى أنهما يريدان رؤية ترتيبات جديدة مع الحكومة السورية من أجل إعادة اللاجئين السوريين وذلك وفقاً للاتفاقية ولكن بالرغم من ذلك يعتقد أن هذا الأمر صعب المنال، فهناك في تركيا ما يقارب 4 مليون لاجئ من سوريا وغالبهم لا يريدون مغادرة تركيا بعد الانتخابات بعد عشر سنوات من العيش فيها.

وتابع أن هناك أطفالاً سوريين خلقوا في تركيا فجميع هؤلاء مترددون بالعودة للعيش في سوريا، ناهيك عن رؤية الموضوع من الناحية اللوجستية فإعادة 4 مليون لاجئ سوري يبدو أنه أمرا مستحيلاً فربما يكون هناك احتمال حول اتفاق لعودة بعض اللاجئين فموضوع إعادة اللاجئين هي حيلة انتخابية للمرشحين فقط لا أكثر.

وأجاب سيدي بخصوص سؤال حول تقبل وجود إدارة ذاتية ذات طابع كردي وكمية تقبلها من الرئيس التركي الجديد قائلاً، إنه “على المدى القصير لا يمكن تقبلها  ولكن على المدى الطويل من الممكن حصول التقبل”.

وأردف أن السوريين الكرد المنضوين تحت مظلة “قسد” وحزب الاتحاد الديمقراطي ليس في سجلهم أي اعتداء على تركيا أو تهديد لها فهم يقاتلون داعش منذ عقد من الزمن وأيضا لم يعتدوا على قوات الحكومة السورية فهم يحاولون الحفاظ على بقائهم في منطقة واضحة المعالم، ويعيشون بأمن واستقرار.

وفي ذات الصدد، قال رئيس مركز الدراسات الكردية نواف خليل، إن “التغيير الذي يأمل به عشرات الملايين داخل تركيا أو خارج تركيا سيكون له بالغ الأثر على السوريين واللاجئين السوريين الذين تم استخدامهم كورقة ابتزاز على الاتحاد الأوروبي لسنوات وسنوات”.

وأضاف أن التغيير الذي سيحصل في تركيا بالانتخابات سيؤثر على سوريا ودول الجوار وحتى على دول الاتحاد الأوروبي.

وذكر أن الهدف التركي الحالي لأردوغان واضح جداً وهو تدمير التجربة الكردية في سوريا فالأتراك على استعداد لتقديم المساعدة لقوات الحكومة السورية لمحاربة قسد ووجود الإدارة الذاتية.

وأشار إلى أن تركيا لا تستطيع تحقيق كل ما تريد فهناك الجانب الأمريكي الذي يقود التحالف الدولي، وهناك الجانب الروسي فليس كل ما تطلبه تركيا يتجانس مع ما تريده روسيا، وهناك الجانب الإيراني وجميعهم مؤثرين في الملف السوري.

إعداد:هديل عويس – تحرير: سعد اليازجي