كوباني.. أصحاب حصادات يطالبون بزيادة مخصصاتهم من المحروقات وتقديمها بنوعية جيدة

كوباني- نورث برس

يتذمر محمد من التكاليف المرتفعة التي دفعها لصيانة حصادته، والتي بدأ بتجهيزها مع اقتراب موسم الحصاد، ويحرص على جاهزيتها قبل بدء العمل.

محمد حج مصطفى (43 عاماً) صاحب حصادة من ريف كوباني، بدأ بصيانة حصاداته منذ أكثر من شهر، وستكون جاهزة للعمل بعد أسبوع تقريباً، لكن كانت تكلفة الصيانة مرتفعة لأن أسعار قطع الغيار بالدولار، وكلفته نحو ثلاثة آلاف دولار، ويشابهه في الحال الكثير.

وشارف مالكو الحصادات في كوباني وريفها على الانتهاء من صيانة حصاداتهم استعداداً لموسم الحصاد، وركزت مطالب جميع أصحاب الحصادات على توفير نوعية جيدة من مادة المازوت خلال موسم الحصاد.

يطالب “حج مصطفى” بمنح أصحاب الحصادات كميات كافية من مادة المازوت أثناء موسم الحصاد، إذ أن مخصصاتهم في كل عام تتراوح بين 13 و16 ألف ليتر بحسب نوع وحجم الحصادة.

لكن، مخصصاتهم هذه العام يجب أن تكون أكثر، لأن موسم الحصاد سيكون أطول، والأمر الأكثر أهمية بالنسبة لهم هو أن تكون نوعية المازوت جيدة.

لاسيما أن نوعية المازوت السيئة تتسبب بخروج شرارات النار من الحصادة والآليات، وتتسبب بحرائق في المحاصيل إضافة إلى أن عمل الحصادة لا يكون بشكل جيد في حال استخدام نوعية سيئة من المازوت، وفق قوله.

يضيف، “حج مصطفى” أن تحديد أجور الحصادات يعتمد على تسعيرة شراء القمح والشعير، فإذا كانت تسعيرة الشراء جيدة، سيكون العمل وفق نسبة من الإنتاج أمراً جيد بالنسبة لأصحاب الحصادات، بينما إذا كانت تسعيرة شرائها منخفضة فلن تناسبهم الأجرة حتى لو كانت 25 بالمئة من إنتاج المحصول.

خاصةً أن أسعار قطع الغيار مرتفعة وكذلك هناك مجموعة من العمال، يتم الاعتماد عليهم في عمل الحصادة وهم السائقين والطباخين والخياطين والعتالين وسائقي الجرارات، وهم يحتاجون إلى أجور، يقول.

ويذكر أن موسم الحصاد في العام الحالي تأخر نحو أسبوع أو عشرة أيام عن الأعوام الفائتة بسبب الأمطار الجيدة، حيث يبدأ موسم الحصاد عادةً، من المناطق الجنوبية من ريف عين عيسى وصولاً إلى الرقة، ثم تتجه إلى المناطق الشمالية.

وفي العام الفائت لم تعمل حصادته لأن الموسم لم يكن جيداً، ويتوقّع موسم جيداً هذا العام، وفترة حصاد أطول من الأعوام السابقة، حيث يكون موسم الحصاد بين 40 و50 يوماً.

وبلغ عدد الحصادات المرخصة في الموسم الزراعي الفائت نحو 700 حصادة، فيما لم يبدأ ترخيص الحصادات لهذا العام ومن المقرر أن يبدأ اعتباراً من السبت القادم، بحسب هيئة الزراعة في كوباني.

وستكون حصادة سليمان سليمان (65 عاماً) وهو صاحب حصادة من ريف كوباني، جاهزة للعمل خلال يومين، فهو يقوم بصيانتها منذ شهر ونصف، وقرر أن يعمل في جنوب كوباني ثم سيعود إليها، لأن المحصول في كوباني يحتاج إلى عشرين يوماً ليكون جاهزاً للحصاد.

ويقول “سليمان” إن مادة المازوت المخصصة للحصادات يجب أن تكون نوعيتها جيدة، لأن المازوت الأسود يؤدي إلى احتراق المحاصيل ويؤدي إلى أضرار في قطع غيار الحصادة.

ويرى أن كمية المازوت التي حددتها الإدارة الذاتية لحصادتهم وهي 15 ألف ليتر، “غير كافية” هذا العام لأن موسم الحصاد سيستمر أكثر من الأعوام السابقة، ويجب أن تتراوح مخصصاتهم بين 18 و20 ألف ليتر، “خاصة أن المحصول كثيف وثقيل وستحتاج الحصادة لصرف كمية مازوت أكثر”.

ويعبر عن رضاه بالبطاقة الالكترونية الخاصة بالحصادة بأنها “أمر جيد”، ولكن يجب أن تكون مادة المازوت متوفرة في محطات الوقود في الوقت المناسب، لأنهم عانوا كثيراً في العام الفائت واضطروا لشراء المازوت من السوق السوداء، حيث يتم منحهم جزء من مخصصاتهم ضمن الأسبوع.

يشير “سليمان” أن موضوع أجرة الحصادة يجب أن تكون وفق نسبة من الإنتاج، لأن هناك مشاكل تتعلق بمساحة الأرض أثناء الحصاد، وذلك وفق نسب يتم الاتفاق عليها من 5 إلى 7 بالمئة، وهو أفضل من العمل وفق مساحة الأرض.

ويضيف، أنه في العام الفائت كان الموسم يقتصر على الأراضي المروية، ولكن هذا العام الموسم جيد، لأن المحاصيل البعلية وفيرة وبمساحات شاسعة. 

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية المروية حوالي 59 ألف هكتار، أما البعلية فتصل إلى 115 ألف هكتار. وفق هيئة الزراعة في إقليم الفرات.           

كذلك شارف عبد الباري شيخ علي (40 عاماً) وهو صاحب حصادة من كوباني، على الانتهاء من صيانة الحصادة للبدء بموسم الحصاد خلال الأسبوع القادم، وكما حال سابقيّه يطالب بنوعية جيدة من مادة المازوت، درءاً للحرائق وتخفيفاً للتكاليف.

ويقول إن المزارعين يجب أن يراعوا أسعار قطع الغيار المرتفعة، حيث أن صيانة الحصادة تكلف على الأقل ثلاثة آلاف دولار، ولذلك يجب أن تكون أجرة الحصادة بالدولار.

ويطالب شيخ علي بمبلغ 50 دولاراً على الأقل كأجرة لحصاد كل هكتار بعلي، ومبلغ يتراوح بين 75 و100 دولار كأجرة حصادة لكل هكتار مروي، في الوقت الذي يشتكي فيه المزارعين من ارتفاع تكاليف محاصيلهم ودفعها بالدولار.

لذا، باتت مخاوف التسعيرة المتدنية نؤرقهم، في ظل دفع غالبية المواد، وكذلك أجرة الحراثة والحصاد بالدولار الأمريكي.

يرى “شيخ علي” أن مخصصاتهم من مادة المازوت التي تم تحديدها بـ 15 ألف ليتر “غير كافية”، لأن عمل الحصاد سيستمر أطول من المعتاد هذا العام، ويجب أن لا تقل المخصصات عن 20 ألف ليتر.

ويطالب بحلٍ وسط لا يرهق المزارع ولا يتسبب بخسائر لأصحاب الحصادات.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: أحمد عثمان