إيران تفعل نفوذها بسوريا وحكومات عربية تشترط إبعادها لعودة العلاقات
غرفة الأخبار – نورث برس
بدأت طهران تفعل نفوذها من جديد في العاصمة السورية دمشق، وذلك من خلال عقد اتفاقيات وتوقيع وثائق تفاهم بعد زيارات لمسؤولين إيرانيين كان أهمها الزيارة التي يقوم بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حالياً.
وتزامناً مع الزيارات الإيرانية تشهد العلاقات السورية العربية تقارباً ملحوظاً، وذلك وسط دعوات من دولٍ عربية بإعادة سوريا إلى الجامعة العربية.
وصباح أمس الأربعاء، وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق في زيارة رسمية لسوريا تستغرق يومين، وذلك في أول زيارة من نوعها لرئيس إيراني منذ 13 عاماً.
ورافق رئيسي في زيارته وزير الشؤون الخارجية، ووزير الطرق وبناء المدن (رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة)، ووزير الدفاع، ووزير النفط، ووزير الاتصالات، ورئيس مكتب رئيس الجمهورية، وممثل عن مجلس الشورى الإسلامي، ومعاون الشؤون السياسية لمكتب رئيس الجمهورية.
ووقع الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الإيراني، مذكرة تفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد بين البلدين.
وكذلك تم التوقيع في مذكرة التفاهم على بند للتعاون في المجال الزراعي بين البلدين، وفي مجال السكك الحديدية، ومذكرة تفاهم بشأن الاعتراف المتبادل بالشهادات البحرية بين البلدين، حسبما نقلته وكالة “سانا” الحكومية.
كما وقع الجانبان محضر اجتماع للطيران المدني، ومذكرة تفاهم في مجال المناطق الحرة، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال النفط.
والأسبوع الماضي، راز وزير الطرق والتنمية العمرانية مهرداد بذرباش سوريا، وقال إن اللجنة الإيرانية السورية المشتركة هي “أكبر وفد اقتصادي يأتي إلى سوريا من إيران”.
وأوضح أن محادثاتهم في سوريا تركز على إزالة العقبات التي يعاني منها القطاع الخاص والإنتاجي في سوريا.
وأعلن بذرباش، أنه تم الاتفاق مع الجانب السوري لإيفاد 50 ألف زائر إيراني إلى سوريا سنوياً لزيارة الأضرحة والأماكن المقدسة فيها وذلك في إطار محادثات البلدين في المجال السياحي.
وأفاد بأنه تم الاتفاق على خفض التعرفة الجمركية على واردات السلع وتصفيرها باعتبارها فرصة كبيرة للناشطين الاقتصاديين ولتصدير البضائع.
وأشار بذرباش إلى ضرورة إعادة تفعيل خط سكة حديد بين كل من إيران والعراق وسوريا، كما أن تفعيل سكة حديد الشلمجة – البصرة مدرج أيضاً على جدول الأعمال بمساعدة الجانب العراقي.
ومنذ اندلاع الحرب السورية، توقفت إيران عن إرسال قافلات الزوار إلى سوريا، وبدأت وفي بداية عام 2021، بإعطاء الموافقة لعدد محدود من الزوار بزيارة المقامات الدينية من دون الإعلان رسمياً عن ذلك.
وأسهم تمكن فصائل المعارضة في عام 2012، من أسر 48 إيرانياً في الغوطة الشرقية، بعد استدراج حافلة كانت تقلهم على طريق المطار في اتجاه المقامات الدينية التي يحجون إليها في العاصمة دمشق، في تشدد إيران بمنع دخول أي قافلة زوار إلى سوريا.
وفي مقابل ما تحصل عليه إيران من امتيازات جديدة في سوريا من اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتدخل في أهم المفاصل السورية، تشترط دولٌ عربية بتقليص النفوذ الإيراني في سوريا لعودتها إلى “الحضن العربي”.
وقال مسؤولون عرب لصحيفة “وول ستريت جورنال” ، إنّ “بعض الدول التي تعارض إعادة قبول النظام السوري ضاعفت من مطالبها، بما في ذلك قمع تهريب المخدرات غير المشروع، ومطالبة إيران بالتوقف عن توسيع نفوذها في البلاد”.
وفي حين أنّ العديد من المسؤولين العرب ما زالوا “يبغضون الأسد وجرائمه ضد شعبه”، فإنهم يقولون إن “السياسات الدولية التي تعزل النظام السوري تثبت أنها تأتي بنتائج عكسية مع مرور الوقت، مما يعزز نفوذ إيران في المنطقة”، بحسب الصحيفة.
وكذلك شدد الوزراء العرب في اجتماع جدة الأخير على “مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، وأهمية قيام مؤسسات الدولة بالحفاظ على سيادة سوريا على أراضيها لإنهاء تواجد المليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري”، بحسب ما نقلته صحيفة “العربي الجديد”.
وأضافت الصحيفة أنه “طبعاً هذا الكلام لا يستثني المليشيات الإيرانية والباكستانية والعراقية وقوات فاغنر” من قولهم “بالحفاظ على سيادة سوريا على أراضيها لإنهاء تواجد المليشيات المسلحة فيها”.
ووسط ما تشهده الساحة السورية من ازديادٍ للنفوذ الإيراني وتغللها في مفاصل سوريا، تبقى الدول العربية في حيرة من أمرها في مدى استجابتها للأمر الواقع وإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، خاصة وأن السعودية والإمارات هم الذين يسعون وراء تلك العودة.