الأمم المتحدة تتأمل محادثات واتفاقاً قريباً بين طرفي الصراع في السودان
دمشق – نورث برس
قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، إنه يريد الاجتماع خلال أيام معدودة مع طرفي النزاع بالسودان للحصول على ضمانات لتوفير ممر آمن للمساعدات الإنسانية.
وأبدى كل من قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان بشكل منفصل استعدادهما للتعاون مع المسؤول الأممي وذلك بعد دخول ثلاثة أسبابيع من المعارك الدموية.
لكن رغم زيارة غريفيث إلى منطقة بورتسودان ومواقف الفريقين الأولية، تستمر المعارك في عدد من المناطق الاستراتيجية في الخرطوم.
وصرّح غريفيث، أنه يريد الاجتماع مع طرفي الصراع في السودان في غضون يومين أو ثلاثة أيام للحصول على ضمانات علنية منهما بخصوص توفير ممر آمن للمساعدات الإنسانية.
وأضاف أن الاجتماع قد يتم في العاصمة السودانية الخرطوم أو أي مكان آخر، في أعقاب زيارته لبورتسودان، وكانت تهدف إلى التخطيط لعملية إغاثة واسعة النطاق.
وفي السياق ذاته، كتب دقلو على حسابه في موقع “تويتر” الليلة الفائتة، أنه ناقش “مع غريفيث، تطورات الأوضاع الانسانية في البلاد وأهمية التنسيق لتقديم المساعدات المطلوبة للمواطنين وحماية وصولها للمحتاجين، إلى جانب ضمان حركة المواطنين من أجل قضاء احتياجاتهم الأساسية”.
وشدد دقلو التزامه التام بفتح وحماية الممرات الإنسانية لتسهيل حركة المواطنين في أماكن سيطرة قواته وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
وأضاف أنه على استعداد للتعاون والتنسيق وتقديم “كل ما من شأنه المساهمة في تخفيف وطأة الظروف الراهنة”.
وفيما أعلن الجيش السوداني عن موافقته على تمديد الهدنة لأسبوع، كان قد رفض التفاوض مع ما وصفه “المتمردين” في إشارة إلى خصمه “الدعم السريع”.
وكان الجيش السوداني أعلن، مساء الأربعاء، موافقته على المبادرة التي تقدمت بها الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا بتمديد الهدنة الحالية لمدة أسبوع.
وقال الجيش إنه تبدي موافقته على مقترح تمديد الهدنة انطلاقاً من مبدأ الحلول الإفريقية لقضايا القارة، ومراعاة للجوانب الإنسانية لمواطنينا، مع أخذنا في الاعتبار المبادرة الأميركية السعودية الجارية.”
وأعرب عن أمله أن تلتزم قوات الدعم السريع بمتطلبات الهدنة المقترحة.
ولاتزال المعارك محتدمة في عدد من النقاط وفق ما تقوله تقارير محلية، حيث شهد محيط القصر الجمهوري وشمال بحري وشرق النيل وأجزاء من منطقة أم درمان صباح اليوم، قصف جوي ومضادات الأرضية. ويتهم الطرفان بعضهما بخرق الهدنة.
واندلعت الاشتباكات في البلاد بتاريخ 15 نيسان/ أبريل الفائت، في العاصمة وأماكن أخرى في الدولة العربية- الإفريقية، مما أثار مخاوف من توسع نطاقه وتأثيره على دول أخرى في القارة.
وجاءت الاشتباكات مع تصاعد التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى تأخير توقيع اتفاق مدعوم دوليا مع الأحزاب السياسية لإحياء التحول المدني في البلاد.
وتسبب الصراع عن وفاة 550 شخصًا وإصابة 4926 بجروح، حسيما أفادت وزارة الصحة السودانية ، أول أمس الثلاثاء.
وقالت لجنة أطباء السودان إن أعداد القتلى المدنيين بلغ 454 شخص.
وتعتقد الأمم المتحدة أن الحصيلة قد تكون أعلى بكثير ولا سيما في صفوف الجانبين العسكريين.
وتستمر الحكومات الأجنبية بعمليات الإجلاء، حيث أعادت الآلاف من رعاياها إلى بلدانهم.
وقالت الأمم المتحدة إن الصراع تسبب في أزمة إنسانية، حيث أُجبر حوالي 100 ألف شخص على الفرار مع القليل من الطعام أو الماء إلى البلدان المجاورة.