أردوغان يلوّح إلى عدم تنازله عن الحكم حال خسارته في الانتخابات

دمشق – نورث برس

قبل نحو أسبوعين من الانتخابات الرئاسية و التشريعية التركية، توحي تصريحات الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان إلى صعوبة المرحلة المقبلة التي قد تصل إلى بقائه في السلطة  بالقوة حتى لو خسر أمام خصومه.

وأشار أردوغان في آخر تصريح له إلى جانب الكم الهائل من الوعود الانتخابية، مع قرب فتح صناديق الاقتراع في 14 أيار/ مايو، إلى أن مغادرته وحكومته للسلطة في حال خسارهم الانتخابات “لن تكون بالأمر السهل”.

وزعم أردوغان في كلمة له في مركز صناعات الفضاء والطيران التركية في بلدة قهرمان كازان في أنقرة، أن البعض وفي مقدمتهم منافسه كيليجدار أوغلو يجرون لقاءات مع حزب العمال الكردستاني وأن الأخير يدعم خصمه.

وانطلاقاً من هذه الدعاية، يقول أردوغان إنه لن يسلم البلاد إلى رئيس يبلغ المنصب بدعم من العمال الكردستاني.

وذكر أردوغان في كلمته خلال الفعالية التي شارك بها حليفه الانتخابي رئيس حزب الحركة القومية، دولت بخجلي، وحليفه الانتخابي رئيس حزب الاتحاد الكبير، مصطفى دستيجي، وحليفه الانتخابي رئيس الحزب اليساري الديمقراطي، أوندر أكسكالي، أن الحكومة “لن تتهاون مع جميع من يستهدفون أرواح الأتراك”.

تناقض

وذكرت العديد من التقارير الإعلامية التركية أن حزب العدالة والتنمية حاول التفاوض مع حزب الشعوب الديمقراطي لكسب أصواتهم، لكن فقدان الثقة بين الجانبين أفشلت محاولة حزب أردوغان.

ومطلع الأسبوع الجاري، أعلن الشعوب الديمقراطي وحلفائه ضمن تحالف ” العمل و الحرية” دعم كليجدار أوغلو، فرفع رصيد الأخير في التوقعات وجعله أقرب إلى الفوز وفق ما تظهره استطلاعات الرأي.

وكان كبير مستشاري أردوغان، محمد أوشوم، قد اعتبر خلال لقاء متلفز أن فوز المعارضة بالانتخابات الرئاسية بمثابة “انقلاب على عملية الاستقلال التام لتركيا”.

وأشار إلى أنه ثمة “صراع بين الدول العالمية والدول القومية”، واصفاً تركيا أحد الدول القومية القادرة على التصالح مع الغرب وروسيا في آن واحد، بينما لا تستسطيع المعارضة فعل ذلك على حد تعبيره.

وقبل نحو عشرة أيام من الانتخابات الأكثر أهمية في تركيا، تبدو المنافسة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومرشحه المعارض الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو شديدة للغاية.

و تشير استطلاعات الرأي إلى أن جميع النتائج ممكنة، لكن ثمة مخاوف من أن يستخدم الرئيس الحالي شتى الأساليب للبقاء في سدة الحكم.

الإرهاب والغرب.. وسائل دعاية

وأبرز الوسائل التي يستخدمها العدالة والتنمية في دعايته هو أن معارضيه “يصطفون مع الإرهاب والدول الغربية”، حيث عمدت وسائل إعلام تابعة للحزب الحاكم نقل تقارير تفيد أن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تدعم المعارضة التركية.

وألمح أردوغان إلى “مؤامرة” ضده، خلال لقاء مع “سي إن إن تورك”، في إشارة إلى نفسه بضمير الغائب، قائلاً إن الغرب ضد أردوغان. “إن موقفهم العدائي تجاه أردوغان هو موقف معاد تجاه أمته – ستحبط أمته هذه المؤامرة في 14 أيار/ مايو”.

في الجانب الآخر من العالم، تقول صحيفة “واشنطن بوست” إن “مثل هذه التصريحات الهستيرية حول المؤامرات الغربية تفوح منها رائحة اختلاق الأعذار استعداداً للهزيمة”.

لكن ومع ذلك، فإن أردوغان ليس مخطئاً تماماً في افتراض أن الرئيس بايدن والعديد من القادة الأوروبيين سيكونون سعداء بخسارته لعدائه تجاههم وتجاهله لمخاوفهم الاستراتيجية، بحسب الصحيفة.

ويفترض الغربيون أن تكون نبرة كليجدار أوغلو أكثر تصالحية على النقيض من خطاب أردوغان المثير للجدل، ما يجعل ابتعاد الأخير عن الحكم في تركيا، تغييراً مرحباً به.

وربما يأمل القادة الغربيون أن يؤدي تغيير القيادة في أنقرة إلى عودة تركيا السريعة إلى استراتيجية حلف الناتو بعد سنوات من الانجراف نحو الشرق وتقربه من الروس.

وإحدى القضايا الخلافية التي يمكن أن يتوقع فيها الناتو حلاً سريعاً في ظل رئاسة كليجدار أوغلو هي انضمام السويد إلى الناتو وإزالة  فيتو أردوغان، ما يحول الحلف إلى 32 عضواً بحلول منتصف العام الجاري.

إعداد وتحرير: هوزان زبير